القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

العيد تغمره الأزمة الاقتصادية.. والإقبال على التسوق خجولاً في «برج البراجنة»


الأربعاء،06 تموز، 2022

قبل ثلاثة أيام من استقبال عيد الأضحى المبارك، تبدو الاستعدادات في المخيمات الفلسطينية في لبنان خجولة نسبة إلى تلك التي كانت تسودها قبل أعوام. فعلى الرغم من اكتساء الأسواق والمحال التجارية بشتى الألوان والأنواع المختلفة من الألبسة والأطعمة الشعبية والحلويات والألعاب، إلا أن الإقبال عليها يعتبر ضعيفاً من قبل الأهالي، فالمحال بدت خالية من زبائنها نظراً للأزمة الاقتصادية التي تضرب مفاصل البلاد الحيوية.

ومن الطقوس التي يقوم بها اللاجئون كل عام، شراء اللحوم والشواء صباح أول أيام العيد، كنوع من العادات والتقاليد، لكن مع التغيرات الجوهرية هذا العام، وارتفاع سعر صرف الدولار أمام الليرة اللبنانية بشكل جنوني، أصبحت هذه العادة لميسوري الحال فقط.

"اللحمة لن تزور عائلات كثيرة من أهالي المخيم"

وفي هذا السياق، قال اللحام "الجزار" (ر. م.) لـ"وكالة القدس للأنباء"، وهو صاحب ملحمة في مخيم برج البراجنة، "كنا نبيع عجولاً كاملة يومياً في موسم الأعياد قبل الأزمة الحالية، فأكثر الأهالي كانت تُقبل على شراء اللحوم قبل بدء العيد بأيام، أما اليوم فبالكاد نبيع 30 كيلوغراماً فقط".

وأضاف: "معظم زبائن الملحمة يطلبون لحماً بكميات ضئيلة، وهذه الكمية بالكاد تكفي الفرد الواحد، فكيف الحال بعائلة مؤلفة من 5 أشخاص، الناس مضطرة لاستهلاك كميات محدودة، نظراً لأوضاعهم المادية الصعبة، وبحسب ما أرى فاللحمة هذا العيد لن تزور عائلات كثيرة من أهالي المخيم".

الإقبال على التسوق ما يزال خجولاً

العيد فرحة للصغير والكبير بالملابس الجديدة لذا كانت دائماً ما تعجّ الأسواق بالناس قبل قدومه بعدة أيام لشراء مستلزماته وإدخال الفرحة إلى نفوسهم، لكن الإقبال على الأسواق هذا العام كان خجولاً بسبب ضعف القدرة الشرائية للناس الذين باتوا عاجزين عن تأمين قوت يومهم.

وفي هذا السياق، قالت (خ. أ.) لوكالتنا، وهي صاحبة إحدى المحال التجارية للملابس في المخيم، كنا "ننتظر موسم الأعياد كل عام بلهفة، فهو العوض الحقيقي لنا عن طيلة العام من ناحية البيع، لكن للعام الثالث على التوالي تقريباً، يأتي العيد بظروف صعبة تثقل كاهل اللاجئين بالأوجاع، وتغيِّب مظاهر الفرح التي كانت ترافق أعيادهم".

وأضافت: "حتى الآن ورغم أننا على بعد أيام قليلة من يوم العيد، إلا أننا لم نحصل بعد على الربح المطلوب من البيع لهذا الموسم. فالإقبال على الشراء متراجع جداً عن السابق إذ لا تكاد تخلو منازل اللاجئين من الظروف المعيشية القاهرة التي تمنعهم عن التسوق".

"أنا عاجزة تماماً عن شراء ملابس العيد لأبنائي"

ينكأ عيد الأضحى المبارك جراح اللاجئة الفلسطينية (م. ع.) إبنة مخيم برج البراجنة، إذ أنها باتت اليوم عاجزةً تماما عن شراء ملابس العيد لأبنائها، ولا حتى توفير أدنى متطلبات الحياة الكريمة لهم.

وقالت (م. ع.) لـ"وكالة القدس للأنباء"، زوجي متوفي منذ عدة سنوات، وأربي أطفالي لوحدي، نعيش أوضاعاً صعبةً للغاية؛ ولا أحد للأسف يلتفت إلى معاناتنا. وعلى الرغم من قدوم عيد الأضحى بعد أيام معدودة، لكنني حتى اليوم للأسف عاجزة عن شراء ملابس العيد لأبنائي، فالأسعار في السوق مرتفعة وهذا خارج عن قدرتي".

في الوقت الذي يستعد فيه المسلمون في أنحاء العالم لعيد الأضحى، اللاجئون الفلسطينيون في مخيمات لبنان يرضخون تحت وطأة تحديات كبيرة، وبأمسّ الحاجة لتعاون المعنيين، من أجل تخطي المرحلة الحالية خاصةً مع الأزمة التي تعانيها البلاد بشكل عام، وتقصير "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين - الأونروا) تجاههم، وعدم الالتزام بواجباتها... فالمطلوب إطلاق خطة إغاثية عاجلة لرفع الضغوط والهموم عن كاهلهم عاجلاً غير آجل، لأن الوضع لا يحتمل، وينذر بكارثة اجتماعية.