الفلسطينيون في لبنان: جهات لبنانية تريد توريطنا بإشكال مع الجيش
الخميس، 21 حزيران، 2012
عادت المخيمات الفلسطينية في لبنان إلى الواجهة من جديد من بوابة الأحداث الأمنية، وسط مخاوف من تطور الأحداث التي وقعت في البداية في مخيم نهر البارد، وامتدت إلى مخيم عين الحلوة بعد خروج البعض في المخيم للتضامن مع من هم في "البارد".
وعلى الرغم من تأكيد معظم القوى الفلسطينية سعيها إلى أحسن العلاقات مع الجيش اللبناني، تطرح هذه الأحداث جملة من الأسئلة وسط كلام فلسطيني عن سعي جهات لبنانية إلى توريط اللاجئين الفلسطينيين في إشكال مع الجيش.
نطمح إلى أفضل العلاقات مع الجيش اللبناني
وفي هذا الإطار يؤكد المسؤول الاعلامي في الجبهة الشعبية القيادة العامة حمزة البشتاوي أن هناك تأكيداً من مختلف القوى الفلسطينية على رفض زج المخيمات في أي إشكال مع الجيش اللبناني.
ويشدد البشتاوي، في تصريح لـ"النشرة"، على أن القيادات الفلسطينية ستتعاون مع الجيش لمعالجة ما حصل من أحداث بكل حكمة وهدوء، ويلفت إلى أن الاتجاه الصحيح للمعالجة هو عبر لجنة التحقيق التي تم الاتفاق في الاجتماع مع قيادة الجيش على تشكيلها للتحقيق في الحادث الأول الذي وقع في مخيم نهر البارد، ويؤكد أن الأمور تتجه نحو التهدئة، ويشير إلى أن الفلسطينيين لن يسمحوا بجرهم إلى أي إشكال مع الجيش.
ومن جانبه، يشدد القائد الأسبق للمقر العام لحركة "فتح" في لبنان العميد منير المقدح على أن الجيش اللبناني مؤسسة وطنية، ويؤكد أن ليس هناك قرار فلسطيني بالاشتباك معها، ويشير إلى أن "الفلسطينيين في لبنان والجيش في خندق واحد، وهو يحمل قضية وطنية، ولا يمكن أن نوجه بنادقنا نحوه".
ويطالب المقدح، في تصريح عبر "النشرة"، الحكومة اللبنانية برفع الحالة العسكرية عن مخيم نهر البارد، ويوضح أن هذه الحالة تم فرضها منذ أكثر من خمس سنوات، وآن الاوان لرفعها.
وفي السياق نفسه، يعتبر عضو المكتب السياسي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مروان عبد العال أن هناك استغلالاً لحادث حصل له أسبابه، ويشير في تصريح لـ"النشرة" إلى حالة الحصار والشعور بالاضطهاد الموجودة لدى أبناء مخيم نهر البارد، لكنه يؤكد أن لا مصلحة للفلسطينيين بأي إشكال مع الجيش.
جهات لبنانية تسعى إلى "توريطنا"
على صعيد متصل، توجه القوى الفلسطينية في لبنان بشكل دائم الاتهامات إلى جهات لبنانية وخارجية بالسعي إلى زج المخيمات في الخلافات الداخلية اللبنانية، وفي هذا السياق يؤكد العميد المقدح أن الفلسطينيين ليسوا فريقاً في النزاع السياسي في لبنان، ويشدد على أنهم عامل إيجابي ولا يريدون أن يكونوا غير ذلك، لكنه يعتبر أن البعض يريد تصدير أزماته إلى داخل المخيمات، ويلفت إلى أن هناك جهات لبنانية لا تريد أن يبسط الجيش سيطرته على الأرض، ويلمح في هذا الإطار إلى المناخ الذي كان سائداً في منطقة الشمال في الفترة الأخيرة، لكنه يشدد على أن الاحتكاك مع الجيش لن يحصل.
ومن جانبه، يحذر البشتاوي من وجود جهات لبنانية لا تريد الخير للفلسطينيين ولا للجيش، ويشير إلى السلبية التي يتعاطى بها البعض مع الجيش الذي يجمع الجميع على أنه الضمانة والحصانة لجميع الأفرقاء اللبنانيين والفلسطينيين، ويعتبر أن هذه الجهات تريد أن تأخذ الأمور بغير اتجاهها الصحيح.
ويؤكد البشتاوي على ضرورة تجنيب المخيمات الفلسطينية أي صراعات داخلية أو إقليمية، ويشير إلى أن مواقف جميع الأفرقاء في المواضيع السياسية معروفة، لكنه يؤكد أن هذا الأمر لا يعني أن يتحول الاختلاف في وجهات النظر إلى صراع.
وعلى صعيد متصل، يعتبر عبد العال أن هناك "مصطادين في الماء العكر دائماً"، ويشير إلى أننا "نعرف ما يجري في كل البيئة السياسية اللبنانية والإقليمية"، ويلفت إلى أن الفلسطينيين في لبنان هم أصحاب سياسة النأي بالنفس عن كل ما يحصل في الأصل، ويعتبر أن من يسعى لاستغلال أي حادث لزج المخيمات في الصراعات اللبنانية والإقليمية لا يريد مصلحتها بالتأكيد.
إذاً، هناك جهات لبنانية تقف وراءها بالتأكيد جهات خارجية تسعى إلى توتير الأجواء على الساحة اللبنانية، ولم ينفع "إعلان بعبدا" الذي أجمعت عليه مختلف القوى السياسية في حل هذه المعضلة المستمرة منذ أشهر طويلة، فما الذي يمنع من وضع حد لها بشكل نهائي؟
المصدر: النشرة