المقدح: سنعتقل طه ونسلمه الى الجيش
الجمعة، 16 آذار، 2012
إنشغلت أمس الأوساط اللبنانية والفلسطينية بمتابعة قضية المطلوب للجيش «أبو محمد» توفيق طه. ولهذه الغاية تواصلت الاجتماعات بين الفصائل الفلسطينية داخل مخيم عين الحلوة بحثا عن «القطبة المخفية» لتسليم طه الى الجيش
وتبيّن للمتابعين أن هناك إجماعا فلسطينيا على تسليم مسؤول كتائب "عبدالله عزام" التابعة لتنظيم "القاعدة" توفيق طه المعروف بـ "أبو محمد" والمتّهم بتزعّم الخليّة الإرهابية السلفية التي كانت تخطّط لتنفيذ تفجيرات داخل ثكن الجيش.
وبرز اختلاف في الرأي حول طريقة تسليمه، إذ ثمة من يعارض اقتحام مقره ويؤيد مطالبته بتسليم نفسه في مقابل خطة تدبّر لاعتقاله في حال عدم قبوله بتسليم نفسه.
وفي هذا السياق، أكّدت مصادر فلسطينية لـ"الجمهورية"، أن الجيش طلب رسمياً من "القوى الوطنية والاسلامية" في مخيم عين الحلوة تسليم طه، وقالت ان مدير فرع مخابرات الجيش في الجنوب العميد علي شحرور، تواصل مع القوى الفسطينية وطلب منهم بلغة حاسمة ضرورة تسليم طه الى الجيش فورا، وإلاّ فإن ثمة إجراءات جديدة ستتخذ بدأت تترجم على الارض بتشديد الاجراءات الامنية عبر حواجز الجيش عند مداخل المخيّم حيث يخضع الأشخاص لتفتيش وتدقيق ما يؤدي الى ازدحام خانق.
وعلمت "الجمهورية"، أن اتصالات جرت مع إمام مسجد "القدس" في صيدا الشيخ ماهر حمود الذي دخل على خط الوساطة، وأمير "الحركة الاسلامية المجاهدة" الشيخ جمال خطّاب ومسؤول "عصبة الانصار" الشيخ أبو طارق السعدي، وبقية القوى الفلسطينية التي ابلغت الى قيادة الجيش رفع الغطاء عن المتهم ورفضها تحويل المخيّم بؤراً وملجأ للفارين من العدالة.
من جانبه، شدّد أمين سرّ حركة "فتح" وفصائل المنظّمة في لبنان فتحي أبو العرادات لـ"الجمهورية" على "اننا سنسلّم المسؤول عن الشبكة السلفية التي اخترقت صفوف الجيش أبو محمد طه للدولة اللبنانية، لأننا تحت سقف القانون"، قائلا "اننا نريد للتعاون أن يستمر ويتعزز بيننا وبين الجيش اللبناني"، مضيفا: "المرحلة صعبة وتتطلّب أقصى درجات التعاون والتكامل".
وبدوره قائد الكفاح المسلّح الفلسطيني في لبنان اللواء محمود عيسى "اللينو" أوضح "أننا على تواصل مع الجيش اللبناني وسنلاحق هذا الملف مثلما لاحقنا ملفات كثيرة لما فيه مصلحة الجوار وأمن المخيمات".
وأكّد قائد المقرّ العام في حركة "فتح" في لبنان اللواء منير المقدح لـ"الجمهورية"، ان طه "موجود في عين الحلوة، ولا أحد يعرف مكان وجوده بالتحديد، لكنه في المخيم حاليا"، وقال "ان اللجنة المتابعة الفلسطينية التي تضم كل الفصائل والفاعليات إجتمعت واعلنت رفع الغطاء عنه والعمل على تسليمه للجهات الامنية اللبنانية"، مشيرا الى "أن كشف مكان طه واعتقاله ليس سهلاً، لكن هناك طرق عدّة لإنهاء الموضوع واعتقاله وتسليمه للسلطات اللبنانية والامر سيتم في النهاية وسنعتقله بطرقنا".
وأكّدت مصادر فلسطينية في عين الحلوة لـ"الجمهورية"، أن "مشهد القوى في المخيّم واضح لا لبس فيه وهو توافق وإجماع على رفع الغطاء السياسي عن طه، ولكن عملية اعتقاله وتسليمه تحتاج الى تدابير امنية وعسكرية على ارض الواقع خصوصا في ظل الحديث عن انه متوار بين حيَّي "حطّين" حيث كان يقيم و"الطوارىء" حيث معقل "القوى الاسلامية"، وقالت ان "تحالف القوى الفلسطينية يؤيد تسليمه، بيد أنه عاجز عن اعتقاله بسبب عدم وجود قوة عسكرية لديه. كذلك الأمر بالنسبة الى فصائل "منظمة التحرير الفلسطينية".
كذلك، أكّدت المصادر الفلسطينية أن حركة "فتح" تملك القوة لاعتقال طه ولكنها تتخوف من الاشتباك مع "القوى الاسلامية" وادخال المخيم في آتون اقتتال داخلي هو ما يسبب تردّدها، ليبقى موقفها هو المفصل في أي اتجاه سيكون مصير المخيّم، فهل يتكرّر سيناريو "بديع حمادة" الذي قتل ثلاثة من عناصر مخابرات الجيش ولجأ الى المخيّم وتم تسليمه؟ ام سيناريو احمد عبد الكريم السعدي "ابو محجن" الذي لا يزال متوارٍ عن الانظار حتى الآن؟
ويرى المراقبون "أن الثابث هو أن مخيّم عين الحلوة يعيش مأزقاً على رغم التأكيد من أن طه متوارٍ عن الانظار وترويج إشاعات مفادها انه غادر المخيّم، في محاولة لتجنّب الكأس المرّة وتوتير العلاقة مع الجيش بعد النجاح في التعاون والتنسيق في أكثر من ملف.
بيد أن مخابرات الجيش ترصد كل التحرّكات وتؤكد مصادر عسكرية "أن طه ما زال داخل المخيم ويجب على القوى الفلسطينية تسليمه"
المصدر: جريدة الجمهورية