الصراعات
داخل "فتح" أمّ الفصائل الفلسطينية تتخـذ منحى تصعيـدياً مع قرار إزاحة
"اللينو"

الإثنين،
07 تشرين الأول، 2013
تشهد
حركة "فتح"، التنظيم الاول والاقوى في الداخل والخارج منذ مدة غير
قصيرة، العديد من المشاكل والخلافات الداخلية التي تظهر بوضوح في معظم المخيمات
الفلسطينية في لبنان، ولاسيّما منها أكبرها، مخيم عين الحلوة. كذلك يظهر في تنامي
سيطرة القوى الاسلامية "حماس" و"عصبة الانصار" والمتشددين من
"جند الشام" و"فتح الاسلام" على حساب الدور
"الفتحاوي" الآخذ في التراجع ومعالجة خلافاته الداخلية.
ومن دون
شك هذا الوضع له اسبابه الكثيرة، منها غياب القيادات والكوادر الفاعلة والمؤثرة أو
تغييبها بين صفوف اللاجئين داخل المخيمات، ومنها ما له علاقة بالاوضاع المادية
والاقتصادية والمعيشية. منذ فترة، تقاتلت "فتح" بالسياسة والاعلام
والتحريض مع نفسها، بعدما اصدرت مجموعة من الضباط والكوادر فيها في مقدمها قائد
"الكفاح المسلح "الفلسطيني سابقا محمود عبد الحميد عيسى الملقب
بـ"اللينو" بيانا، دعوا فيه الى حركة تصحيحية داخل "فتح "،
منتقدين بعنف بعض المسؤولين في اللجنة المركزية وفي السفارة في بيروت، ولا سيما
منهم المشرف على الساحة اللبنانية (من السلطة الفلسطينية) عزام الاحمد والسفير
أشرف دبور، مما استدعى مجيء الاحمد الى بيروت، الا ان لقاءاته مع مسؤولي الحركة
وعدد من القيادات اللبنانية لم تأخذ طريقها نحو معالجة سلمية ونهائية للوضع
المأزوم، وظهر ان هدف زيارته تهيئة الاجواء فقط من اجل ابعاد "اللينو"
وفصله وتجريده من كل مسؤولياته، خصوصاً بعد الحديث عن علاقته بالعقيد محمد دحلان
المفصول من اللجنة المركزية، من طريق زوجة الأخير جليلة التي تقوم بزيارت متكررة
للمخيمات، والتي امدته ببضعة ملايين من الدولارات لصرفها على العناصر المنضوية تحت
امرته، ولمساعدة اللاجئين داخل المخيمات من دون موافقة السلطة الفلسطينية
و"فتح".
وتناقلت
المواقع الاخبارية في الساعات الأخيرة خبراً مفاده ان اللجنة المركزية لحركة
"فتح" التي عقدت اجتماعا في رام الله برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود
عباس، اتخذت قرارا بالإجماع بـ"تجريد العميد محمود عبد الحميد عيسى
"اللينو" من كل رتبه العسكرية وفصله من حركة فتح نهائيا".
ومن دون
شك، فاجأ القرار "اللينو" وانصاره الذين نظموا تحركات احتجاجية، وجابوا
بأسلحتهم بعض شوارع عين الحلوة.
يذكر أن العبوة الناسفة التي انفجرت قبل أيام على طريق السكة عند المدخل
الغربي للمخيم، كانت تستهدف "اللينو".
المصدر:
احمد منتش - النهار