القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

القدس الدوليّة: دعم القدس لا بدّ أن يناقض شرعيّة وجود الاحتلال فيها، والتواصل مع اهلها وتثبيتهم أولويّة ملحّة فوق كل الخلافات

القدس الدوليّة: دعم القدس لا بدّ أن يناقض شرعيّة وجود الاحتلال فيها، والتواصل مع اهلها وتثبيتهم أولويّة ملحّة فوق كل الخلافات
 

السبت، 21 نيسان، 2012

أثارت دعوة الرئيس الفلسطنيّ محمود عبّاس للعرب والمسلمين إلى زيارة مدينة القدس في المؤتمر الدوليّ للدفاع عن القدس الذي عُقد في قطر في شهر آذار/مارس 2012 جدلاً واسعًا حول القضيّة في مختلف الأوساط الدينيّة والسياسيّة.وعلى أثر هذه الدعوة زار القدس خلال شهر نيسان/أبريل الداعية الإسلامي الحبيب علي الجفري، كما زارها مفتي مصر الشيخ علي جمعة، وذلك تحت رعاية الأوقاف الأردنيّة وبالتنسيق معها. وقد تسبّبت الزيارات بموجة من الغضب والاستنكار الشعبيّ في عددٍ من الدول العربيّة بين من عدّوها تطبيعًا مع الاحتلال واعترافًا به، في الوقت الذي دافع مؤيدوها عنها بوصفها تطبيقًا للسنّة والأحاديث النبويّة ودعمًا للقدس وأهلها.

وإنّنا في مؤسّسة القدس الدوليّة يهمّنا في هذا الإطار التأكيد على مجموعةٍ من الثوابت دون الدخول في الخلاف أو الجدل القائم بين مختلف الأطراف، وفق ما يلي:

أوّلاً: إنّ نصرة المدينة المقدّسة لا تقتصر على الزيارة فقط، وأبواب الدعم مفتوحةٌ أمام الجادّين والحريصين على تعزيز صمود المدينة وأهلها، وهي أبوابٌ متّفق عليها بين فئات الأمّة على اختلاف توجهاتها وتُحقّق فائدة أكبر من مجرّد الزيارة، وذلك عبر تقديم الدعم المادّي للمقدسيّين، ودعم ترميم وصيانة المسجد الأقصى، واتخاذ مواقف سياسيّة واضحةٍ لمقاطعة الاحتلال وداعميه في تهويد القدس، والضغط عليه لوقف الاستيطان والتهجير ومصادرة الأراضي والأملاك، وتلك أبوابٌ أولى وأعظم فائدةً ينبغي البدء بها بدلاً من البدء من موقع الخلاف بل والاكتفاء به طريقةً وحيدةً لدعم القدس.

ثانيًا: إنّ على السلطة الفلسطينيّة إن كانت جادّةً في دعوتها لنصرة القدس، أن تضع ذلك على جدول أولويّاتها وتوقف أيّ محادثاتٍ أو تعاملٍ مع الاحتلال ما دام تهويد المدينة مستمرًّا، بالإضافة إلى العمل على إعادة الوجود الفلسطينيّ الرسميّ إلى القدس عبر إعادة افتتاحبيت الشرق المغلق منذ أكثر من عقدٍ من الزمان، والسعي لإعادة ممثلي المدينة في المجلس التشريعيّ الفلسطينيّ إلى مدينتهم، فضلاً عن تخصيص موازناتٍ كافية لدعم قطاعات المدينة المختلفة بدلاً من إهمالها وترك شؤونها لبلديّة الاحتلال.

ثالثًا: إنّ أيّ خطوةٍ لدعم المدينة وتثبيت الحقّ الإسلاميّ والعربيّ فيها لا بدّ أن تكون منافيةً لشرعيّة وجود الاحتلال فيها، ومناقضةً للاعتراف به أو بسيادته على أيّ جزءٍ من أجزاء المدينة المحتلّة، مع مراعاة ضرورة تحقيق التواصل بين أهلنا المقدسيّين وأشقائهم في العالم العربيّ والإسلاميّ، وعدم ترك أهل القدس فريسةً سهلةً في وجه الاحتلال.

رابعًا: تُناشد المؤسّسة جميع أطياف الأمّة ومكوّناتها إلى التوحد حول مدينة القدس، وإبعادها عن أيّ جدلٍ أو خلافٍ، والتعامل معها كقضيّة جامعة، واعتبار مصلحة المدينة وأهلها المحدّد الأساس للتعامل معها. فالقدس اليوم تتفلّت من بين أيدينا بينما نحن منشغلون في الاختلاف على زيارتها، ومقصرونفي دعمها على المستويين الرسميّ والشعبيّ.

المصدر: مؤسسة القدس الدولية