"السفير": جريمة البرج تعيد الحرارة بين
حزب الله وحماس

الخميس، 19 تشرين الثاني، 2015
من الواضح أن أحد
الأهداف الأساسية لتفجيرَي برج البراجنة كان إحداث فتنة بين أبناء الضاحية الجنوبية
والفلسطينيين، لا سيما مع أبناء مخيم البرج، ولم تكن مسارعة تنظيم
"داعش" إلى نشر اسمَي فلسطينيين غير صحيحَين من ضمن المجموعة الانتحارية
التي تولت التفجيرين، سوى في إطار هدفه بالفتنة.
لكن بعكس ما أراده
"داعش"، فان هذين التفجيرَين أعادا الحرارة إلى كل خطوط التواصل بين
القيادات اللبنانية والفلسطينية، لا سيما بين حركة "حماس" و "حزب
الله" بعد أن مرت العلاقة بين الطرفَين في الأشهر الأخيرة بحالة من الجمود،
كما تؤكد مصادر مطلعة على ملف العلاقة بين الطرفَين. فقد سارع رئيس المكتب السياسي
في "حماس" خالد مشعل ونائبه إسماعيل هنية، إلى الاتصال بالأمين العام لـ
"حزب الله" السيد حسن نصر الله لتقديم واجب العزاء بشهداء تفجيرَي
البرج. كما عمدت القيادات الفلسطينية إلى كشف المعلومات الحقيقية بشأن أسماء
الفلسطينيَّين اللذَين ادعت "داعش" أنهما شاركا في التفجيرَين، وأبدت
تعاونا كاملا مع الأجهزة الأمنية اللبنانية لكشف كل المعلومات حول التفجيرَين.
وكانت ردود الفعل المستنكرة للتفجيرين من قبل كل القيادات والحركات الفلسطينية
وأبناء مخيم البرج عاملا مهما في استيعاب أية محاولات من اجل إثارة الفتنة.
وشكلت برقية التعزية
التي أرسلتها قيادة "كتائب الشهيد عز الدين القسام" إلى نصر الله حول
التفجيرين رسالة قوية لتأكيد العلاقة بين الطرفين. واعتبرت البرقية أن "الحدث
الأخير" جاء "بمثابة تجديد إعلان الثبات على درب مشروع الجهاد والولاء
للمقاومة في عرس يوم الشهيد". كما اعتبرت انه شكل مجدداً "دعوة للعقلاء
للنظر والتدقيق في أسباب النشوء الأولى لهذا الطاعون الأسود، خوارج العصر
الحديث".
وتوضح المصادر المواكبة
للعلاقة بين "حزب الله" و "حركة حماس"، ان هذه العلاقة كانت
قد مرت بحالة من الجمود والبرودة منذ شهر رمضان الماضي بسبب بعض التصريحات التي
نسبت لعضو المكتب السياسي في الحركة الدكتور موسى أبو مرزوق والتي انتقد فيها
سياسات ايران و "حزب الله" بشأن الملف الفلسطيني والأوضاع في المنطقة.
وقد جرت محاولات عديدة في الشهرين الماضيين لمعالجة حالة الجفاء، لكن يبدو أن
تفجيري البرج ساهما في معالجة هذه البرودة وذلك من خلال حجم الاتصالات واللقاءات
التي جرت بين الفريقين في الأيام القليلة الماضية، ومن خلال التعاطف القوي بين
الشعب الفلسطيني من جهة وأبناء الضاحية الجوبية و "حزب الله" من جهة
أخرى. وتخلص المصادر إلى انه بذلك يكون تفجيرا برج البراجنة قد حققا نتائج عكسية
بدل أن يؤديا إلى الفتنة بين الفلسطينيين وأبناء الضاحية الجنوبية، إذ انهما أعادا
الحرارة القوية للعلاقة بين "حماس" و "حزب الله" وإيران.
المصدر: قاسم قصير - السفير