القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

المخيمات الفلسطينية في لبنان أصيبت في الصميم وطواقمها الطبية هبّت لبلسمة جراح أهالي بيروت


الأحد، 09 آب، 2020

أظهر الانفجار الضخم الذي هزّ العاصمة بيروت، وأسفر عن سقوط حوالي 150 ضحيّة وإصابة 5000 جريح وعشرات المفقودين فضلاً عن دمار شامل لبيروت، مدى عمق العلاقة الأخويّة والتاريخيّة التي تربط بين الشعبين الفلسطيني واللبناني والتي بدت تأثيراتها الإيجابيّة ميدانياً على الأرض من قبل أبناء المخيمات الفلسطينية.

فأبناء المخيمات سارعوا بكل ما أوتوا من عزيمة لمساندة المتضررين من أشقائهم اللبنانيين، ورفع الأنقاض والتبرع بالدم في المستشفيات، وتقديم ما أمكن من المساعدات في شتى المجالات لبلسمة جراح أهالي بيروت بتوجيهات من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي أوعز إلى سفارات فلسطين حول العالم للتواصل مع سفارات لبنان للتضامن مع الشعب اللبناني والتعزية بضحايا الانفجار، فضلاً عن حثّ الجاليات الفلسطينية للمساهمة في تقديم المساعدات الضرورية للشعب اللبناني لمواجهة الكارثة التي حلّت بهم.

ودخلت سفارة فلسطين في بيروت على الخط، ووجّه السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وجميع مستشفياتها وطواقمها الطبية في لبنان للقيام بواجباتها والمساهمة العاجلة بإسعاف المصابين ودعم طواقم الصليب الأحمر اللبناني في عمليات إجلاء وإسعاف المصابين، وتحريك سيارات الإطفاء التابعة للدفاع المدني في المخيمات الفلسطينية للعمل على إخماد الحرائق.

وترافقت هذه الأعمال الإنسانيّة مع حملات إعلاميّة وشعارات بعثها الشعب الفلسطيني وأبناء المخيمات للوقوف إلى جانب لبنان في هذا المُصاب الجلل أثبتت مدى التضامن الذي يكّنه الشعب الفلسطيني لأشقائه اللبنانيين وللعاصمة بيروت عبر شعار "من قلبي سلام لبيروت” فضلاً عن حملة "جُرح واحد” التي أتت تتويجاً لالتحام وامتزاج الدّم الفلسطيني واللبنانيّ مع محمد دغيم من مخيم برج البراجنة الذي سقط شهيداً في انفجار مرفأ بيروت، وفي حملة التبرّع بالدم التي تجاوب معها الشعب الفلسطيني قي المخيمات كافةّ.

وفي اتصال لـ "القدس العربي” مع اللواء منير المقدح عضو الساحة اللبنانية لحركة فتح أكد "أنّ الكارثة التي حلّت في لبنان من جراء الانفجار الذي هزّ بيروت أصابت الشعب الفلسطيني في الصميم لأنه جزء لا يتجزأ من الشعب اللبناني” مشيداً "بحسن العلاقة التي تربط هذين الشعبين” وعرض لتوجيهات الرئيس الفلسطيني محمود عباس لدعم الشعب اللبناني والتضامن معه بعد وقوع هذا الانفجار الذي وصفه بالزلزال وقال "نحن والشعب اللبنانيّ كالجسد الواحد وهذا وطننا الثاني، ونحن نعيش إخوة مع أشقائنا اللبنانيين، واليوم أفضل علاقة تمرّ بين الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني لذلك أي معاناة للشعب اللبناني تتضاعف عند الشعب الفلسطيني، وإن جاع اللبناني 5 في المئة الفلسطيني يجوع 10في المئة”.

وفي رأي المقدح "نحن نكمّل بعض وكانت أيضاً تعليمات الرئيس أبو مازن لسفارة دولة فلسطين بتقديم كل ما تستطيع من مساعدات ودعم للشعب اللبناني، وأيضاً كانت توجيهاتنا للشباب الفلسطيني للتبرع بالدّم وكذلك لمؤسسات المجتمع المدنيّ لان تتحرّك فوراً ساعة ضرب هذا الزلزال لبنان”. وقال "نحن جزء لا يتجزّأ من أخوتنا اللبنانيين والشعب اللبناني ونحن ضيوف على هذا البلد، وواجبنا أن نقّدم كلّ ما نستطيع فداء هذا البلد وأهلنا فيه، لذلك تحرّكت كل مؤسساتنا في المجتمع المدنيّ لإنقاذ الجرحى ومساعدة أهلنا ومواساتهم”.

ولبلسمة جراح الشعب اللبناني أعلن المقدح عن "توجّه جمعية الهلال الأخضر الخيرية من عين الحلوة بإيعاز منه إلى مرفأ بيروت في الصفوف الأمامية لإجلاء الشهداء ونقل الجرحى إلى مستشفيات بيروت في رسالة إنسانيّة لافتة جنباً إلى جنب مع الشعب اللبناني للوقوف معه في هذا المُصاب الجلل” كما كشف "عن فتح منازل اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات لاستضافة أبناء بيروت الذين أُصيبوا بالنكبة وعن استعداد المستشفيات الفلسطينية ومنها الأقصى في عين الحلوة لاستقبال الجرحى والمصابين”.

وفي مخيم عين الحلوة رفعت لافتة تحيّي بيروت كتب عليها "من مخيم عين الحلوة ….سلام الله عليك يا بيروت” في رسالة محبة وأخوّة مع لبنان الشقيق وفق ما أعلن المقدح الذي لفت إلى "تنكيس الأعلام في فلسطين يوم الخميس حداداً وتضامناً مع الشعب اللبناني، كما تمت إضاءة مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون في رام الله بألوان العلم اللبناني”.

هذا وتجدر الإشارة إلى أنّ مستشفى حيفا في مخيم برج البراجنة التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني استقبل 44 جريحاً نُقلوا إليه من الكرنتينا والأشرفية، كما استقبل مستشفى الهمشري بدوره عدداً من الجرحى الذين تلّقوا الرعاية الطبيّة، كما كانت هناك لفتة تضامنية بارزة من قبل الدفاع المدني الفلسطيني الذي وضع إمكاناته وطواقمه كافة بتصرّف الحكومة اللبنانية لمساندتها في هذه النكبة، ووضع 350 متطوعًا من عناصره المتواجدين في مخيمات اللاجئين في برج الشمالي، وشاتيلا، وبرج البراجنة، وعين الحلوة بالتصّرف لمساندة السلطات اللبنانية.