القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأربعاء 24 كانون الأول 2025

العميد ماهر شبايطة: يوم المهندس الفلسطيني.. ليس كمثله يوم

العميد ماهر شبايطة: يوم المهندس الفلسطيني.. ليس كمثله يوم


الجمعة، 13 كانون الأول، 2013

ان نحتفل بمهندسي فلسطين فهذا يعني اننا شعبٌ حيٌ يقدر عقول افراده.. وان نجتمع اليوم في هذه القاعة يعني ان للمهندس الفلسطيني حقٌ وعليه واجب.. كلنا يعلم ان مؤسس ثورتنا مهندس، وليس مهندسا علميا وعمليا فقط وانما مهندساً سياسيا وعسكرياً.. الرئيس الشهيد ياسر عرفات حين سألوه.. لماذا اخترت ان تكون مهندسا مدنياً وليس اي مهنة اخرى، قال ان المهندس المدني هو المخطط ولولا المهندس ليس هناك حضارة..

ولو عدنا الى ذكريات ثورتنا لوجدنا قصص كثيرة عن اهمية المهندسيين في ثورتنا فهم من كانوا يبنوا الانشاءات والتحصينات العسكرية وكل ما يلزم لشعبنا من بنى تحتية.. حتى ان الرئيس ياسر عرفات كان يحرص على ان يجتمع بالمهندسين وبأعضاء الاتحاد دوريا.. وكان يشرف على اعمال المهندسين.. وفي هذا قصص وحكايات كثيرة فمثلا اهالي عين الحلوة يذكرون حادثة الملجأ الكبير في المخيم عام 1980:

حيث وصل القائد ابو عمار الى موقع الملجأ في المدخل الشمالي الغربي لمخيم عين الحلوة كان العمل في مراحله الأخيرة، وكان يتواجد في الموقع انذاك احد المهندسين المشرفين على المشروع ، وكان يواجه مشكلة فنية معقدة ناتجة عن تسرب غزير للمياه في ارضية الملجأ ، وكان المهندس يحاول ضخ المياه خارج الملجأ ليتمكن من إجراء الصيانة اللازمة للأرضية، ولكن دون جدوى ، نظرا للكميات الكبيرة من المياه التي كانت تتسرب الى داخل الملجأ من المنطقة الزراعية المحيطة به، بعد وصوله الى الموقع وإستماعه للمهندس سأل القائد المهندس ، لماذا لا تعالج مشكلة التسرب من مصدرها بدلاً من الضخ المستمر من أرضية الملجأ وبدون فائدة ، فأجاب المهندس كيف يمكنني السيطرة على المصدر وكيف لي ان اعرف من اين تتسرب المياه ، فتناول القائد ورقة وقلم ورسم اربعة دوائر تمثل أربعة حفر حول مبنى الملجأ، وقال للمهندس أحفر في هذه المواقع الى ان تصل الى مستوى اعمق بمتر واحد من مستوى أرضية الملجأ وإبدأ بالضخ المتواصل من هذه الحفر وفي نفس الوقت باشر العمل في التحضير لصب طبقة خرسانية إضافية في أرضية الملجأ وإستَخْدِمْ اسمنت خاص سريع الجفاف مضاف اليه مادة مانعة للرشح ، وَحدِدْ الوقت اللازم لأنهاء عملية الصب وإستمر في عملية الضخ ، إندهش المهندس وفريقه من الفنيين في الموقع مما سمعوه من القائد ، وقال المهندس للقائد والبسمة تعلو فوق شفاهه : كنا نعرف ان قائدنا ابو عمار مهندسا ولكننا لم نكن نعرف ان قائدنا من افضل المهندسين ، فعانقه القائد وشد على كتفيه وقال له سأرجع اليك قريبا ، آمل ان تكون قد انهيت المشكلة بنجاح إنشاء الله .

هذه القصة نموذجا للمهندس الخبير والمهندسون الفلسطينيون مبدعون، فهم من بنوا وعمروا الخليج العربي.. وهم من جعلوا للصحراء حضارة وجعلوا الشركات العالمية تتسابق لنيل خبراتهم.. وفي لبنان كم من مهندس فلسطيني يعمل في الخفاء خوفا من الوشي به وبرب عمله.. ومع ذلك الفلسطينون بفئاتهم الهندسية والعمالية ساهموا بإعمار لبنان ان كان قبل الحرب اللبنانية وبعدها وبعد حرب تموز 2006.. لكن لا يأخذ حقه في الرتبة والراتب.. ومن هنا لا بد من المطالبة بحقوقنا الانسانية في لبنان.. فعدد المهندسيين الفلسطينين الذين بقوا في لبنان ولم يهاجروا لا يتجاوز الثلاثمئة مهندس ويمكن للسوق اللبنانية استيعابهم..

المهندس الفلسطيني ان يبني ويساهم في بناء الوطن العربي فهو بذلك يبني درب العودة الى فلسطين، وهو من سيبني حضارة فلسطين الدولة المستقلة..

واذ تحدثنا عن دولتنا المستقلة لا بد ان نشير الى المفاوضات حالياً، ربما هي وسيلة من وسائل النضال لكنها ليست الهدف.. وعليه الهدف تحرير فلسطين فإن فشلت المفاوضات بإعطاء الحقوق لاصحابها من دون المس بالثوابت الفلسطينية التي يدافع عنها الرئيس ابو مازن هذا يعني انهيار التسوية وهذا المتوقع.. فيجب على مهندسينا ان يجهزوا انفسهم لصناعة الصورايخ والمتفجرات والانشاءات العسكرية لفتح النار على المحتل..

وفي وضعنا الداخلي في مخيمات لبنان، نلاحظ ان شبابنا وطلابنا ما عادوا يقدموا على دراسة الهندسة كما السابق او الطب، فالفلسطيني مشهورٌ بهذاين الاختصاصين مع ان الامكانيات موجودة عبر صندوق الرئيس محمود عباس للطالب الفلسطيني.. فيجب على الاتحاد العام للمهندسيين الفلسطينيين واعضائه تشجيع الشباب على ذلك.. وليس فقط على اختصاص الهندسة انما على اكمال التعلم وجني العلم.. فكلما زادوا المتعلمين زدنا فخرا واعتزازا وقلت لدينا الحالات التي نراها في عين الحلوة مثلا.. فكل من يرمي قنبلة ويرعب اهله بكل تأكيد لم يتعلم ومن جرب نور العلم لا يعيش في الظلام...

عاش عاشت فلسطين وعاش المهندس الفلسطيني ويومه