القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأحد 14 كانون الأول 2025

المجتمع المدني اللبناني والفلسطيني من التضامن مع غزة إلى إيصال المساعدات

المجتمع المدني اللبناني والفلسطيني من التضامن مع غزة إلى إيصال المساعدات
 

الإثنين، 26 تشرين الثاني، 2012

لم ينطلق عمل المجتمع المدني اللبناني والفلسطيني بعد انتهاء العدوان على غزة لأنه كان متواصلا في ظل لجنة المتابعة المشتركة بينهما. لكنه دخل، بعد انتهاء العدوان، في مرحلة مختلفة. صار الهدف الآن ايصال المساعدات الملحة إلى غزة وأهلها. وهي المرحلة الأصعب. هذا ما يمكن فهمه من اللقاء التضامني مع غزة الذي عقدته اللجنة أمس في «نقابة الصحافة». كان الهدف واضحاً: فلسطين في القلب.

يبارك الحاضرون لبعضهم، في أول الحديث، «انتصار غزة». وهذا الحضور تحية لأهلها. لكن التضامن «على مستوى الزيارات لا يكفي وحده»، وفق رئيس «مؤسسة عامل الدولية» الدكتور كامل مهنا. لا يصح ظن البعض أن عمل المجتمع المدني قد توقف مع وقف اطلاق النار. «لا يزال العمل مستمراً لأن قضية غزة لا تزال مستمرة». فشلت إسرائيل في غزة وانتصرت «إرادة المقاومة. صرنا الآن في مرحلة جديدة». لا بد، وفق مهنا، من أن تنسجم هذه المرحلة مع تطور في عمل المجتمع المدني. هكذا، «يجب التحرر من مسألة التمويل وشروطه، وجعل فلسطين مركزاً للاهتمام والعمل. لا بد أيضاً من العمل مع المنظمات الدولية لكشف عنصرية إسرائيل. وضرورة التنسيق بين الجمعيات اللبنانية والفلسطينية لمعرفة حاجات غزة لا سيما لناحية الأدوية واقامة حملات لتأمينها».

لقد انتصر الدم الفلسطيني، مرة أخرى، «على آلة القتل الإسرائيلية المعززة بالدعم الاميركي المفتوح وانحراف النظام العربي الذي يداني الخيانة وقد يتجاوزها أحياناً»، وفق رئيس تحرير «السفير» طلال سلمان. ونبه سلمان إلى أننا «مهددون بخسائر فادحة مقابل هذا النصر، وبالتحديد محاولات استثماره ضد مصلحة شعب فلسطين والأمة جميعاً»، إذ «منحت الهيمنة الاميركية شرف وقف النار الإسرائيلية على غزة لحاكم مصر... الذي لم يضيع الفرصة فاستغلها ليعلن نفسه دكتاتوراً وحاكماً مطلق الصلاحيات». وقد حاولت الولايات المتحدة الأميركية أن تبيع النصر في غزة الذي «حققه شعبها وقيادات المقاومة» إلى فئة محددة هي «الأخوان المسلمون». تزكية الإخوان المسلمين، وفق سلمان، «تهدف إلى قطع حبل السرة مع إيران الثورة الإسلامية، وتعزيز مناخ الفتنة المذهبية، علماً أن الصواريخ تشهد أن إيران كانت الداعم الأساس للمجاهدين في غزة، بالسلاح الفعال الذي منع الهزيمة، واجبر العدو على وقف عدوانه ليمكن استثمار نتائجه في تبديل المسار أو تحويره».

وفيما اعتبر جابر جابر سليمان، ممثلاً المجتمع المدني الفلسطيني، أن انتصار غزة «كان فصلاً من فصول تاريخها المقاوم»، قال: «ما أوسع المقاومة وما أضيق السلطة. وهذا هو الدرس الذي يجب على الشعب الفلسطيني تعلمه من هذه التجربة». هكذا، «لا بد من انهاء الانقسام وتحقيق الوحدة واعادة الاعتبار إلى البرنامج الكفاحي والاعتماد في المقام الأول على المقاومة المسلحة أولاً ثم أشكالها الأخرى».

وأكد الأمين العام لجمعية «كاريتاس» فادي إبراهيم بأن تعرض قطاع غزة لعدوان غاشم هو وصمة عار في جبين الإنسانية». وأشار إلى عمل «كاريتاس» الشرق الأوسط على التنسيق مع فرع القدس لتقديم المساعدة العاجلة لأهالي غزة. «لكن الاجراءات الإدارية تبقى الأكثر تعطيلاً لوصول المساعدات وربما فسادها كما حصل في عام 2008».

أما أمين «رابطة أبناء بيروت» عصام علي حسن فتحدث عن محاولات «تجهيل بيروت. لكنها ستعود بيروت المقاومة والقومية العربية وجمال عبدالناصر».

المصدر: جريدة السفير اللبنانية