القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

السفيرالفلسطيني لـ«الجمهورية»: إطمئنوا...لا مخيمات جديدة في لبنان

السفيرالفلسطيني لـ«الجمهورية»: إطمئنوا...لا مخيمات جديدة في لبنان
 

الجمعة، 11 كانون الثاني، 2013

يسعى السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور إلى تبديد الهواجس من تحوّل الإقامة الموقتة للنازحين الفلسطينيين من سوريا إلى إقامة دائمة في لبنان. ويبعث برسالة تطمينية مفادها «لا مخيمات جديدة، وأهلنا عائدون إلى سوريا، فور زوال الأسباب الموجبة لنزوحهم».

يصرّ السفير الفلسطيني في لبنان على أنّ الحشد الجماهيري الذي ميّز مهرجان إنطلاقة "فتح" الـ48 في قطاع غزة، معقل حركة "حماس" كان "متوقعاً"، فالقيادة الفلسطينية "لم يفاجئها الأمر، فهي على بينة مما يجري على الأرض، ولقد قال شعبنا الفلسطيني بكلّ أطيافه وانتماءاته بالفم الملآن، نعم للوحدة وللمشروع الوطني الفلسطيني".

ويقول دبور في مقابلة مع "الجمهورية" في مقرّ سفارة دولة فلسطين في بيروت: "الفلسطيني عندما يولد هو حكماً عضو في منظمة التحريرالفلسطينية، التي تعتبر البيت الجامع للشعب الفلسطيني، سواء تقدّم بطلب انتساب إلى المنظمة أم لا".

ويعزو عدم التقيّد بالبرنامج المقرر للمهرجان، والإكتفاء بكلمة الرئيس محمود عباس إلى ضخامة الحشود التي ملأت ساحة السرايا، نافياً ما أشيع عن وجود مناوشات وإشكالات بين مناصري أبو مازن، وأنصار عضو اللجنة المركزية لـ"فتح" المطرود محمد دحلان، وانعكاسها على تقصير مدة المهرجان.

ويشدد على أنّ "منظمة التحرير" ستكون على قدر طموحات جمهورها، وتنهي حال الإنقسام في الشارع الفلسطيني. ويضيف: "لا شك أنّ الحشود في غزة خرجت للتأكيد على وحدة فلسطين، وهي محفز لنا جميعاً لنفتح صفحة جديدة من الوحدة الوطنية، على قاعدة أنّ فلسطين أكبر منا جميعاً، وشعبنا يستحق أن نكون على قدر المسؤولية لاستعادة الأرض وتحريرها من الإحتلال الإسرائيلي".

ويذكّر دبور بأنّ عباس ومنظمة التحرير سارعتا إلى التوقيع على اتفاق المصالحة قبل حركة "حماس". وفي أول خطاب له بعد عودته من الأمم المتحدة، أكّد أبو مازن أنّه بعد "الحصول على الإعتراف الدولي، سنتجه إلى تفعيل المصالحة وتحقيق الوحدة".

وقد تضمّن إتفاق الدوحة في شباط 2012 تفعيل لجنة الإنتخابات المركزية، لكنّ "حماس" هي من أوقف عمل اللجنة في تموز الماضي.

ويقول السفير الفلسطيني: "في البداية وافقت حماس على عمل لجنة الإنتخابات المركزية ثم أوقفتها فجأة. نحن متفاهمون على كلّ شيء، إلاّ انّه ينبغي البدء في تنفيذ ما تمّ الإتفاق عليه من تشكيل حكومة موحّدة، برئاسة عباس تتولى الإشراف على إجراء الإنتخابات الرئاسية والتشريعية، والتي لم تجر منذ العام 2006 ، وإعادة إعمار قطاع غزة".

وإذ يؤكّد على أنّ كلمة الفصل تعود للشعب الفلسطيني، يتساءل:"إذا كانت "حماس" ترفض الإحتكام إلى الإنتخابات، إلى من نحتكم؟

وفي نهاية المطاف، يرى أنّ موقف "حماس" الطبيعي أن تنضمّ إلى منظمة التحرير.

مخيم اليرموك

سورياً، لا ينكر السفير الفلسطيني إستحالة تحييد المخيمات الفلسطينية بشكل عام ومخيم اليرموك بشكل خاص، بحكم وقوع المخيم في قلب الأحياء السورية التي تشهد صراعاً بين السلطة والمعارضة، على رغم إتفاق الفصائل الفلسطينية في 20 كانون الأول الماضي على تحييد اليرموك.

ويقول: "مع بداية الأزمة السورية منذ منتصف آذار 2011، إستطاع أخواننا في سوريا من كافة الفصائل وبناء على القرار الفلسطيني الموحّد بتحييد المخيمات عن الصراع الدائر". غير أنّه في ما بعد "تمّ للأسف إقحام مخيم اليرموك الأكبر في سوريا وعلى رغم كلّ الجهود، إذ لم يعد مخيم عاصمة الشتات في منأى عما يجري، مع إزدياد الأوضاع خطورة وسط ارتفاع عدد الشهداء".

وينفي غياب "فتح" عن إجتماع ممثلي الفصائل الفلسطينية القريبة من النظام السوري في دمشق بالأمس، والتي طالبت بجعل مخيم اليرموك "منزوع السلاح" أمس الأول. ويقول: "ليس لدينا قرار لمقاطعة الإتصالات مع كافة الأطراف في سوريا، ونحن حريصون على حضور أي لقاء يجنّب مخيماتنا الدخول في الصراع"، عازياً غياب ممثل "حركة فتح" في سوريا سمير الرفاعي عن اللقاء إلى تواجد الأخير في لبنان.

«الإنروا»

ويرفض دبور إتهام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين "الإنروا" بالتقاعس عن القيام بواجباتها تجاه النازحين الفلسطينين من سوريا. ويقول: "مع بدء الأزمة بادرنا إلى إنشاء لجنة تضمّ ممثلين عن الإنروا، والسفارة الفلسطينية والفصائل والأمن العام اللبناني واللجان الشعبية في المخيمات للوقوف على هذه الإحتياجات".

ولا ينكر إفتقاد "الإنروا" إلى الإمكانات اللازمة لتلبية مطالب أهلنا النازحين في سوريا، في ظلّ تأخر حصولها على الدعم الدولي الذي طلبته. ويقول: "لقد باشرت الإنروا في دفع الإعانات لقسم كبير من النازحين الفلسطينيين. إلاّ أنّ ذلك لا يكفي"، مناشداً المجتمع الدولي تحمّل مسؤولياته لتستطيع الوكالة القيام بدورها المنشود.

ويشدد دبورعلى أنّ "الإحتياجات كبيرة، والعيون تدمع أمام مشهد معاناة النازحين، غير أننا مستمرون في عملنا على رغم الإمكانات المتواضعة في ظلّ الأزمة المالية الخانقة التي نعيشها بسبب الحصار، وحجز سلطات الإحتلال الإسرائيلي لعائداتنا من الضرائب".

ويعتبر أنّ التأخير في تنفيذ شبكة الأمان المالي العربية، التي تعهدت الجامعة العربية بتوفيرها للسلطة الفلسطينية، مرده إلى ضغوطات أميركية على الدول العربية. ويقول: "لقد سبق وحذّر أبو مازن قبيل توجّهه إلى الأمم المتحدة لنيل العضوية الأممية، بأنّه سيعاقَب هو والشعب الفلسطيني"، متسائلاً: "أي قانون دولي يُعاقب شعباً عند مطالبته بجزء من حقوقه؟"

ويشدد على أنّ عدم إقرار شبكة الأمان للشعب الفلسطيني هو"سؤال برسم القادة العرب، الذين تعهدوا بالإجماع في قمة بغداد في العام الماضي على تطبيق هذه الخطوة، إلاّ أنّها لم تبصر النور حتى الساعة".

وإذ يؤكّد أنّه كلما اشتدت الضغوطات من كافة الجهات، إزداد الإلتفاف الشعبي حول الرئيس عباس والقيادة الفلسطينية، يقول: "نأكل الصعتر ولا نركع".

رسالة تطمين

ويُثمّن دبور موقف لبنان من النازحين الفلسطينين من سوريا، موجّهاً "كلّ التحية والتقدير للبنان رئيساً وحكومة وشعباً على استضافته الموقتة للنازحين الفلسطينيين من سوريا، وهي استضافة موقتة، إذ أنّهم سيعودون إلى منازلهم فور انتهاء الأسباب الموجبة لنزوحهم". ويضيف: "أطمئن اللبنانيين، أنّه لن يكون هناك مخيمات جديدة للفلسطينيين في لبنان. وأملنا كبير بأن ينظروا بعين إنسانية الى أبناء شعبنا".

ويوضح بأنّ "وضع الفلسطيني في سوريا هو أفضل بكثير مما هو عليه الوضع في لبنان، إذ يعامل الفلسطيني كأخيه السوري لجهة العمل والتقديمات الإجتماعية، وبالتالي لا داعي لهذه المخاوف"على حد تعبيره.

ولا ينكر دبور أنّ كونه أحد أبناء مخيم تل الزعتر، يجعله "أكثر تفهماً" لواقع ومعاناة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، فضلاً عن مرافقته الرئيس الراحل "الرمز" ياسرعرفات الذي تعلّم منه "أنّ حياة الإنسان تغدو رخيصة أمام استرداد حق شعبه".

المصدر: الجمهورية