"المستقبل" ـ بيروت
يحيي الذكرى الخامسة والستين لـ "النكبة"
أحمد الحريري: كل مقاومة تستخدم أمكنة وأزمنة
خاطئة مشبوهة في خدمة العدو

السبت، 18 أيار، 2013
اعتبر الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري
أن "كل مقاومة لا تتجه إلى فلسطين، ولا تعبر عن مصالح ونضالات شعبها، تفقد المشروعية،
وقد تمسي مشبوهة في خدمة العدو الإسرائيلي، في استخدام لأمكنةٍ وأزمنةٍ خاطئة، كما
هي حال العديد من القوى، التي تستخدم شعارات زائفة، خدمةً لأغراض لا تمت إلى المصلحة
الفلسطينية بصلة"، مشدداً على أن "فلسطين كانت وستبقى البوصلة، وهي في قلب
"تيار المستقبل"، الذي يعاهد على البقاء اوفياء للقضية الفلسطينية التي تربينا
عليها، وعلى النضال من أجلها ولها، باعتبارها القضية الأم، ومحور القضايا العربية".
من جهته، دعا سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور الفلسطينيين الى "إنهاء الإنقسام
فوراً، واستعادة الوحدة والتنفيذ لما اتفق عليه في الدوحة والقاهرة"، مشدداً على
ان "أمن لبنان من امن فلسطين وقوة لبنان هي قوة لكل الفلسطينيين".
كلام الحريري ودبور، جاء خلال إحياء الذكرى
الـ 65 للنكبة الفلسطينية في إحتفال حاشد أقامته منسقية تيار "المستقبل"
في بيروت ومكتب القدس في التيار، في مركز العناية بالطفل والأم فردان.
حضر الحفل الى جانب الحريري ودبور، ممثل حركة
"حماس" رأفت مرّة، عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" راشد
فايد، منسق عام التيار في بيروت بشير عيتاني،مستشار الرئيس سعد الحريري لشؤون الشباب
البيروتي العميد محمود الجمل، رئيسة جمعية "نساء المستقبل" ليلى الترك، مستشار
الشؤون النقابية في التيار محمد كشلي، ممثل جمعية "الإرشاد والإصلاح" ربيع
قطرجي، وأعضاء من المكتب التنفيذي للمنسقية ومنسقو المناطق في بيروت وحشد من المواطنين.
عيتاني
قدم الحفل الزميل باسم سعد، وبعد النشيدين
الوطني اللبناني والفلسطيني ودقيقة صمت عن روح الرئيسين الشيهدين رفيق الحريري وياسر
عرفات، جرى عرض فيلم يجسد واقع المأساة الفلسطينية تحت عنوان " عائدون . ..
15 أيار يوم العودة"، تلاه كلمة لمنسق عام التيار في بيروت بشير عيتاني، اعتبر
فيها أن " ذكرى النكبة، ذكرى نسترجع فيها ونستعرض معاناة الشعب الفلسطيني الذي
اقتلع من ارضه ووطنه اقتلاعاً وطرد وشرد، والذي على الرغم من ذلك كله ما زال متشبثاً
بجذوره العربية وبانتمائه العربي الأصيل والمتأصل على الرغم من مرور خمسة وستين عاماً،
لكنه ما زال مصراً على ما اغتصب من أرض وقرى وبلدات سطا عليها المستوطنون الصهاينة
في محاولات دؤوبة لتقطيع أوصال الوطن، وتجريده من طابعه وهويته العربية والفلسطينية".
دبور
وقال دبور: "عندما افتقد الشعب الفلسطيني
والعربي وحدته، نتج خلل في موازين القوى، ووصلت إسرائيل لما خططت له الحركة الصهيونية،
بدءاً من مؤتمر بازل عام 1897، مروراً بوعد بلفور عام 1917، وصولاً الى الجرح الكبير
في العام 1948، وعملية التطهير العرقي والتدمير والطرد للشعب صاحب الأرض، وإحلال شعب
آخر مكانه. نتج عن ذلك المأساة الكبرى للشعب الفلسطيني "النكبة"، بكل معاني
هذه الكلمة من اغتصاب للوطن، من قبل سلطة الإنتداب وتسليمها الى الصهاينة".
ولفت الى أن "الشعب الفلسطيني، رغم كل
هذا، انتفض من ركام النكبة والهزيمة، وحمل السلاح معلناً أنه حي لا يموت، باقٍ كالحق،
شامخ كالحقيقة، صلب كجبال الكرمل، عنيد بارادة قوية كشجر الزيتون، وبالمقاومة والوحدة
الوطنية، وأعلن بداية مرحلة جديدة في تاريخ الشعب الفلسطيني والأمة العربية، مصمماً
على الإستقلال وتحقيق الحرية والإستقلال".
وتابع:"في ذكرى الجرح الفلسطيني، نستحضر
مرارة الماضي ومعاناته لنستفيد من التجربة، فلا نسمح بتكرارها أبداً، ولن نراوح ما
بين اليأس والأمل، فاليأس ذاهب الى غير رجعة، والأمل كبير بهذا الشعب الذي أثبت تمسكه
بوطنه، فلا فلسطين إلا فلسطين".
واعتبر أن "الإنقسام هو أخطر ما تعرضت
له القضية الفلسطينية عبر الزمن، والمستفيد الوحيد منه الإحتلال، والمتضرر الأول هو
شعب الوطن الواحد فلسطين"، لافتاً الى أن "فلسطين بذكرى جرحها، لها علينا
إنهاء هذا الإنقسام فوراً، واستعادة الوحدة والتنفيذ لما اتفق عليه في الدوحة والقاهرة".
وتوجه بـ "التحية والتقدير الى لبنان،
المحتضن للقضية والشعب الفلسطيني، المصمم على العودة الى وطنه، والرافض للتوطين، للبنان
العهد بأن نبقى المحافظين على العلاقات الأخوية التي تجمعنا مع أشقائنا اللبنانيين
والداعمين للأمن والسلم الأهلي في هذا البلد الحبيب لبنان"، مشدداً على أن
"أمن لبنان من أمن فلسطين وقوة لبنان هي قوة لجميع الفلسطينيين".
وتابع:"في ذكرى النكبة، نجدد العهد لشهدائنا
للقائد الرمز مفجر ثورتنا أبو عمار، وللأسرى والأسيرات في معتقلات الإحتلال، ولشعب
الجبارين المستمر بثورته حتى النصر، بأننا على العهد ماضون ولن نتنازل عن حقنا في الحرية
والسيادة والإستقلال، والتحية الكبرى لروح الرئيس الشهيد رفيق الحريري".
الحريري
وكانت كلمة للأمين العام لـ"تيار المستقبل"
أحمد الحريري، توجه فيها الى الحضور بالقول:"قبل أشهر، اجتمعتم هنا، كي توجه بيروت
التحية إلى فلسطين، احتفاءً بالإنتصار الذي تحقق باعتراف الأمم المتحدة بفلسطين كدولة
عضو غير مراقب. لم أكن موجوداً بينكم، لكن ما لفتني وأنا أشاهد خبر الإحتفال في الإعلام،
خلفية المشهد، حيث كانت عيون كل من الرئيس الفلسطيني الشهيد "أبو عمار"،
والرئيس الشهيد رفيق الحريري تراقبان بفرح، ما انطوى عليه الإحتفال بالإنتصار، من وحدة
فلسطينية لبنانية، اعترافاً بالحق والحرية والاستقلال لفلسطين، التي ناضلا، طوال حياتهما،
من أجل أن تبقى قضيتها المحقة، حية في ضمير كل العرب والعالم".
ولفت الى أن "هذه الوحدة الصادقة، نحرص
في "تيار المستقبل"، بقيادة الرئيس سعد الحريري، أشد الحرص، على أن نصونها
ونحميها، بوحدة الموقف التي تجمعنا مع مصالح الشعب الفلسطيني، وبقيادته الحكيمة التي
يمثلها الرئيس أبو مازن، رئيس دولة فلسطين ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية".
أضاف: "في ذكرى نكبة فلسطين وكل العرب
، نستعيد آلام شعب صابر، تعرض لأبشع ظلم في التاريخ. تهجر من أرضه ولم يهجرها، بل ما
زال يجاهد لإستعادتها، في فلسطين المحتلة، في الضفة الغربية وقطاع غزة، في مخيمات الشتات
ودول الإغتراب"، متوجهاً بـ"التحية لشعب صامد تستحقه فلسطين، كما يستحقها،
تحية لصموده الرائع في وجه الإحتلال الإسرائيلي. تحية لمقاومته الباسلة المتمسكة بحقها
في الأرض والعودة وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف. وتحية
إكبار لأرواح كل شهداء الشعب الفلسطيني الذين رووا بدمائهم الزكية تراب فلسطين المبارك.
المجد والخلود لهم جميعاً".
واعتبر الحريري أن "ذكرى النكبة ستظل
ماثلة في الذهن والوجدان، لتكون عبرةً لنا دائماً، في مسيرة النضال لتحقيق الأهداف
الوطنية للشعب الفلسطيني، في الحرية والكرامة والاستقلال، وضمان حق العودة"، مشدداً
على أن " "تيار المستقبل" كان وسيبقى، إلى جانب أخوتنا الفلسطينيين،
في السراء والضراء، وندعوهم، من هنا، إلى التمسك بالحقوق التاريخية المشروعة، وبالثوابت
الوطنية، ونحثهم على مزيدٍ من التوحد، لأن الوحدة الفلسطينية تصنع القوة وتعيد الحق،
بينما التشرذم يولد الضعف، ويطيل أمد الإحتلال، خصوصاً وأن العدو الإسرائيلي يتعنت
بإزاء عملية السلام، ويتبع سياسة المماطلة والتسويف رغبة في ابقاء الوضع على ما هو
عليه، لا دولة، ولا حقوق، وسياسات عنصرية، وتهويد واستيلاء على اراض جديدة، واستيطان".
ولفت الى ان "مخططات الإحتلال لتهويد
مدينتنا، مدينة العرب وملتقى الديانات السماوية، القدس الشريف، قائمة على قدم وساق.
فالمسجد الأقصى يتعرض كل يوم الى انتهاك حرمته، كما كل المقدسات الإسلامية والمسيحية،
من دون أدنى مراعاة للقيم الدينية والشرائع السماوية. لكن استمرار الوضع على ما هو
عليه مرفوض، وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته تجاه فلسطين، وعلينا كعرب أن نبني
على الإنتصار في الأمم المتحدة انتصارات اخرى، لاستكمال تكريس الحقوق الوطنية الفلسطينية،
وانتزاعها، شاء العدو الإسرائيلي أم أبى".
وشدد على أن "فلسطين كانت وستبقى هي البوصلة،
والمقاومة ولدت من أجلها، من أجل تحريرها من المغتصبين"، معتبراً أن "كل
مقاومة لا تتجه إلى فلسطين، ولا تعبر عن مصالح ونضالات شعبها، تفقد المشروعية، وقد
تمسي مشبوهة في خدمة العدو الإسرائيلي، في استخدام لأمكنةٍ وأزمنةٍ خاطئة، كما هي حال
العديد من القوى، التي تستخدم شعارات زائفة، خدمةً لأغراض لا تمت إلى المصلحة الفلسطينية
بصلة. وكذلك في لبنان، حيث ضاعت البوصلة، وسُخر السلاح الذي كان مقاوماً لقتل اللبنانيين،
ولنصرة الظالم على المظلوم في سوريا".
وتابع:"قُدر لآبائنا أن يشهدوا نكبة فلسطين،
وقُدر لنا أن نشهد نكبة سوريا، وأن نستعيد مع النكبتين عذابات شعبين عاريين إلا من
إنسانيتهما، بإزاء ما يتعرضان له من وحشية تؤكد أن العدو الإسرائيلي ونظام الأسد المجرم
وجهان لآلة قتل واحدة".
واعتبر أنه "إذا كنا وأباؤنا "شهود
حق" على نكبتين، فليس من قوة على الأرض ستجبرنا على أن نكون "شهود زور"
على من يتاجر بهما، وعنيت بذلك، النظام الأسدي المجرم وحليفه النظام الإيراني، بما
يمثلانه من وجهين لعملة نفاق واحدة، تبيع وتشتري بمأساة الشعبين الفلسطيني والسوري،
على مذبح مصالح نووية وإقليمية، لم تنفذ تهديداتها ضد إسرائيل، بل تنفذها كل يوم ضد
المصالح العربية، وهي التي سخرت، طوال السنوات الماضية، فائض استكبارها في تغذية الإنقسامات
العربية والفلسطينية، كما تسخره اليوم في إرتكاب إحدى أبشع المذابح بحق الشعب السوري،
والتي لا تختلف أبداً عن المذبحة الصهيونية المتمادية بحق الشعب الفلسطيني".
وشدد على أن "من لا يضع المسجد الأقصى
والقدس في أولوياته، هو من يستحضر قضية فلسطين "غب الطلب"، دفاعاً عن نظام
أفتى بأن أمنه من أمن إسرائيل"، معتبراً أن "من لا يضع تحرير فلسطين في صلب
أولوياته، هو من يقوم بـ"واجبه الجهادي" في سوريا، وفي العراق، هو من يقود
لبنان إلى الهاوية، هو من يهندس الخراب ويصب الزيت على نار الفتنة في الأقطار العربية".
وتطرق الحريري الى الوضع السياسي الداخلي،
متوقفاًعند "النجاح الذي حققته قوى "14 آذار" في تخليص لبنان من
"نكبة الأرثوذكسي"، وتفويت الفرصة على من كان يهندس "النكبة اللبنانية"،
من أسياد وجنرالات، هزمتهم وحدة "14 آذار" بقانون مختلط أعاد خلط الأوراق"،
لافتاً الى أن "الطرف الآخر أراد رأس "14 آذار"، فإذ بـ"14 آذار"
ترد لهم رأس "الأرثوذكسي" ميتاً، وترفع رأسها تحت سقف "لبنان أولاً"،
وتحت سقف حماية العيش الواحد بين اللبنانيين".
ورأى أن "ما تحقق مهم للغاية، ويجب البناء
عليه، في مسيرة قوى استقلالية لن تضيع بوصلة إنقاذ لبنان، وإن اضطرت للصبر على فجور
سياسي وطائفي ومذهبي، لم يشهده لبنان من قبل. هو "الوعد الصادق" بأن
"القانون الأرثوذكسي" لن يمر. هي العودة إلى الجذور، وعودة الروح إلى
"14 آذار"، لاستكمال معركة حماية لبنان".
وشدد على أنه " لا يسع "تيار المستقبل"
إلا أن يجدد التأكيد على أن أخوتنا الفلسطينيين، هم ضيوف أعزاء، في ديارهم وبين اهلهم،
ونحن وإياهم متمسكون في النضال من أجل حق العودة، بقدر ما نحن متمسكون بتأمين حقهم
في العمل والمسكن من أجل حياة كريمة، إلى حين الحصول على حق العودة، الذي هو حق مكرس
وفق القرارات الدولية".
وختم الحريري بالقول: "فلسطين كانت وستبقى
البوصلة، وهي في قلب "تيار المستقبل"، الذي يعاهد على البقاء اوفياء للقضية
الفلسطينية التي تربينا عليها، وعلى النضال من أجلها ولها، باعتبارها القضية الأم،
ومحور القضايا العربية، واننا على هذا العهد باقون، على عهد الرئيس الشهيد رفيق الحريري،
الذي حمل قضية فلسطين في قلبه، ناضل من أجلها في شوارع صيدا وبيروت، وصولاً الى اروقة
المؤسسات الدولية وكل عواصم القرار".
المصدر: المستقبل