الفصائـل الفلسطينية ترفـض الـزجّ بهـا فـي التجـاذبـات
الأربعاء، 24 تشرين الأول، 2012
استشعرت الفصائل الفلسطينية في صيدا، خطر الزجّ بها في الأحداث الأمنية الأخيرة، وكذلك خطر احتسابها مع طرف لبناني ضد آخر، خاصة في أحداث بيروت بعد شيوع معلومات عن مقتل فلسطيني كان يطلق النار على الجيش اللبناني. وتؤكد مصادر فلسطينية أن أياً من الفصائل الوطنية أو الإسلامية في «منظمة التحرير» أو «قوى التحالف» ليس بإمكانها تحمل تبعات وتداعيات أي انحياز لأي فئة، أو فريق من اللبنانيين. وأن المخيمات برمتها تصبح متهمة ومدانة. وهو ما ينعكس سلباً على مجمل الوضع الفلسطيني في لبنان، وعلى القضية الفلسطينية بشكل عام.
وتشير المصادر إلى أنه، انطلاقاً من تلك المخاوف، سارعت القوى والفصائل الفلسطينية إلى تبديد الهواجس التي انتابت فريقاً من اللبنانيين. وسارعت إلى نفي ذلك التدخل بكل تداعياته. وكانت صيدا أمس، قبلة الفلسطينيين، كون المدينة تحتضن أكبر مخيمات الشتات في لبنان، حيث زارها وفد مشترك ضم سفير فلسطين في لبنان أشرف دبور، وأمين سر قيادة الساحة اللبنانية في «حركة فتح»، وفصائل «منظمة التحرير الفلسطينية» فتحي أبو العردات، على رأس وفد مركزي من «حركة فتح» وفصائل المنظمة، بحضور قائد «الأمن الوطني الفلسطيني» في لبنان اللواء صبحي أبو عرب. والتقى الوفد قيادة الفصائل في مخيم عين الحلوة، وعقد اجتماعاً معها جرى فيه التشديد على أنه «ليس هناك أي تدخل فلسطيني في ما حصل من أحداث في بيروت، مع التأكيد على عدم الزجّ بالوجود الفلسطيني في أي تجاذبات أو شؤون داخلية لبنانية. وأن الفلسطينيين في لبنان ملتزمون الحياد والوقوف على مسافة واحدة من جميع الأفرقاء اللبنانيين. وأنهم مع أمن واستقرار لبنان ووحدة أبنائه». وأكد دبور على توجيهات من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والقيادة الفلسطينية بالعمل على الحياد بإيجابية في لبنان. بدوره، أعلن أبو العردات أن «الفلسطينيين اللذين قتلا في بيروت أثناء الأحداث الأخيرة استشهدا برصاص مجهول، أثناء توجههما إلى مكان عملهما في المسلخ. وكانا مدنيين ولم تكن هناك أي مشاركة من أي فرد فلسطيني في أي أحداث أمنية».
ثم انتقل دبور وأبو العردات، والوفد المركزي إلى مجدليون. وعقد لقاء مع النائبة بهية الحريري، بحضور منسق «تيار المستقبل» في الجنوب ناصر حمود وعدنان الزيباوي. وقال دبور: «إنني أتحدث باسم السفارة وباسم جميع الفلسطينيين، وباسم الشعب الفلسطيني في لبنان، وأقول ليس هناك أي تدخل فلسطيني في ما حصل وفي ما جرى، وأؤكد أن ذلك موقف واضح من جميع القيادات الفلسطينية. وهي ملتزمة العمل على الحياد بإيجابية في لبنان». وأكد أبو العردات على الموقف الثابت لـ«منظمة التحرير الفلسطينية»، وبقية الفصائل، على دعم السلم الأهلي في لبنان «لأننا نعي أن من قاموا بذلك العمل يستهدفون السلم الأهلي ويريدون نشر الفوضى فيه». وأكد على «دعمنا للسلم الأهلي والاستقرار، لأن الحفاظ على أمن لبنان واستقراره هو حفاظ على مخيماتنا، ونحن نعتبر أننا جزء من الأمن اللبناني». ونفى «بالمطلق، مشاركة من أي فرد فلسطيني في أي أحداث أمنية، واضعاً كل إمكانات «منظمة التحرير»، والشعب الفلسطيني، والفصائل الفلسطينية، تحت إمرة الدولة اللبنانية من أجل الحفاظ على لبنان وسلامتة ووحدته وأمنه.
وكان وفد مركزي من «حركة حماس»، برئاسة ممثل الحركة في لبنان علي بركة، قد زار مخيم عين الحلوة لتلك الغاية. وعرض الشأن الفلسطيني وأوضاع المخيمات مع قيادة «حماس» في المخيم، مؤكدا أن الفلسطينيين في لبنان حريصون على السلم الأهلي وأمن لبنان واستقراره، معتبرا أن «أمن لبنان واستقراره هو قوة للقضية الفلسطينية، واستهداف لبنان هو استهداف للمنطقة ككل واستهداف للقضية الفلسطينية». وانتقل بركة ووفد «حماس» إلى مجدليون. والتقى النائبة بهية الحريري بحضور قيادة «تيار المستقبل» في الجنوب، ورئيس «جمعية تجار صيدا وضواحيها» علي الشريف. وأكد بركة إثر اللقاء أن «الفلسطينيين في لبنان لن يكونوا إلا عامل استقرار. ونرفض أن تستخدم المخيمات للإساءة إلى السلم الأهلي في لبنان، ونرفض كذلك أن يجر الفلسطينيون إلى أي فتنة داخلية. ونرفض كذلك أن نجر إلى أي اقتتال داخلي». ورفع الغطاء «عن أي فلسطيني يخل بأمن واستقرار لبنان ونرفض أن يستخدم أي فلسطيني في الإساءة إلى السلم الأهلي في لبنان».
وكان وفد من «حركة الجهاد الإسلامي»، برئاسة مسؤول العلاقات السياسية في لبنان شكيب العينا، قد زار صيدا والتقى النائبة الحريري، مشدداً على عدم السماح بجرّ الوضع الفلسطيني إلى أتون التجاذبات اللبنانية، وعلى ضرورة تجنيب الوضع الفلسطيني الدخول في أي تجاذب لبناني، مشدداً على أن «الزج بالوضع الفلسطيني في صراعات داخلية غير مرضي. ونحن كقوى فلسطينية أخذنا على عاتقنا ألا نكون طرفاً في أي تجاذب لبناني لبناني»، مؤكداً أن الفلسطينيين «على الحياد، ولا نسمح لأنفسنا أن نكون مع طرف ضد آخر. وبالتالي إن أي حالة فلسطينية يثبت تورطها، هي تمثل نفسها ومرفوع عنها الغطاء ولا تمثل القضية الفلسطينية ولا الشعب الفلسطيني».
المصدر: السفير