الشيخ ماهر حمود: لا خوف على أوضاع المخيمات
الجمعة، 22 حزيران، 2012
من يسعى إلى إقحام المخيمات الفلسطينية في لبنان في الأزمة السورية عبر استهداف الجيش اللبناني، لثنيه عن دوره في حفظ الأمن والنظام، وبالتالي محاولة تحويل هذه المخيمات إلى بؤر أمنية لاستهداف سورية، هو واهم، فالفلسطينيون في لبنان ليسوا مستعدين لكي يكونوا وقوداً لحروب الآخرين، أو أن يؤخذوا رهائنَ.. مجدداً لدى أي تنظيمٍ مسلح مماثل لفتح الإسلام، والقيادات الفلسطينية في لبنان على تنسيقٍ دائمٍ مع الجيش، لتفادي الوقوع في أي فتنةٍ، أو تحويل المخيمات إلى قواعد لضرب استقرار الدول الصديقة، بحسب إمام مسجد القدس في صيدا الشيخ ماهر حمود المطّلع الأبرز على أوضاع المخيمات منذ نحو ثلاثة عقود.
ويؤكد الشيخ حمود في حديثٍ إلى موقع المردة أن البعد للاحتجاجات التي شهدتها المخيمات أخيراً، هو محض إنساني، لرفع القيود العسكرية القاسية عن مخيم نهر البارد، على رغم انقضاء نحو خمس سنوات على حوادث هذا المخيم، رافضاً في الوقت عينه تخطّي الاحتجاجات المذكورة طابعها السلمي، وبالتالي استغلالها من بعض الحاقدين للانتقام من الجيش والنيل من هيبة الدولة، أو محاولة تحويل المخيمات إلى "غرف عمليات" لاستهداف أمن سورية انطلاقاً من لبنان.
ولكنه في المقابل يدعو إلى التخفيف من الإجراءات الأمنية المشددة عند مداخل مخيم نهر البارد في شكل يحفظ الأمن وكرامة أبناء المخيم عند دخولهم إليه وخروجهم منه في آن، مندداً بكل الحملات والاستهدافات التي طاولت المؤسسة العسكرية، ومشدداً على أن هذه المؤسسة هي ضمان "السلم الأهلي".
وعن التوقيت المشبوه للتحركات المذكورة، يشير الشيخ حمود إلى أنها أتت كرد فعلٍ على مداهمة الجيش أحد البيوت في "البارد"، مرجحاً في الوقت عينه استغلالها من بعض المندسين أو الحاقدين على الجيش.
أما في ما يتعلق بمخيم عين الحلوة، فيشيد بالحكمة التي تحلّى بها الجيش، عند مهاجمته من قبل بعض الفلسطينيين عند مدخل التعمير- عين الحلوة، والتي تجلّت من خلال عدم لجوئه إلى القوة، وبالتالي عدم إطلاق النار على المهاجمين، مؤكداً أن الأمور عادت إلى طبيعتها في المخيم المذكور.
ويعتبر الشيخ حمود أن استخدام القوة في شكل غير مدروس يسهم أيضاً في النيل من دور المؤسسة العسكرية، وقد يُستغل من أصحاب المشاريع المشبوهة.
لذلك يرى الشيخ حمود أن هجوم بعض نواب تيار المستقبل على الجيش مدان ومرفوض، وينم عن عدم دراية في اتخاذ المواقف، سائلاً أليس "المستقبل" من أبرز المتضررين في حال انفلات الوضع الأمني الذي يشكّل الجيش صمام أمانه؟
ويجزم إمام "مسجد القدس" أن الكثير من تحركات "المستقبل" وفريق الرابع عشر من آذار، وأبرزها التحرك في 14 آذار 2005 ما كانت لتحصل لولا حماية الجيش في تلك الحقبة، داعياً قيادات "تيار الحريري" إلى الحدّ من المواقف غير المدروسة التي تسهم في ضرب هيبة المؤسسة العسكرية.
ويطمئن الشيخ حمود اللبنانيين إلى أن قادة الفصائل الفلسطينية مجمعون على موقف واحد، هو رفض تحويل المخيمات إلى صناديق بريد إقليمية، وساحاتٍ لتصفية الحسابات في المنطقة.
المصدر: حسان الحسن - المردة