القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

الفلسطينيون في صيدا البلد.. اوضاع صعبة ومشاكل عديدة


الجمعة، 12 آب، 2022

لو وصلت الى قلب مدينة صيدا ستقف بالتحديد على الساحة المشهورة التي يطلق عليها اسم "ساحة النجمة"، تلك الساحة التي تضج بحركة أبناء البلد والوافدين من مختلف مناطق الجنوب، فهي عبارة عن مبانٍ وتجمعات ومحلات تجارية، تدخل عبرها الى سوق صيدا الفاخر، ولكن اذا واصلت السير قليلاً باتجاه الغرب سيتغير المشهد رأسا على عقب، ستجد نفسك في أحياء صيدا القديمة، حيث تتلاصق فيها البيوت القديمة المخفية خلف الوان زاهية، بمحلات صغيرة ما تزال تحمل طابعا ترائيا... وخلف هذه الجدران والأبواب والشبابيك ذات الطابع التراثي، والتي أعيد ترميمها قبل سنوات عدة، ما تزال عائلات فقيرة تستوطن تلك البيوت، يتشاركون بأوضاع الفقر والحرمان والبؤس الادي على وجوه ساكني هذه البيوت، فكأنهم جزء مكمل للمشهد التراثي الذي يلف المكان، الذي يطلق عليه "صيدا البلد... ومن بين سكان هذه المنطقة الكثير من اللاجئين الفلسطينيين.

تُعتبر صيدا القديمة إحدى أهم تجمُّعات الفلسطينيين خارج المخيمات في منطقة صيدا جنوبي لبنان، وصلت إليها جموع اللاجئين الفلسطينيين من حيفا وعكا ومدن الساحل الفلسطيني، بعد أن أخرجهم الاحتلال الاسرائيلي عن طريق البحر، تربط الفلسطينيين القاطنين في صيدا القديمة علاقة تاريخية بإخوانهم اللبنانيين.

لا يختلف حال الفلسطينيين في صيدا القديمة عن حال اللاجئين الآخرين في باقي المخيمات الفلسطينية على الأراضي اللبنانية، فالفقر والأزمات الاقتصادية واحدة.. وإهمال الأونروا بحق سكان صيدا القديمة لا يختلف عن إهمالها المتزايد لبقية اللاجئين على امتداد الساحة اللبنانية بحجة العجز المالي.

مساكن آيلة للسقوط

وللاطلاع على أوضع سكان صيدا القديمة من اللاجئين الفلسطينيين، قال مسؤول اللجنة الشعبية في صيدا القديمة م. رنو "إن الفلسطينيين القاطنين في صيدا القديمة يعانون الكثير من المشاكل الاجتماعية، فليس مسموحاً لهم العمل في كافة المهن، وبالتالي فهم محرومون من الأمان الاجتماعي الذي يرتبط بقدرة الأسرة على تأمين قوتها". وهذا ما يؤكِّده بدوره عضو اللجنة الشعبية لمنطقة صيدا، مصطفى. أ.

وأكد رنو أن الفلسطيني يواجه هاجس التهجير الدائم بسبب عدم قدرته على التملُّك. ولكنه ينوِّه إلى أن المشكلة الكبرى تكمن في أن العديد من العائلات الفلسطينية تقطن في منازل ذات أوضاع مزرية وغير مؤهَّلة للسكن، من حيثُ بنائها الداخلي المتداعي، وكونها آيلة للسقوط، إضافةً لرطوبتها الشديدة، ويكمل: "مشكلة الفلسطينيين القاطنين في صيدا القديمة هي أن الأونروا لا تتكفل بمسؤولية تأهيل وإعادة تأهيل منازلهم. ورغم أن 95% من الفلسطينيين يقومون بدفع كافة الضرائب والمستحقات للدولة اللبنانية، إلا أنهم لا يستفيدون من شيء على صعيد إعادة إعمار بيوتهم وتأهيلها".

ويمتهن غالبية الفلسطينيين في تلك الأحياء القديمة مهن صيد الأسماك والتجارة، يعيشون مع جيرانهم أبناء صيدا عيشةً متقاربة تجمعهم عشرات السنوات التي مضت منذ تهجيرهم. ويشير الفلسطيني أبو سامر كمال، إلى أن "أغلب الفلسطينيين هنا يعملون في الصيد أو التجارة، يتوارثون تلك المهن من أهاليهم قبل تهجيرهم من فلسطين عام 1948، إلاّ أنّنا نواجه ركودا في الحركة الاقتصادية في المنطقة، والحال على قدها".

الحياة الصحية لفلسطينيي صيدا القديمة..

في تلك الأزقة القديمة تعيش أكثر من 5000 عائلة فلسطينية لاجئة أي 60% من سكان صيدا القديمة، تتقاسم أعباء التهجير مع آلاف اللاجئين غيرهم على كافة الأراضي اللبنانية.

فمن جهة الطبابة تجد أنّ المستشفيات التي تتعاقد مع وكالة "الأونروا" لا تفي حقّ الفلسطيني من أبناء صيدا القديمة في العلاج الكامل، فيضطر إلى الذهاب للمستشفيات الخاصة. ويدخل في دوامة تأمين المستحقات المالية كي يعالج نفسه وعلى الأغلب لا يتمكّن من تأمين تلك المستلزمات.

التعليم والشباب..

يعتمد اللاجئ الفلسطيني في تلك البلدة القديمة على مدرستي عكا وسلما التابعتين لوكالة "الأونروا"، اللتين تستوعبان طلاب هذه المنطقة حتى الصفوف الإعدادية.

يفتقر الشباب الفلسطيني في صيدا القديمة إلى تلك الأنشطة التي ترتقي بهم وتدرّبهم وتوعّيهم لمواجهة المشاكل والقضايا التي تواجههم في مجتمعهم، ويقول الشاب "عيسى سليم الطالب في الجامعة اللبنانية الدولية ومن فلسطينيي صيدا القديمة " لـ"وكالة القدس للأنباء" أنا ولدتُ وترعرعت في البلد، وأنا كشاب أقيم هنا أؤكّد حاجة الشباب بشكلٍ عام والفلسطينيّ خاصّةً، لنقلة نوعية فيما يتعلّق بالثقافة والتربية والتدريب".

لهذا السبب نجد عدداً كبيراً من الشباب العاطلين عن العمل، منتشرين في المقاهي أو على الطرقات، وهذا ما يجعل حياة هؤلاء الشباب عرضة للآفات من مخدرات وسواها.

ويطالب اللاجئون الفلسطينيون، المعنيين بتحمّل المسؤولية التي تقع على عاتقهم، وتخصيص برامج ترعى الأجيال الصاعدة، عبر أنشطة تربوية ورياضية وتوعوية.

المصدر: القدس للانباء