بحث الأوضاع
والعلاقات الثنائية مع سليمان وميقاتي وسلام
الحمد الله:
توجّهنا الحفاظ على أمن لبنان

الجمعة، 29
تشرين الثاني، 2013
شدد رئيس
الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، على أن "توجه القيادة الفلسطينية بقيادة
الرئيس محمود عباس هو المحافظة على أمن لبنان"، معتبراً أنه "إذا حصلت
أحداث فهي أحداث فردية، ولا تمثل الشعب الفلسطيني، فنحن مع سيادة لبنان وشرعيته
وإشراف لبنان على المخيمات".
استهل الحمد
الله زيارته للبنان أمس مع الوفد المرافق، بلقاء رئيس الجمهورية ميشال سليمان في
القصر الجمهوري، ونقل اليه تحيات الرئيس عباس وتشديده على "التزام
الفلسطينيين الموجودين في لبنان بالقوانين اللبنانية واحترامها، وأن أي عمل مخل
يقوم به أي فلسطيني، خصوصاً في المخيمات، يتحمل مسؤوليته من قام به ولا علاقة
للفلسطينيين به".
وأطلع الحمد
الله رئيس الجمهورية خلال اللقاء، على وضع المفاوضات مع الإسرائيليين، لافتاً إلى
أنها "تراوح مكانها بسبب الشروط والضغوط وسياسة الاستيطان التي تمارسها
إسرائيل، وكذلك الأمر موضوع المصالحة الفلسطينية التي لم تحقق أي تقدم جديد لغاية
الآن".
وتناول اللقاء
أيضاً الأوضاع في المنطقة وخصوصاً في سوريا، ونقل المسؤول الفلسطيني شكر الرئيس
عباس لاستقبال فلسطينيين نزحوا من سوريا، مشدداً على أن "الوجود الفلسطيني في
لبنان هو برمته وجود موقت وتحت سقف القوانين اللبنانية". وحمّل الرئيس سليمان
في نهاية اللقاء الحمد الله تحياته إلى الرئيس الفلسطيني.
وأجرى الحمد
الله محادثات مع رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي في السرايا، تناولت الوضع في
المنطقة والعلاقات اللبنانية ـ الفلسطينية.
واستقبله
ميقاتي في الباحة الخارجية حيث أقيمت له مراسم الاستقبال الرسمية، وعزفت الموسيقى
النشيدين اللبناني والفلسطيني. ثم عرض الرئيسان ثلة من سرية حرس رئاسة الحكومة،
بعدها صافح الحمد الله مستقبليه وفي مقدمهم الوزير المرافق له وزير الدولة لشؤون
المهجرين في حكومة تصريف الاعمال علاء الدين ترو، الأمين العام لمجلس الوزراء سهيل
بوجي، الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء الركن محمد خير، رئيس لجنة الحوار
اللبناني ـ الفلسطيني خلدون الشريف وكبار الموظفين والمستشارين في رئاسة الحكومة.
كما صافح ميقاتي أعضاء الوفد الفلسطيني المرافق وضم وزير المال شكري بشارة، سفير
فلسطين في لبنان أشرف دبور والمستشار مازن جاد الله.
وانتقل ميقاتي
والحمد الله إلى مكتب رئيس الحكومة، حيث عقدا اجتماعاً موسعاً تم خلاله عرض
المستجدات والعلاقات الثنائية، واستكمل البحث الى مأدبة غداء تكريمية أقامها
ميقاتي وشارك فيها وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عدنان منصور.
ثم عقد ميقاتي
مع نظيره الفلسطيني مؤتمراً صحافياً مشتركاً استهله بالقول: "أجرينا جولة أفق
تناولت الأوضاع في المنطقة واستمعت من دولته الى شرح قصير لمسار المفاوضات
الفلسطينية ـ الاسرائيلية. من ناحيتي أطلعت دولة الرئيس على مشروع القانون الذي
أعدته رئاسة مجلس الوزراء في ما يتعلق بإنشاء الهيئة العليا للاجئين الفلسطينيين
بحيث تضم كل المؤسسات واللجان التي تتعاطى الشأن الفلسطيني كي نوحدها ولتكون منتجة
في آن واحد".
أضاف: "من
الطبيعي أيضاً أن نتحدث عن الأمن داخل المخيمات الفلسطينية، وقد ثمّنت التوجيهات
الصادرة عن السلطة الفلسطينية للمخيمات في ما يتعلق بالوضع الأمني فيها، وأن تكون
تحت سقف الدولة اللبنانية، وهذا توجه جيد، وطالبنا أيضا إخواننا الفلسطينيين
بالتخفيف قدر المستطاع من التجاوزات التي تحصل بين الحين والآخر، ويجب أن يكون
الأمن شاملاً وكاملاً". وأعرب عن سروره بوجود الحمد الله في بيروت
"لنحتفل معه بيوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، وهذا شرف لبيروت التي كانت
دائماً المنارة للدفاع عن الفلسطينيين وحقوقهم".
بدوره، قال
الحمد الله: "أنا سعيد بوجودي في لبنان، وبإسم الرئيس محمود عباس أوجه تحيات
الى القيادة اللبنانية والرئيسين سليمان وميقاتي، كما أنقل تحياته الى جميع
اللبنانيين. وكما ذكر دولة الرئيس ميقاتي، نحن فخورون بما قدمته الجمهورية
اللبنانية للفلسطينيين على مر السنين، وهناك تأكيد أن المخيمات الفلسطينية تخضع
للسيادة اللبنانية، والرئيس عباس يؤكد هذا الموضوع باستمرار، وإذا حصلت تجاوزات،
فبالتأكيد هي تجاوزات فردية ولا تمثل المجموع الفلسطيني".
أضاف:
"أطلعت دولة الرئيس على المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي والتي لا تزال تراوح
مكانها حتى هذه اللحظة، وليس هناك أي تقدم على أي مسار من المسارات التي تتعلق
بقضايا الحل النهائي، كاللاجئين والحدود والأسرى والمياه والقدس وغيرها من
المواضيع. نحن ملتزمون حل الدولتين والمفاوضات حتى نهاية شهر آذار 2014، كما نأمل
في أن تكون هناك حلول، ونأمل من الدول الراعية والولايات المتحدة الأميركية بذل
قصارى جهدها حتى نتمكن من تحصيل الحقوق الفلسطينية، وهي إقامة الدولة الفلسطينية
على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وحق اللاجئين في العودة حسب القرار
194. لا شك في أن ما حدث في الأيام القليلة الماضية من اتفاق بين إيران والدول
الأوروبية يعتبر سابقة يجب أن نستغلها نحن الفلسطينيين ونضغط في اتجاه الدول
الكبرى والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا، لبذل الجهود حتى نتوصل الى
اتفاق عادل ودائم يحقق كل المطالب الفلسطينية المشروعة".
وتابع:
"تحدثنا مع دولة الرئيس ميقاتي عن الممارسات الاستيطانية في فلسطين وما
يمارسه الاحتلال الإسرائيلي بحق المسجد الأقصى وكل المؤسسات الفلسطينية الأخرى،
ونحن نتبع سياسة الثبات والصمود في وجه هذه التحديات، فالصراع هو صراع أرض، ونحن
كحكومة وقيادة فلسطينية نسعى الى تثبيت المواطن الفلسطيني قدر الإمكان في أرضه،
لأنه كما ذكرت هو صراع بقاء. اشكر دولة الرئيس وأؤكد عمق العلاقة اللبنانية ـ
الفلسطينية، كما أشكر القيادة اللبنانية على استضافة الفلسطينيين في لبنان، وان
شاء الله سيكونون ضيوفاً، كما ذكر الرئيس عباس في جولات عدة في لبنان، فهم ضيوف
هنا والوطن الأصلي سيكون ان شاء الله فلسطين وسنفرح بعودتهم بأقرب فرصة الى
وطنهم".
وسئل ميقاتي عن
قراءته للتفاهم الأولي بين إيران والمجتمع الدولي حول البرنامج النووي الإيراني،
بعد زيارته لكل من باريس وقطر، وعن موضوع النازحين السوريين، وما اذا كان في صدد
القيام بجولة خليجية لحصد المزيد من الدعم في هذا الإطار، فأجاب: "تعلمون أن
الحكومة اللبنانية تعمل على مسارين، أولهما المسار الانساني بالتعاون مع المؤسسات
الدولية من اجل القيام بما هو ضروري من الناحية الإنسانية لاغاثة النازحين
السوريين في لبنان، وقد طلبنا أن يكون التنسيق كاملاً بين هذه المنظمات الدولية
ووزارة الشؤون الإجتماعية وأن يكون كل ذلك ضمن إطار الدولة وتحت سقفها. أما المسار
الثاني، فهو أننا أنشأنا صندوقاً لدعم لبنان من جراء ما يحدث في سوريا ومعالجة
تداعياته السلبية على الإقتصاد اللبناني، وهذا الصندوق أخذ مساره وأعلن عنه، وقد
بدأنا بتلقي الهبات له. من هذا المنطلق كان عقد في نيويورك الإجتماع الأول وأطلق
المشروع برعاية فخامة رئيس الجمهورية، وأنا أقوم ببعض الزيارات لبعض الدول لشرح
هذين المسارين ولتأكيد المساعدة المطلوبة للدولة اللبنانية، لأن الصندوق لا يتعلق
بالسوريين، بل يتعلق بلبنان وبالبنى التحتية والإقتصاد اللبناني. ولكي نقوم بتعويض
ما أصاب الإقتصاد والبنى التحتية اللبنانية جراء النزوح السوري والآثار السلبية
لإنعكاس الأزمة السورية على الاقتصاد اللبناني".
أضاف:
"أما في شأن الإتفاق الإيراني ـ الغربي فهو اتفاق مرحب به جداً من قبلنا،
والسبب أن أي أمر يمكن أن يحل بطريقة سلمية، ويمكن أن يجنب المنطقة المزيد من
الحروب نرحب به. هذا إنجاز مهم، وأتمنى أن تنتهي فترة الأشهر المقبلة باتفاق كامل
لكي يكون الإستقرار عنوان المرحلة المقبلة في منطقة الشرق الأوسط والخليج".
وسئل رئيس
الحكومة الفلسطيني عن الإجراءات على الأرض من قبل السلطة الفلسطينية، بعد الحديث
عن وجود مجموعات إرهابية تدخل المخيمات مع ما يجري في سوريا ومن نزوح فلسطيني
أيضاً من سوريا الى لبنان، فأجاب: "كما ذكرت، فإن توجه القيادة الفلسطينية
بقيادة الرئيس محمود عباس هو المحافظة على أمن لبنان، والتعليمات دائماً واضحة،
وأكررها، وهي الحفاظ على أمن اللبنانيين واستقرارهم. وكما ذكرت، إذا حصلت هناك
أحداث فهي أحداث فردية بالتأكيد، ولا تمثل الشعب الفلسطيني، فنحن مع سيادة لبنان
وشرعيته وإشراف لبنان على المخيمات".
كما زار الحمد
الله الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام في دارته في المصيطبة، في حضور ترو
وأعضاء الوفد الفلسطيني المرافق. وأبلغ الحمد الله سلام تحيات الرئيس عباس، وتم
عرض للأوضاع والتطورات في لبنان والمنطقة اضافة الى العلاقات اللبنانية ـ
الفلسطينية.
المصدر:
المستقبل