القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

القدس العربي: جهود فلسطينية لوقف تنامي «تنظيمات متطرفة» في مخيمات لبنان والأحمد ينفي مقترح تسليم الساحة لأبو العينين

القدس العربي: جهود فلسطينية لوقف تنامي «تنظيمات متطرفة» في مخيمات لبنان والأحمد ينفي مقترح تسليم الساحة لأبو العينين


الأربعاء، 13 أيار، 2015

بشكل بعيد عن الإعلام ترتب القيادة الفلسطينية وبسرية كبيرة، من خلال فريق عمل مكلف بـ «ملف الساحة الفلسطينية في لبنان»، يرأسه عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد، الذي نفى أن يكون هناك اقتراح لبناني، بإعادة اللواء سلطان أبو العينين، للإشراف على هذا الملف، بهدف الحفاظ على أمن المخيمات، خاصة مخيم عين الحلوة، ومنع وصول «جماعات متطرفة» إليه.

وعلمت «القدس العربي» من مصادر فلسطينية رسمية أن زيارة الأحمد إلى لبنان التي انتهت قبل أيام، كانت «مثمرة وإيجابية»، وأنها أنجزت العديد من الأهداف التي غادر لأجلها، وجميعها تهدف إلى حفظ أمن المخيمات الفلسطينية في لبنان، ومنع جر هذه المخيمات أو التواجد الفلسطيني لأي أحداث إخلال بالأمن اللبناني.

وأكدت هذه المصادر أن زيارة الأحمد، التي شملت لقاء مع نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق، لبحث ملف المصالحة، تطرقت أيضا إلى الملف الفلسطيني في لبنان، خاصة في اللقاء الذي جمع الرجلين في مقر السفارة الفلسطينية في بيروت، لافتا إلى أن وفد منظمة التحرير إلى لبنان، الذي يقوده الأحمد، بحث ذات الأمر بالنسبة لأمن المخيمات الفلسطينية، والمحاولات التي تسعى لزجها في اتون الخلاف اللبناني، مع مجمل المسؤولين اللبنانيين سواء السياسيين أو الأمنيين.

والتقى الأحمد خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان، الكثير من المسؤولين، من أبرزهم رئيس مجلس النواب نبيه بري، والنائب بهية الحريري، من كتلة «المستقبل»، واللواء عباس إبراهيم، مدير الأمن العام.

وتتخوف القيادة الفلسطينية من أن تنفذ «مجموعات متطرفة» مخططاتها الهادفة إلى زج المخيمات الفلسطينية في اتون الخلاف الحاصل سواء في لينان، أو في الساحة السورية، من خلال تنفيذ «أعمال طائفية»، واللجوء بعدها إلى أحد المخيمات، وبالأخص مخيم عين الحلوة، الذي شهد أحد هذه الحوادث قبل أسابيع.

ويتردد أن إحدى المجموعات المسلحة التي تتبنى أفكارا متشددة تعمل على إيجاد بيئة عمل وتواجد لها في مخيم عين الحلوة، وأنها من أجل ذلك قامت بارتكاب العديد من عمليات إطلاق النار وعمليات قتل واغتيالات في الفترة الأخيرة، وسط خشية فلسطينية كبيرة من أن تزيد هذه المجموعة من عملياتها مستقبلا.

وعلمت «القدس العربي» أيضا أن تعليمات مشددة صدرت للقوة الأمنية الفلسطينية التي تحفظ أمن المخيم، بالتعامل بكل حزم مع أي محاولة من أي جهة لتوريط المخيم في أي محاولة للإخلال بالأمن اللبناني.

وفي هذا السياق قال الدكتور واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير لـ «القدس العربي» إن هناك مجموعات نفذت عمليات قتل واغتيالات، تعمل على تدمير مخيم عين الحلوة، عاصمة المخيمات الفلسطينية في لبنان، في محاولة من هذه الفصائل، لتدمير المخيم على غرار ما حصل في مخيم نهر البارد.

وخاض الجيش اللبناني قتالا ضد جماعات متطرفة مسلحة لجأت إلى مخيم نهر البارد قبل عدة سنوات، ما أدى إلى تدمير المخيم الواقع شمال لبنان، وتهجير سكانه، الذين ما زالوا يعانون جراء الدمار الذي حل بهم حتى اللحظة.

هذا وأكد أبو يوسف أن الجانب اللبناني أكد أن هناك من يسعى إلى جر مخيم عين الحلوة إلى معارك هو في غنى عنها، مشيرا إلى أن اللواء عباس إبراهيم، المشرف من قبل الحكومة اللبنانية على الملف الفلسطيني، أكد على ضرورة الحفاظ على أمن المخيمات، لتصبح «بيئة آمنة»، وعدم الزج بها على عكس ما يجري في سوريا.

أبو يوسف خلال تصريحاته لـ «القدس العربي» جدد التأكيد على أن الموقف الفلسطيني يقوم على اعتبار اللاجئين الفلسطينيين في كل مخيمات اللجوء بما فيها مخيمات لبنان، ضيوفا حتى تحقيق حق العودة.

وأشار عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة إلى أن الفصائل الفلسطينية شكلت مؤخرا «لجنة أمنية» في لبنان، من أجل «حفظ أمن وسلامة المخيمات». وأكد أن هذه اللجنة بدأت بالفعل في ممارسة عملها على الأرض، إلى جانب القوة الأمنية الموجودة في لبنان، لافتا إلى أن هذه اللجنة تحاول العمل بـ»الحلول السياسية بعيدا عن استخدام السلاح».

وفي السياق نفى الأحمد ما نشرته صحيفة «الأخبار» اللبنانية بشأن اقتراح قدمه مرجع أمني لبناني على صلة بالملف الفلسطيني،»يقضي بعودة اللواء سلطان أبو العينين لتسلم أمانة سر حركة فتح في لبنان».

وقال الأحمد في تصريح صحافي إنه «لا صحة على الإطلاق للمعلومات التي وردت في الجريدة حول اقتراح بتسلم الأخ سلطان أبو العينين أمانة سر حركة فتح في لبنان وبتغييرات داخل الحركة».

وأكد أنه لم يتطرق أي مرجع لبناني لهذا الموضوع، وتحديداً اللواء عباس إبراهيم المسؤول الأول عن الملف الفلسطيني من الجانب اللبناني خلال لقائه بالوفد الفلسطيني الذي التقاه مؤخرا.

وأضاف الأحمد عن ملف المخيمات في لبنان، أن اللواء إبراهيم «عبر خلال لقائه الأخير معه عن ارتياحه للأداء الفلسطيني والتنسيق القائم بين الجانبين الفلسطيني واللبناني للحفاظ على أمن واستقرار المخيمات الفلسطينية والعلاقات الأخوية التي تجمعنا مؤكداً على استمرار هذا التنسيق و دعمه وتطويره».

وأوضح كذلك أن النائب الحريري «لم تتطرق لا من قريب ولا من بعيد لمثل هذه المواضيع»، مؤكدة ارتياحها للتنسيق القائم مع الجهات اللبنانية المعنية بالملف الفلسطيني، معتبرا أن مثل هذه الأخبار تأتي في سياق «العبث المستمر بأمن المخيمات واستقرار لبنان ومحاولة فاشلة لإشغال قيادة حركة فتح عن القيام بواجبها ومسؤولياتها الوطنية والقومية تجاه شعبنا ولبنان الشقيق».

وجاءت تصريحات الأحمد هذه بعد أن نشرت صحيفة «الأخبار» اللبنانية تقريرا حمل عنوان «أبو العينين واللينو للإمساك بعين الحلوة».

وذكر التقرير أن هدف المرجعيات اللبنانية التي تقدمت بالطلب جاء لـ «استعادة قوة الحركة لمواجهة الجماعات المتشددة التي تكبر في المخيمات»، ويدعو الاقتراح إلى البحث في إعادة تسلم العميد محمود عيسى «اللينو»، مهمات أمنية وعسكرية بعد أن ترأس الكفاح المسلح حتى إعلان حله من قبل السلطة واستبدال قوات الأمن الوطني به. وذكر أن أبو العينين واللينو «شكلا سداً منيعاً في وجه التكفيريين، وأمسكا بالمخيمات بقبضة حديدية».

وأشارالتقرير إلى أن القناعة التي يبديها اللبنانيون بصوابية الاقتراح «لا تقابلها حماسة فلسطينية كافية»، مضيفا أن حركة فتح «لا تثق كفاية بأبو العينين بسبب تحالفه القديم مع القيادي المطرود من الحركة محمد دحلان».

وكان اللواء أبو العينين قبل تغيير إقامته من لبنان إلى الضفة الغربية، بعدما فاز في عضوية اللجنة المركزية لحركة فتح في المؤتمر السادس للحركة قبل أكثر من أربع سنوات، يشغل منصب مسؤول ملف المنظمة في لبنان.

يشار إلى أن بحث الملف الأمني في المخيمات الفلسطينية في لبنان، كان الشغل الشاغل للوفد الفلسطيني خلال لقاءاته مع المسؤولين في بيروت.

وقال عقب لقائه النائب الحريري إنه خلال الأشهر الأخيرة جرت محاولات لزج مخيم عين الحلوة عبر افتعال أزمات، لافتا إلى أنه بحث مع النائب الحريري سبل التنسيق لمحاصرة مثل هذه المحاولات، ووأدها في مهدها «قبل أن تنجح في جر المخيم واستخدامه أداةً لتفجير الوضع الأمني في صيدا وفي لبنان عموماً».

وأضاف الأحمد «هناك حالات اغتيال حدثت في أنحاء لبنان، كما في عين الحلوة، وكلها لأسباب غير فلسطينية ومترابطة، ويجب ألا نجزئ مقاومة مثل هذه التيارات وحدة وحدة، عندما يكون هناك قرار حسم في عين الحلوة يجب أن يكون في كل أنحاء الأراضي اللبنانية».

ووقتها أعربت الحريري عن تقديرها للقوى الفلسطينية في المخيمات ولا سيما عين الحلوة، في مواجهة محاولات زج المخيم في أحداث المنطقة.

المصدر: القدس العربي