القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

«الشعبية» تحيي ذكرى انطلاقتها الـ44 مستحضرةً قيادييها

«الشعبية» تحيي ذكرى انطلاقتها الـ44 مستحضرةً قيادييها
 

الإثنين، 19 كانون الأول، 2011

في الذكرى الرابعة والأربعين لانطلاقة «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، لا مفر من التذكير بأسماء أبرز مناضليها وقيادييها الذين صنعوا ثورتها ورفعوا شارة نصرها. فحين يحضر اسم «الجبهة»، تكرّ سبحة رموز في تاريخ القضية العربية، من ضمنهم أبرز مؤسسيها الذين استشهدوا، وطبعاً «الحكيم»، وهو المناضل الراحل جورج حبش، ورفيق دربه القيادي السابق في «الجبهة» وديع حدّاد، والكاتب والصحافي غسان كنفاني الذي كان عضواً فيها وناطقاً رسمياً باسمها، وأمين عامها السابق أبو علي مصطفى الذي يعتبر أول زعيم سياسي فلسطيني من الصف الأول تغتاله إسرائيل، وقد استهدفته خلال «انتفاضة الأقصى»، وصولاً إلى أمينها العام الحالي أحمد سعدات، وهو الأسير في سجون الاحتلال.

مسيرة هؤلاء النضالية هي خير دليل على تاريخ «الجبهة» التي تعتبر من أبرز التنظيمات العربية اليسارية، وقد تأسست في العام 1967، وهي ثاني أكبر فصائل «منظمة التحرير الفلسطينية».

في الاحتفال الذي دعت إليه قيادة «الجبهة» في لبنان أمس في قاعة «الرسالات» في الغبيري، احتفالاً بذكرى انطلاقتها الرابعة والأربعين، كانت لهؤلاء القادة مساحة التكريم والوفاء. فبالأمس، توافد «الجبهاويون» بالمئات، آتين من المخيمات الفلسطينية كافة، حاملين الرايات الحمراء، ومردّدين شعارات تشيد بنضال قياداتها. وفي القاعة، هتفوا ورقصوا التراث ورفعوا الصوت عالياً، مرددين: «نحمل جبهتنا للنصر وتبقى ثورتنا حمراء».

احتفلوا على طريقتهم الخاصة، بالهتاف، قبل بدء الاحتفال الرسمي، إذ استهلّ بتجسيد التراث الفلسطيني مع فقرة فولكلورية أحيتها فرقة «فجر العودة»، مقدمة الدبكة الفلسطينية على إيقاع الأناشيد الوطنية. وبعد الفقرة الفنية، عرض فيلم وثائقي عن «الجبهة» يبرز أهم المحطات التي مرّت بها، والعمليات التي نفذتها ضدّ العدو، وأبرزها: «تفجير حزام ناسف في سينما في القدس أدى الى مقتل 62 إسرائيلياً، واغتيال الوزير المتشدد رحبعام زئيفي صاحب «نظرية التهجير»، وخطف الطائرات وتفجيرها»، وغيرها.

وقد حضر الحفل ممثلون عن المنظمات والفصائل الفلسطينية، بالإضافة الى ممثلين عن الأحزاب اللبنانية. وأكدّ عضو المجلس المركزي لـ«حزب الله» أحمد ملّي أن «فلسطين باقية وشعب فلسطين لا ينتظر شهادة لا من غينغريتش ولا من غيره». ووجه التحية الى «شعب العراق الذي عاد إلينا حراً عربياً ليأخذ مكانه الطبيعي بين أقرانه في صفوف الأمة العربية.. ونتطلع الى مصر لتعود لنا وترمي جانباً كامب ديفيد». كما خاطب الفلسطينيين قائلاً: «لإخوتنا الفلسطينيين نقول: تقاسمنا الآلام والآمال، معاً صنعنا الصمود، فمن حق الشعب الفلسطيني التمتع بكل الحقوق المدنية والاجتماعية لإعانته في نضاله في العودة الى فلسطين كل فلسطين».

وألقى أمين سر حركة «فتح» في لبنان فتحي أبو العردات كلمة «منظمة التحرير الفلسطينية»، فشدّد على «استمرار المقاومة الشعبية بكل أنواعها». ودعا الى «التمثل بعلاقة فتح والشعبية التي شهدت كل شيء إلا التقاتل». كما أشار العردات الى أن «الذكرى تمرّ، فيما نسير نحو المصالحة لإنهاء الانقسام، والذي للجبهة الشعبية دور رائد في إنهائه». واعتبر أن «النجاح في توحيد الصفوف هو الشرط الأول في مواجهة السياسات الصهيونية التي تبغي تغيير معالم القدس وفرض واقع استيطاني جديد في الضفة الغربية».

بدوره، لفت الأمين العام لـ«الحزب الشيوعي اللبناني» خالد حدادة الى أن «الانتفاضات العربية تعطي آفاق أمل في أن تستعيد الشعوب العربية إرادتها ووحدتها، بفكرة قومية ديموقراطية في مجتمع عربي ديموقراطي موحّد وفي قلبه قضية فلسطين واستعادة الثروة العربية المنهوبة في الخليج». وتابع: «لبنان لا يمكن أن يكون حراك ديموقراطي عربي ولبنان خارجه، ومشكلة لبنان في نظامه الطائفي الذي يشكل أساساً لاستمرار التخلف والظلم الداخلي وأساساً للتآمر على المقاومة منذ الاربعينيات حتى الآن والتآمر على قضايا العرب».

وفي الختام، أكد عضو مكتب الجبهة السياسي ومسؤولها في الخارج ماهر الطاهر على أنه «سنصارح جماهيرنا بعد اجتماعات القاهرة ونقول من يريد الوحدة ومن لا يريدها». ولفت الى أن «عزل القضية الفلسطينية عن محيطها العربي ثمنه باهظ»، مشدداً على أنه «كفانا مراهنات على المفاوضات لأن هذه الاستراتيجية ثبت فشلها». وأكدّ على أن «الشعب الفلسطيني يرفض التوطين ولا يقبل بغير فلسطين بديلاً»، لافتاً الى أنه «من حقنا أن نعيش بكرامة وأن نحصل على حقوقنا المدنية كناس». كما دعا الى «إعادة إعمار مخيم نهر البارد»، متنمياً على «لبنان معالجة هذا الامر بما يضمن صمود شعبنا وحقه في العودة وبناء الدولة والاستقلال».

المصدر: زينة برجاوي - السفير