تسارع
اللقاءات والاتصالات لتطويق ذيول إشكال عين الحلوة
الحريري:
المطلوب التهدئة لإفشال محاولة جر المخيم الى الاقتتال
الثلاثاء،
03 كانون الأول، 2013
وسط تخوف
من خطورة انفجار الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة في حال دخل طرف ثالث على خط
التوتير لإيقاع الفتنة، عاد أمس الهدوء الحذر الى مخيم عين الحلوة الذي شهد أمس
(الاثنين) اقفال الشارعين الفوقاني والتحتاني وتعطيل المدارس وإعلان حالة من الطوارئ
بعد جريمة اغتيال العنصر في حركة «فتح» محمد السعدي أمس الأول (الأحد)، كما قام
عدد من أقاربه بإطلاق رشقات نارية احتجاجاً.
واسفرت
الاجتماعات التي عقدتها القيادة السياسية للفصائل والقوى الوطنية والإسلامية في
عين الحلوة مع عائلة آل السعدي الى اتفاق أن يتم تشييع المغدور السعدي بعد صلاة
عصر اليوم (الثلاثاء) من «مسجد خالد بن الوليد»، على أن يدفن في مقبرة درب السيم،
وذلك بمبادرة من آل السعدي على اثر تواصل مع الفاعليات واعطائهم ضمانات لكشف منفذ
الجريمة.
عائلة
السعدي
وأعلنت
عائلة السعدي في بيان لها قالت أنها: «فجعت باغتيال أحد ابنائها المرحوم محمد
السعدي بدم بارد وبأيادي القتلة المحترفين، وهذه الجريمة لم تكن اﻷولى بحق أبناء
عائلة السعدي ولا بحق أهلنا في المخيم، فالمسلسل يتواصل ويستمر والجهات المنفذة
معروفة (مجهولة).
وأضاف
البيان: «ان الاستمرار بمعالجة مسلسل اﻹغتيال المتواصل والتفجير والخروقات اﻷمنية
بالطريقة السابقة التي تعتمدها القوى السياسية والهيئات الوطنية التمثيلية الموحدة
«لجان تحقيق روتينية وتجهيل الفاعل وتحميل المسؤوليات دوما لجهات خارجية» ما هي
إلا محاولة مكشوفة ومفضوحة لتبرئة القاتل - المعلوم المجهول في آن- والاستمرار
بالتغطية الواقية لمسلسل اﻹجرام والقتل.
وأكدت
«أن هذه الطريقة أثبتت بالواقع الملموس والحقائق الحسية ان الحرص على أمن أهالي
المخيم لا يمكن ان يكون إلا بمعالجة جدية تقضي بتسليم القتلة المحترفين إلى اﻷجهزة
اﻷمنية والقضائية لينالوا عقابهم».
وختم
البيان: «إن حرصنا على أمن اهلنا يدعونا اليوم إلى رفع الصوت وعدم القبول مجددا
بالحلول الوهمية،مطلبا واحدا والمفترض ان يكون مطلب كل الحريصين على هذا المخيم
وأمن أهله وسكانه؛تسليم القاتل إلى أجهزة الدولة اللبنانية،ﻷن بهذا المطلب وحده
يمكننا قطع دابر الفتنة وسد الطريق على القتلة ومنعهم من تنفيذ مشروعهم الهادف إلى
ادخال الفتنة واﻹرباك اﻷمني إلى المخيم، ولن ندخر جهدا أو عملا لتحقيق غاياتنا
ونأمل من جميع أهلنا في المخيم مشاركتنا. وندعو كافة القيادات والهيئات السياسية
واﻹجتماعية لتحمل مسؤولياتها على قاعدة الحرص الحقيقي على المخيم وأمن اهله.
وأعلنت
العائلة أنها ستشيع محمد السعدي بعد صلاة عصر اليوم (الثلاثاء) من «مسجد خالد بن
الوليد»، على أن يدفن المغدور في مقبرة درب السيم، وذلك بمبادرة من ال السعدي على
اثر تواصل مع الفعاليات واعطائهم ضمانات لكشف منفذ الجريمة.
الحريري
كما نشطت
الاتصالات واللقاءات اللبنانية والفلسطينية على أكثر من صعيد لمتابعة التطورات،
حيث بحثت النائب بهية الحريري في مجدليون مع رئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في
الجنوب العميد علي شحرور الأوضاع الأمنية في صيدا ومنطقتها.
وتابعت
المستجدات في مخيم عين الحلوة فأجرت اتصالات بعدد من القيادات الفلسطينية في
المخيم، واطلعت منهم على آخر التطورات، والجهود التي تبذل من اجل ضبط الوضع الأمني
وكشف ملابسات جريمة الاغتيال التي استهدفت أحد عناصر حركة «فتح»، بما يساهم في نزع
فتيل التوتر، حيث أثنت على هذه الجهود وتمنت على كافة الأفرقاء في المخيم العمل
على تهدئة الأجواء لإفشال اية محاولة لجر المخيم الى الفتنة والاقتتال.
سعد
بدوره
أمين عام «التنظيم الشعبي الناصري» الدكتور أسامة سعد أكد «أن أي تصعيد يؤدي الى
صدامات داخلية، إن كان على المستوى الفلسطيني أوالمستوى اللبناني أوالعربي، هناك
من يدعو ويسعى لتفجيره بين أبناء الشعب الواحد في فلسطين وفي مختلف البلدان
العربية. ومن الواضح بأن العدو الصهيوني وراءه ولكن بأداوت، تتحرك بوعي أومن دون
وعي، لتنفيذ الأهداف الصهيونية وتعمل من أجل تفجير هذه الصراعات».
وأشار
الى «أن أي صراع داخلي له طابع عنفي إنما يصب في خدمة المشروع الصهيوني وأعداء
الأمة العربية وأعداء الشعب الفلسطيني لافتاً الى ما يحصل في طرابلس وفي المخيم».
ودعا
«الجميع الى توحيد الطاقات لمواجهة التحديات والمخاطر، ولمواجهة المشروع الاميركي
الصهيوني الرجعي العربي، وأن الانخراط في الصراعات لا يخدم الا العدو الصهيوني».
كلام سعد
جاء خلال لقائه وفداً من دائرة العلاقات العربية لـ منظمة التحرير الفلسطينية» في
رام الله وقد ضم الوفد كلاً من: مدير عام الدائرة زياد سلعوس، ومدير دائرة الإعلام
غسان أبو حنيش، ومستشار السفارة الفلسطينية في لبنان خالد عبادي بحضور محمد ظاهر
عن التنظيم الشعبي الناصري. وقد جاء اللقاء للتباحث في مختلف الأوضاع على الساحة
الفلسطينية وعلى الساحة العربية عموماً.
وأكد سعد
في تصريحه «أننا جزء من النضال العربي في مواجهة الخطر الصهيوني، ليس فقط ضد الشعب
الفلسطيني وحسب،وانما ضد الشعوب العربية. وإن التعاون مع منظمة التحرير وقوى
الثورة الفلسطينية أمر لا غنى عنه من أجل تعزيز النضال المشترك لهزيمة مشروع العدو
الصهيوني فوق أرض فلسطين والأراضي العربية، وصولاً لتحقيق كامل الحقوق الوطنية
للشعب الفلسطيني كحق العودة وحق تقرير المصير فوق أرضه ووفق إرادته».
بدوره
سلعوس قال: اليوم نلتقي بالدكتور اسامة أمين عام التنظيم الشعبي الناصري، هذا
التنظيم الذي وقف دائماً الى جانب القضية الفلسطينية وكان ولا يزال مساندأً للحقوق
الوطنية الفلسطينية، وأيضاً مسانداً لحقوق اللاجئين الفلسطينيين في لبنان».
وأكد
سلعوس «أننا نراعي ونتمسك بالحفاظ على السلم الأهلي اللبناني الذي لا يتعارض أبداً
مع الحقوق الانسانية للشعب الفلسطيني».
ونقل
الوفد للدكتور سعد تحيات الشعب الفلسطيني في الداخل الفلسطيني والمعاناة التي
يتعرض لها الأهالي من قبل قوات الاحتلال الصهيوني بشكل متواصل ومستمر.وهذه
الانتهاكات هدفها طرد الشعب الفلسطيني من أرضه والسيطرة على مقدساته.
وفي
نهاية اللقاء قدم سعد للوفد كتاب «نضال وثورة» الذي يتناول نضال الشهيد معروف سعد
وبخاصة في القضية الفلسطينية.
من جهة
ثانية أجرى سعد اتصالاً بأمين سر حركة «فتح» وفصائل «منظمة التحرير الفلسطينية» في
لبنان فتحي أبوالعردات، لمتابعة الوضع في مخيم عين الحلوة بعد التطورات الأخيرة
التي حصلت فيه.
البزري
بدوره،
دعا الدكتور عبد الرحمن البزري «جميع الفصائل والقوى الفلسطينية على مختلف مساربها
للعمل على تثبيت الهدوء وإزالة أجواء التوتر من مخيم عين الحلوة مستنكراً الأحداث
الأمنية الأخيرة التي روعت المخيم وأهله وأدت الى سقوط ضحايا وخسائر».
واعتبر البزري «أن هنالك من يُحاول الاستفادة من
هذه الأحداث لإعادة تركيز الضوء الأمني على المخيمات وربطها بمختلف الملفات
الأمنية. وأن أمن صيدا وأمن عين الحلوة لازمتان لا تفترقان كما هو حال أمن
الفلسطينيين في لبنان كجزء لا يتجزأ من النسيج المجتمعي اللبناني، فندعولإحلال
الحوار مكان العنف والاقتتال لأنه الحل الوحيد الممكن والمقبول في هذه الظروف
الحرجة والدقيقة».
اجتماع
الفصائل
وعلى
صعيد المساعي الفلسطينية، ترأس أمين سر حركة «فتح» وفصائل «منظمة التحرير
الفلسطينية» في لبنان فتحي أبوالعردات في مكتبه في مخيم المية ومية إجتماعاً
لفصائل المنظمة حضره: غسان أيوب «حزب الشعب الفلسطيني»، تامر عزيز «جبهة النضال
الشعبي»، حسين الرميلي «جبهة التحرير العربية»، محي الدين كعوش «الجبهة العربية
الفلسطينية»، ابوإياد الشعلان وسعد الله القط عن حركة «فتح»، صلاح اليوسف «جبهة
التحرير الفلسطينية،» وأبو جابر «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين».
وحضر
جانب من الاجتماع منسق عام دائرة العلاقات العربية في منظمة التحرير الفلسطينية
زياد سلعوس نجار ومدير دائرة الاعلام غسان علي أبو حنيش.
وبحث
المجتمعون آخر التطورات والمستجدات المتعلقة بالاوضاع السياسية الفلسطينية العامة،
وأوضاع المخيمات الفلسطينية في لبنان.
وتوقف
المجتمعون عند الاجراءات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الاسرائيلي وما يسمى بمشروع
«برافر» الهادف الى تهجير وتشريد وتشتييت عشرات الالاف من العائلات الفلسطينية
القاطنة فى النقب، ومصادرة مئات الالاف من الدونمات من اصحابها الأصليين مما سيؤدي
إلى اقتلاع 70 ألف إنسان من بيوتهم وأراضيهم.
ودعا
المجتمعون «المجتمع الدولي ومجلس الأمن وكافة المؤسسات والمنظمات العربية
والاسلامية والدولية والحقوقية للوقوف الى جانب ابناء الشعب الفلسطيني فى النقب،
وفضح ممارسات الاحتلال الصهيونى، واتخاذ الاجراءات القانونية والسياسية لإيقاف هذا
المخطط الذي سيؤدي الى حدوث نكبة جديدة للشعب الفلسطيني».
وبحثت قيادة
فصائل منظمة التحرير الفلسطينية آخر التطورات والمستجدات المتعلقة بالأحداث
الأمنية التي وقعت في بعض المخيمات الفلسطينية في لبنان سيما منها مخيمات عين
الحلوة، البداوي وشاتيلا.
واعتبرت
القيادة السياسية للمنظمة في بيان صدر عنها:»أن عملية الإغتيال الجبانة التي تعرض
لها أحد كوادر حركة «فتح» محمد عبد القادر عبد الحميد السعدي في مخيم عين الحلوه،
عملية مشبوهة تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في المخيم وتستهدف ضرب الوحدة التي
تحققت بين كافة القوى والفصائل الوطنية والإسلامية الفلسطينية».
وثمنّت
القيادة السياسية «الجهود التي تبذل من قبل اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا
ولجنة المتابعة الوطنية والإسلامية في مخيم عين الحلوة، وأكدت على خطواتها
وتوجهاتها لمتابعة التحقيق للكشف عن منفذي عملية الاغتيال ومن يقف خلفها لتقديمهم
للقضاء اللبناني للاقتصاص منهم».
وتقدمت
القيادة السياسية من حركة «فتح» ومن كافة القوى والفصائل الوطنية والإسلامية
الفلسطينية ومن عائلة الشهيد محمد السعدي ومن كافة أبناء مخيم عين الحلوة بأحر
التعازي، وأعربت عن تقديرها لموقفهم الحريص والمسؤول على أمن المخيم. كما اعربت عن
حزنها وتضامنها مع عائلة الشهيد وعن مشاطرتها حزنهم وعزائهم، وتمنت الشفاء العاجل
للجرحى والمصابين.
وأكدت
«أن ما جرى في مخيم شاتيلا في بيروت يوم أمس هو حادث أمني فردي مدان، ليس له إي
ارتباطات سياسية فلسطينية، وأن منظمة التحرير الفلسطينية ترفع الغطاء عن كل من
يعبث بالاستقرار الأمني داخل المخيم وخارجه».
وجددت
تأكيدها وحرصها على تجنيب المخيمات الفلسطينية عن الاحداث الأليمة والدامية التي
تجري في مدينة طرابلس في شمالي لبنان، واستنكرت عمليات القنص التي استهدفت مخيم
البداوي، التي أدّت الى سقوط شهيدين وعدد من الجرحى الابرياء من أبناء المخيم.
وأهابت
القيادة السياسية بكافة القوى الوطنية والإسلامية واللجان الأمنية والشعبية
وبجماهير شعبنا في لبنان للوقوف صفاً واحداً لمواجهة كافة المشاريع المشبوهة التي
تستهدف أمن مخيماتنا واستقرارها وعلاقتها مع الجوار.
المصدر:
اللواء