«اللـواء» تروي معطيات اللحظات الأخيرة الظاهرة والمخفية لفك إعتصام الشيخ الأسير
القوى الإسلامية الفلسطينية في عين الحلوة تنجح في تدوير زوايا التوافق
الأربعاء، 08 آب، 2012
نجحت الإدارة الحكيمة لحوار الفعل والوعي والإدراك في أن تجتاز مدينة صيدا قطوع فتنة لا يعرف أحد مداها ومندرجاتها وتشعباتها، وسط التفاعلات الحساسة والدقيقة التي يعيشها لبنان، متأثراً بإرادة البعض، وبالرغم من إرادة البعض الآخر التي تعيشها المنطقة العربية وغير العربية المحيطة والنائية بعيداً من أحداث ما يُطلق عليه «الربيع العربي» من جهة، ومنافسات ومناحرات المصالح العربية والدولية التي تُنذر بعواصف هائجة تؤثر وذات مفاعيل طاحنة على الوضع في لبنان في استقراره ومستقبله..
لقد استطاعت مدينة صيدا بالحكمة التي واجهت فيها ظهور تحرك الشيخ أحمد الأسير بكل المراحل التي مر بها، أن تتجاوزها بكل هدوء مُطلق، وتستعيد طبيعتها السياسية والاجتماعية والإنسانية التي عرفت عن المدينة وأهلها عبّر في كل الظروف، أو حتى بالتحديد خلال فترات ما سمي بالحرب الأهلية التي عصفت بين أبناء الوطن الواحد، وأدت إلى إفرازات سياسية وحزبية وطائفية ومناطقية، لكن صيدا كانت وبالتأكيد ما زالت حريصة على أن تنأى بنفسها عن كل هذه الإفرازات والتجاذبات وسوء العواصف الهوجاء التي مرت، لكن لم تترك لها أي أثر في هذه المدينة، وتُحافظ على نسيجها الذي خطته لنفسها.
والمدينة اعتبرت إلى حد ما نموذجية، ومتميزة تقريباً في مواقفها ومعيشتها وتعايشها مع الوقائع، فحافظت بإيمانها الوطني الصرف على أن تبقى المدينة المفتوحة للتعايش الطائفي، كما المناطقي والحزبي، وكما كل التشعبات التي تعاقبت بحكم الظروف التي كانت تطرأ، والتي كانت تستجد، وكانت فيها صيدا فوق كل الاعتبارات، مدينة الجميع لكل اللبنانيين والمقيمين بمختلف طوائفهم وانتماءاتهم..
صيدا «بوابة الجنوب» المقاوم، لعبت الدور الكبير والفاعل، بالنسبة لمقاومة الاعتداءات الإسرائيلية والتصدي للإجتياحات المتعددة التي قام بها العدو الإسرائيلي، بحيث تُسجل صفحة ناصعة نقية باهرة في دورها الوطني المقاوم، واحتضان مفاعيل هذه الأحداث العدوانية وانعكاساتها على أرض الجنوب وأهل الجنوب..
المصدر: هيثم زعيتر - اللواء