"القدس الدولية": نخشى من "أوسلو" جديد لتصفية
القضية

الخميس، 12 أيلول، 2013
حذّر ياسين حمود، مدير عام مؤسسة القدس الدولية، من أن
نهج التسوية والمفاوضات، الجاري حاليًا بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الصهيوني،
سيقضي على ما تبقى من حقٍّ فلسطيني في القدس، لافتًا النظر إلى "تراجع وتآكل
موقف المفاوض الفلسطيني الذي بات يُختزَل بالحديث عن الأحياء العربية في القدس أو
الأحياء الفلسطينية خارج الجدار كأبو ديس" والعيزرية".
وقال حمود، في تصريحات لـوكالة "قدس برس"، في
الذكرى العشرين لاتفاقية أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية والاحتلال الصهيوني
التي تصادف غدًا الجمعة (13-9)، إن "اتفاقية أوسلو تركت القدس بلا مرجعية
بعدما وافقت السلطة على تأجيل البتّ بأمرها لما سُمِّي بقضايا الحلّ النهائي من
دون أي ضوابط أو قيود تمنع الاحتلال من تغيير وضع المدينة".
وأكد أن القدس "كانت العاصمة السياسية والاقتصادية
للفلسطينيين قبل أوسلو، ولكن هذا الأمر تغيّر بعدما قبلت السلطة أن تكون القدس
بمقدساتها ورقة على طاولة المفاوضات"، مشيرًا إلى "التراجع في المواقف
الدولية تجاه القدس، وكلّ ذلك سببه أن السلطة الفلسطينية بسقفها السياسي المنخفض
والراضخ للاحتلال شجع الأطراف المختلفة على اتخاذ مواقف منحازة للاحتلال في ما
يتعلق بالقدس".
وتساءل حمود عن "سرّ التكتّم على مسار المفاوضات
التي تخوضها السلطة في هذه الأيام مع الاحتلال تحت جنح الظلام بعيدًا عن الإعلام
واطلاع الشعب الفلسطيني، الذي من حقه أن يعرف على ماذا يتفاوض من يتصدر ليتحدث
باسمه".
وأبدى مدير عام مؤسسة القدس الدولية، التي تتخذ من
بيروت مقرًا رئيسًا لها، تخوفه من "أن يفاجَأ الشعب الفلسطيني بـ "أوسلو
جديد" بنسخة معدلة تشمل التنازل عن القدس أو بعض منها بحجة تبادل الأراضي
الذي نرفضه جملة وتفصيلاً".
وعبّر حمّود عن رفضه المطلق للمقترحات التي تمّ تسريبها
من أروقة المفاوضات الجارية، والمتعلقة بأن تكون القدس تحت إشراف
صهيوني-فلسطيني-أردني-دولي، مؤكدًا على الحقّ العربي والإسلامي والفلسطيني الحصري
بكامل المدينة.
وانتقد حمّود مواقف السلطة الفلسطينية تجاه الاقتحامات
التي وصفها بـ "الخطيرة" للمسجد الأقصى والاعتداءات المتكررة والمتصاعدة
بحقّ القدس والمقدسيين، مطالبًا إياها "باستخدام ورقة اعتراف الأمم المتحدة
بها كدولة غير عضو بصفة مراقب، وبإطلاق يد المقاومة والشعب الفلسطيني في الضفة
الغربية"، معتبرًا أن "مواقف الشجب والاستنكار لا تعفي السلطة من
مسؤولياتها في وقت بات فيه التقسيم الزمانيّ والمكاني للأقصى أمرًا شبه
واقع".
وطالب ياسين حموّد السلطة الفلسطينية بالتراجع عن
مسارها التفاوضي، وتبني استراتيجية دعم للقدس والمقدسيين "تقوم على قاعدة
مواجهة الاحتلال والتصدي لمخططاته لا التأقلم معه"، كما طالب الدول العربية
والإسلامية بأن لا تكون شاهد زور على تضييع القدس وتشكل غطاء للسلطة في مسارها
التفاوضي.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام