المية ومية بانتظار حياته الطبيعية.. وباقي الاتفاق
وأهالي قتلى الاشتباكات طالبوا بإخراج «سليمان» من المخيم

الأربعاء، 31 تشرين الأول، 2018
مرت الليلة الأولى على مخيم المية ومية في صيدا
بهدوء ودون أن تسجل أية خروقات، فغابت أصوات القذائف والرصاص عن أجواء المخيم للمرة
الأولى منذ مساء الخميس الماضي بعد الاشتباكات التي شهدها بين حركتي «فتح» و«أنصار
الله» وأوقعت ثلاثة قتلى وعدداً من الجرحى.
فعلياً، دخل اتفاق تثبيت وقف النار حيز التنفيذ
في المخيم، بعد نشر قوة فصل مشتركة من الفصائل الفلسطينية تضم ممثلين لحركتي حماس والجهاد
والجبهتين الديمقراطية والشعبية مهمتها مراقبة مدى الالتزام بوقف النار. على أن تأتي
الخطوات التالية تباعاً وهي إزالة المظاهر المسلحة ودعوة الأهالي للعودة إلى المخيم
وفتح المدارس والمؤسسات واستئناف الحياة الطبيعية فيه. إلا أن ثمة بنداً لم يعلن ضمن
الاتفاق علمت «المستقبل» أن حركة فتح تصر عليه وهو تسليم المتسببين في الاشتباكات الأخيرة
وكل من أساء لأمن المخيم.
عضو قيادة حركة حماس في لبنان ومسؤولها السياسي
في منطقة صيدا أيمن شناعة قال لـ«المستقبل» إن اللجنة المكلفة بمتابعة وقف إطلاق النار
(قوة الفصل) باشرت عملها في المخيم الذي استتب فيه الأمن نوعاً ما ومرت ليلة هادئة
عليه بعد ليالي الاشتباكات. وأن اللجنة تموضعت في النقاط الحساسة داخل المخيم. أضاف:
بعد تثبيت وقف النار المسعى اليوم باتجاه سحب كافة المسلحين من الشوارع ومن منازل المدنيين
وثم العمل (اليوم) على عودة الأهالي إلى المخيم وإعادة الحياة إلى طبيعتها.
ورداً على سؤال عما يضمن استمرار الهدوء قال شناعة:
الأطراف المتصارعة إن صح التعبير داخل المخيم أدركت أنه لا مجال إلا العودة إلى طاولة
الحوار الحكيم والبنّاء، وأن القضية الفلسطينية مستهدفة من قبل الإدارة الأميركية ومن
قبل العدو الصهيوني. وأدركت كل الأطراف أنه لا بد من عودة الهدوء إلى المخيم وكل المخيمات
ومواجهة كافة المشاريع التي تستهدف قضيتنا. ونقول إن مواجهتها تستوجب إعادة إحياء الأطر
الفلسطينية المشتركة وتفعليها لتكون صفاً واحداً بمواجهة هذه المشاريع.
إلى ذلك، نفذ العشرات من أهالي قتلى الاشتباكات
الأخيرة في مخيم المية ومية اعتصاماً طالبوا خلاله بإخراج أمين عام حركة «أنصار الله»
جمال سليمان من المخيم، مطلقين شعارات وعبارات تطالب بالاقتصاص من قتلة أولادهم. ووجهوا
تحية إلى أهالي بلدة المية ومية وإلى الجيش اللبناني مؤكدين أنهم يريدون العيش بسلام
في المخيم ومع الجوار.
المصدر: رأفت نعيم - المستقبل