القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

الجيش يخفّف إجراءاته الأمنية حول عين الحلوة

الجيش يخفّف إجراءاته الأمنية حول عين الحلوة
 

الأربعاء، 21 آذار، 2012

يبدو ان الحملة على الجيش اللبناني تحت عنوان استنكار التدابير التي يتخذها حول مخيم عين الحلوة، في تصاعد هذه الايام منذ الاعلان عن تواجد «أمير» الشبكة التكفيرية ابو محمد توفيق طه في المخيم.

وتؤكد مصادر فلسطينية متابعة ان الاحتجاجات بدل ان تتوجه للضغط من اجل تسليم طه الى السلطة اللبنانية توجهت نحو الجيش وإجراءاته، وبدل ان تهاجم رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي توعد المخيم بـ«نهر بارد جديد»، فإنها هددت حواجز الجيش وتعرضت لعناصرها بالحجارة.

وتسأل المصادر «لماذا كل هذا التصعيد في هذه الفترة ضد الجيش اللبناني من الشمال الى صيدا، مع العلم انها ليست المرة الاولى التي يتخذ الجيش فيها إجراءات من هذا النوع، وفي كل مرة كان اهالي المخيم يتفهمون دوافع الجيش ومن ثم تهدأ الامور وتخفف الاجراءات ليعود الوضع الى طبيعته».

وتشير المصادر الى ان الوضع في المخيم بدا خلال هذه الايام وكأنه خرج عن سيطرة اي فصيل وحتى لجنة المتابعة، وثمة من حمل المسؤولية لحركة «فتح» على خلفية ما يجري من تشكيلات داخلها.

وتقول مصادر أمنية لبنانية ان ما يحصل في المخيم «ليس بعيدا عن تصريحات النائب خالد ضاهر الاخيرة، فهناك من يتجاوب معه في المخيم ويتم «دفش» العمال والطلاب واصحاب المصالح والناس الابرياء الى الواجهة بينما المحرك الاساسي يبقى في الظل في حين لم تخرج اية مسيرة تطالب بتسليم ابو محمد طه للسلطة اللبنانية».

وكان مخيم عين الحلوة قد استفاق، أمس، ولليوم الثالث على التوالي، على احتجاجات جديدة ضد الجيش اللبناني وإجراءاته، حيث عمد عدد من التلامذة الى اقفال «ثانوية بيسان» و«مدرسة السموع» استنكارا لهذه الاجراءات، ثم جالوا في أزقة وطرق المخيم منددين بالجيش وعملوا على اقفال الطرق وما لبثوا ان اقفلوا مدارس «حطين» و«قبية» و«المرج» وتخلل ذلك اعمال فوضى في المخيم استدعت تدخل الكفاح المسلح لردع المخلين بالأمن.

وتسارعت الاتصالات اللبنانية والفلسطينية في كل الاتجاهات وجال رئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد علي شحرور، على رئيس «التنظيم الشعبي الناصري» الدكتور اسامة سعد والنائبة بهية الحريري والدكتور عبد الرحمن البزري كما التقى في مكتبه قيادة لجنة المتابعة الفلسطينية بحضور قائد الكفاح المسلح «اللينو». ووضع شحرور الجميع في اجواء قرار تخفيف الاجراءات بما يضمن الامن ولا يعطل مصالح الناس. وسمع في المقابل، تنديدا من الحريري وسعد والبزري بأي استهداف للمؤسسة العسكرية، وأبلغوه أن امن مخيم عين الحلوة من أمن صيدا والعكس صحيح.

وعُقد امس اجتماع في مكتب سعد في صيدا شاركت فيه الاحزاب والقوى الوطنية والاسلامية والفصائل الفلسطينية ولجنة المتابعة لمخيم عين الحلوة بحضور «اللينو».

وشدد سعد على أهمية التركيز وضرورة الانتباه لكل المحاولات التي تستهدف أمن المخيم وصيدا والأمن الوطني اللبناني.

وأكد «اللينو» ان من يستهدف أمن لبنان يستهدف أمن المخيم، مشيرا الى أن الاجراءات الأمنية خُففت، شاكراً قيادة الجيش اللبناني على التجاوب.

من جهته، أكد مسؤول حركة «حماس» في لبنان علي بركة، اثر لقائه في مجدليون بهية الحريري، التمسك بالاستقرار في المخيمات الفلسطينية وجوارها وإدانة اية محاولة لاستهداف الجيش، ورفض الحركة في الوقت نفسه لأية اجراءات عقابية جماعية لأبناء مخيم عين الحلوة نتيجة وجود شخص مطلوب فيه. وطالب بتعاون الجميع، فلسطينيين ولبنانيين من أجل تطويق اي اشكال.

وشدد على ان جميع القوى الفلسطينية رفعت الغطاء عن المسيئين للسلم الأهلي في منطقة صيدا واستنكر «ما سمعناه مؤخرا عن دعوات تحريضية لتكرار تجربة نهر البارد في عين الحلوة».

الى ذلك، اجتمع ممثل حركة «حماس» في لبنان علي بركة وأبو عماد الرفاعي ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان وأبو عماد رامز مسؤول الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة في لبنان و«تمّ التوافق على تفعيل العمل الفلسطيني المشترك والإسراع في تشكيل قيادة سياسية موحدة في لبنان تتولى الحوار مع الحكومة اللبنانية والجهات المعنية من أجل تأمين العيش الكريم لأبناء شعبنا الفلسطيني في لبنان».

وأضاف بركة إنه «تمّ الاتفاق على القيام بتحرك سياسي لحماية العلاقة اللبنانية ـ الفلسطينية من الاستهداف في ظل التحريض لإحداث صدام بين الجيش اللبناني والمخيمات الفلسطينية، مع تأكيدنا إدانة استهداف الجيش اللبناني الشقيق وكذلك رفض العقاب الجماعي للمخيمات بذريعة وجود بعض المطلوبين فيها».

المصدر: جريدة السفير