اللاجئون الفلسطينيون أعلنوا النقمة على
الإعلام؟

السبت، 01 حزيران، 2013
اعتاد اللاجئون في المخيّمات اللبنانية،
على تعاطي بعض الإعلام اللبناني معهم بعنصرية. لكنّ حديث بعض وسائل الإعلام عن وجود
مجموعات تخريبية في المخيمات، واتهام الفلسطينيين بأعمال عدائية، ما يساهم في رفع الخطاب
التحريضي»، ساهم في تعميق الهوّة بين اللاجئين، والشاشات اللبنانيّة.
ما أجج هذا الغضب بحسب ما يتردد في أوساط
اللاجئين، كان تقريراً بثّته قناة «الجديد» الأحد الماضي، من إعداد الزميلة نوال برّي.
وذكرت برّي في تقريرها معلومات عن أنّ «الصواريخ التي استهدفت منطقة الضاحية الجنوبية
صباح الأحد الماضي، تمّ إطلاقها من إحدى المخيمات الفلسطينية في بيروت». هذا ما استفزّ
مسؤولي الفصائل الفلسطينية في لبنان، فأصدروا بياناً مشتركاً يطالبون فيه «الجديد»
بتحرّي الدقّة، والتأكد من مصادر أخبارها، وعدم زجّ اسم الفلسطينيين في الأحداث الراهنة».
من جهتها، لم تشر «الجديد» في نشرتها الإخباريّة إلى البيان المذكور، كما يقول أمين
سر «فتح» وفصائل منظمة التحرير في بيروت العميد سمير أبو عفش. ويضيف في اتصال مع «السفير»:
«اتهمّت القناة الفلسطينيين بالوقوف خلف الإشكال الذي وقع في المدينة الرياضية منذ
يومين، ليتحول الفلسطينيون في نشرات «الجديد» إلى السبب في افتعال الفتن، رغم أننا
نحيّد أنفسنا عن كل ما يحصل».
تفجّر الموقف بالأمس، خلال زيارة فريق إعداد
برنامج «للنشر» إلى مخيّم شاتيلا لتصوير تقرير عن حادثة انتحار وقعت في المخيّم. لكنّ
أهل المخيم رفضوا التعاون مع الفريق، والظهور أمام كاميرا «الجديد». وأكّد أبو عفش
أنه «أصدر أوامر بعدم التعامل مع القناة وبرامجها، قبل أن تعطيه الأخيرة حقّ الردّ
على الاتهامات التي وجّهتها للفلسطينيين». وشدّد على أنه «باسم وجهاء المخيمات الفلسطينية،
لم ولن يمنع أي فريق عمل إعلامي بالدخول إلى المخيمات، لأنّها تقع على الأراضي اللبنانية،
ولا يحقّ لنا منــع أحد من الدخول إليها، لكننا لن نتعامل مع «الجديد» في حال لم تعطينا
إدارتها حق الرد».
وعند سؤالها عن حقيقة الموقف، نفت نائبة
مديرة قسم الأخبار في «الجديد» كرمى خياط علمها بوجود أيّ نقمة فلسطينيّة موجّهة ضدّ
«الجديد».
ويرى المسؤول الإعلامي لحركة المقاومة الإسلامية
«حماس» في لبنان رأفت مرّة، أن الغضب لا يستهدف «الجديد» وحدها بل وسائل إعلامية أخرى،
متسائلاً كيف «أنّ صحيفة مرموقة كـ «الحياة» تنشر يوم الاثنين الماضي على الصفحة الأولى
صورة تتهم فيها الفلسطينيين بإطلاق الصواريخ على الضاحية؟»
وكان مرّة قد وجّه رسالتيْن إلى وزير الإعلام
اللبناني وليد الداعوق ورئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ، وضعهما في أجواء
ما وصفه التحريض الإعلامي في بعض وسائل الإعلام اللبنانية ضد الوجود الفلسطيني في لبنان،
والحملات المفبركة التي تسيء للاجئين الفلسطينيين في لبنان وتشوّه صورتهم ومكانتهم
ودورهم».
ودعا مرة في الرسالتين إلى «التدخل العاجل
من أجل معالجة اتّساع وسرعة اتهام اللاجئين الفلسطينيين في لبنان والمخيمات الفلسطينية
بمجموعة من الأحداث الأمنية الحاصلة، والتدخل لوقف مسلسل التحريض الدائم».
المصدر: زينة برجاوي، السفير