القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأحد 14 كانون الأول 2025

النازحون: من يُضرب بالعصي ليس كمن يعدُها!

النازحون: من يُضرب بالعصي ليس كمن يعدُها!
 

الجمعة، 04 كانون الثاني، 2013

اتصل بي أحد الأصدقاء من مخيم اليرموك، وقال لي: بعد أن قُصف منزلي، غادرناه، زوجتي وبناتي في مكان، وابني في مكان، وأنا في مكان!! سكتُّ ولم أجبه!! لم أعرف بماذا أجيب؟!وبماذا أواسيه؟! لعل هذه الحادثة وغيرها العشرات، بل المئات، ولربما الآلاف تختصر معاناة شعب بتغريبة جديدة، تنقصها الخيام ولكن فيها كل المأساة والمعاناة. الأزمة السورية دخلت في نفق مظلم، والقراءة الموضوعية للأحداث، وتسارعها يشير وبشكل واضح أن الحل ليس قريبا؛ وأن مسار الأمور تصاعدي ويدفع باتجاه المجهول.

مسار العنف الدائر دفع بالآلاف من الفلسطينيين ـ كما السوريين ـ ، إلى النزوح والهروب من القصف، وما عقّد الأمور أن حالة التأزم وبُعد الحل عن التطبيق يؤخر عودة النازحين، ما يعني أن عمليات إغاثتهم ومساعدتهم ستتطلب جهداً مضاعفاً ودعماً أكبر، وللأسف لا يبدو أن الدول المعنية مستعدة لذلك؛ فالأونروا التي وجهت نداء للحصول على المزيد من الأموال من أجل إغاثة النازحين لم تحصل سوى على 10%، وهي المسؤولة عن عمليات الإغاثة للنازحين، وتقع عمليات الإغاثة ضمن نطاق عملياتها.

أما منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية فإنهما تعانيان من أزمة مالية وحصار مالي خانق.وتحالف القوى الفلسطينية موارده المالية قليلة أصلا. والجمعيات الأهلية مهما كانت مواردها فإنها لن تستطيع أن تقوم بجهود إغاثة النازحين بمفردها. وصحيح أن هناك بعض المبادرات الفردية إلا أن كل ذلك لا يكفي ولا يسد الحاجة الإغاثية المطلوبة.والسؤال الذي ما يزال مطروحاً ما العمل؟!!

إن المطلوب اليوم معالجة لبنانية ـ فلسطينية، تضغط على المجتمع الدولي من أجل تمويل عمليات إغاثة النازحين، والتعامل بإنسانية مع هذا الموضوع، بعيداً عن الحساسيات أو الحسابات الضيقة، خصوصاً في ظل ما يعانيه النازحون؛ والذي لا يمكن لإنسان مهما امتلك من قوة البيان والفصاحة أن يعبر عنه، فمن يُضرب بالعصي ليس كمن يعدّها؟ وفهمكم كفاية.

المصدر: قلم