القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

القضية الفلسطينية محور نقاش معمّق لمركز «الزيتونة للدراسات»

القضية الفلسطينية محور نقاش معمّق لمركز «الزيتونة للدراسات»
 

السبت، 21 كانون الثاني، 2012

عقد مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات حلقة نقاش ثلاثية تناولت "القضية الفلسطينية في ضوء الثورات والتغيرات في العالم العربي" في فندق "كراون بلازا" في بيروت، بهدف " استشراف التأثير المتوقع للثورات والتغيرات التي يشهدها العالم العربي على القضية الفلسطينية خلال سنة 2012، إلى جانب تقييم تأثيراتها خلال سنة 2011"، بحسب ما افاد المنظمون.

ناقشت الجلسة الأولى، التي أدارها الدكتور حسين أبو النمل، "انعكاس التغيرات في العالم العربي على الوضع الداخلي الفلسطيني"، وتحدّث خلالها كل من الدكتور محمد اشتية - عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، والدكتور موسى أبو مرزوق - نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، والدكتور ماهر الطاهر - عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية ومسؤول قيادتها في الخارج.وبدأ اشتية الجلسة بالإشارة إلى أن "تأثيرات ما حدث في المنطقة العربية ستمتد لسنوات، وأشار إلى أن هناك ثلاث قوى واستراتيجيات تتصارع للسيطرة على المنطقة العربية، هي "إسرائيل" وتركيا وإيران، وأضاف أن العالم العربي تحول من مرحلة التلقي إلى مرحلة النهوض، في ظل أزمة دولية كبيرة. وذكر اشتية أن السلطة الفلسطينية حاولت أن ترسم استراتيجية جديدة، تهدف إلى كسر سياسة الأمر الواقع التي فرضتها "إسرائيل"، عبر انضمام الدولة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة ومؤسساتها، والتي عدّها مغادرة لطاولة المفاوضات، كما استبعد اشتية إمكانية حل السلطة الوطنية، وأكد أن حل الدولتين هو الحل الأنسب لطرفي الصراع".

من جهته أشار الدكتور موسى أبو مرزوق "إلى أن التيار الإسلامي في فلسطين بدأ يشعر بأن عمقاً إضافياً في رصيده بدأ يتشكل، مما يعطي حماس فضاءً استراتيجياً إضافياً في المنطقة. وشدد أبو مرزوق على أن الثورات إنما هي بداية تشكل محور جديد غير محدد المعالم، مشيراً إلى أن وضع "إسرائيل" الأمني أصبح قلقاً والمستقبلُ موضعَ تساؤل، وشرعيتُها في خطر".

أما الدكتور ماهر الطاهر فأشار الى أنه في "ما يتعلق بملف المصالحة الفلسطينية توقع الطاهر أن تشهد سنة 2012 حالات مد وجزر، حيث أشار إلى وجود العديد من العقبات الداخلية والخارجية التي تمنع إنهاء الانقسام بشكل كامل، كما استبعد إجراء انتخابات للمجلس الوطني والتشريعي والرئاسة.

وتناولت الجلسة الثانية، التي أدارها عماد الحوت، مواقف العالمين العربي والإسلامي من قضية فلسطين في ضوء التغيرات العربية، وتحدّث خلالها الدكتور يحيى أحمد حسين - القيادي في حركة الإخوان المسلمين في مصر، ومحمد الراشد نائب رئيس تحرير مجلة المجتمع الكويتية، والدكتور طلال عتريسي - أستاذ علم الاجتماع في الجامعة اللبنانية والخبير في شؤون العالم الإسلامي.وتوقع الدكتور يحيى أحمد حسين أنه " نتيجة للثورة المصرية توقع حسين زيادة الشعب المصري لمساهمته في دعم الشعب الفلسطيني حتى زوال الاحتلال الصهيوني لفلسطين".بدوره رأىى محمد الراشد أن " أن الثورات أسقطت ما يسمى ب"قوى الشرق الأوسط الجديد".

ومن جانبه قال الدكتور طلال عتريسي إن القضية الفلسطينية لم تحظ بالاهتمام الذي تستحق في سنة 2011حيث كانت أولويات العالم وشعوب المنطقة تتطلع إلى قضية واحدة: الثورات وإسقاط الرؤساء، فتوقفت مفاوضات التسوية السلمية، وتعطل ملف المصالحة الفلسطينية، ملف صفقة الأسرى، لكن الأشهر الأخيرة من سنة 2011 شهدت عودة الاهتمام الدولي بفلسطين. وفيما يتعلق بدور إيران من الصراع مع "إسرائيل". وأدار الجلسة الثالثة الوزير السابق بشارة مرهج وناقشت المشهد الإسرائيلي والمواقف الدولية من القضية الفلسطينية في ضوء التغيرات في العالم العربي. تحدثماجد عزام عن المواقف الإسرائيلية من الثورات العربية، حيث أشار إلى أن "إسرائيل" تعاطت مع الربيع العربي وتداعياته بمزيج من الغطرسة، والتخبط والتناقض، والواقعية في بعض الحالات، ولكن دون أن تصل إلى حدّ استخلاص عبر جذرية. فالثورة التونسية لم تحظ باهتمام ونقاش كبير في "إسرائيل"، ولكن الاهتمام الإسرائيلي السياسي والإعلامي بالثورة المصرية كان مكثفاً ومركزاً، وفي مراحلها الأولى دافعت عن حسني مبارك شخصاً ونظاماً، وكانت خسارة مبارك تعني خسارة الحارس الشخصي لملفات أساسية ومركزية ثلاثة؛ هي الصراع في فلسطين، والمشهد السياسي العام في المنطقة والتخلي عن الدور وحتى المصالح المصرية، وأخيراً ملف اللاجئين الأفارقة".

المصدر: جريدة الرياض - مارلين خليفة