متابعة – لاجئ نت|| الأربعاء، 07 أيلول، 2022
تشهد المخيمات الفلسطينية في لبنان موجة هجرة طالت
عائلات بأكملها في ظل المعاناة المتفاقمة والأزمات المتلاحقة التي تعصف بلبنان، وبلغت
نسبة الفقر المطلق في أوساط اللاجئين الفلسطينيين في لبنان 90% بحسب أرقام وكالة
"الأونروا" وسط عجز مالي بقيمة 100 مليون دولار أمريكي
ووسط استمرار الحراك المطلبي في مخيمات لبنان منذ بدء مفاعيل أزمة الانهيار
اللبناني قبل عامين.
وتعاني فئة الشباب الفلسطيني التي تشكل النسبة الأكبر من
التعداد السكاني في المخيمات المشكلة الأكبر خاصة لعدم توفر فرص العمل وعدم توفر
الحقوق المدنية وفرص التعليم وافتقادهم الى الكرامة الإنسانية في ظل الظروف والمآسي
اليومية التي تحل بالمخيمات والتجمعات الفلسطينية مما يدفعهم الى الهجرة عبر قوارب
الموت بحثاً عن الأمن والاستقرار المعيشي وتحسين ظروف عائلاتهم.
وفي السياق أشار أمين سر الفصائل الفلسطينية في شمال
لبنان بسام الموعد في حديث صحفي أن المخيمات الفلسطينية في شمال لبنان حازت على
النسبة الأكبر من عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين هاجروا عبر البحر.
وأضاف موعد أن منطقة الشمال تعد الأكثر والأشد عوزاً بين
المخيمات الفلسطينية في لبنان الى جانب انعدام الحقوق المدنية للاجئين الفلسطينيين
في لبنان الى جانب ارتفاع نسبة البطالة وسط الشباب الفلسطيني.
وقال موعد بأن عدم استكمال اعمال مخيم نهر البارد والتأخير
هي سبباً من أسباب الهجرة رغم انجاز ثلثي المخيم القديم الا أن البطالة لا زالت
مرتفعة ومنتشرة في المخيم بعد فقدان كل مكونات الاقتصاد والمعيشة في المخيم خاصة بأن
مخيم نهر البارد كان شرياناً رئيسياً لمنطقة الشمال قبل أحداث مخيم نهر البارد عام
2007، وكان في حالة رخاء معيشي، ولكن اليوم يفقد لكل مقومات الحياة الكريمة ويعتبر
بمنطقة أشبه عسكرية وسط ارتفاع معدلات الفقر والبطالة داخل المخيم.
وأضاف موعد ان
ارتفاع نسبة البطالة في مخيم البداوي للاجئين التي باتت الشريحة الأكبر من سكانه لاكتظاظه
وقلة فرص العمل بالإضافة الى ارتفاع نسبة الفقر، وان نسبة العائلات التي تصنف أنها
تحت خط الفقر في المخيم تتعدى حاجز الـ90 في المائة".
وختم موعد
حديثه قائلاً إن "الأزمات المتلاحقة التي تمر على لبنان أثقلت كاهل اللاجئين
الفلسطينيين، ولا يوجد أيّ آفاق لحل الأزمة"، مشيرًا إلى أن ذلك "في ظل
غياب أي خطة إنقاذ ترسمها وكالة أونروا، والمؤسسات الإغاثية، والمرجعيات
الفلسطينية، والدولة المضيفة".
ويقدّر عدد
اللاجئين الفلسطينيين في لبنان حوالي 463,664 نسمة وفق إحصاءات أونروا للعام 2017،
والعدد الأكبر منهم يعيش داخل المخيمات والتجمعات من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال
في لبنان؛ حيث يُشّكل اللاجئون الفلسطينيون ما نسبته عُشر سكان لبنان الذي يتراوح
تعداده بحوالي 4,7 مليون نسمة، ويعيشون حياة صعبة للغاية بنسب بطالة وفقر شديدة.