النازحين الفلسطينيين في مخيمات الشمال: الجميع يتجاهلنا ولا أحد يسأل عنا
الجمعة، 28 أيلول، 2012
ربيع فارس
من ألم النكبة والتشرد من فلسطين، الى مخيمات البؤس والحرمان في مخيمات اللجوء في لبنان وسوريا والأردن.. هذه هي معاناة الشعب الفلسطيني منذ أكثر من أربعة وستين عاماً.
بعد اندلاع المعارك في سوريا واشتدادها ووصولها الى بعض المخيمات، نزحت مئات العائلات الفلسطينية من مخيمات سوريا الى مخيمات لبنان، ومن بينها الى مخيم نهر البارد، الذي يعاني منذ عام 2007 نكبة النزوح وتدمير المخيم.
نزح الى المخيم أكثر من 150 عائلة، تقاسموا مع أهالي نهر البارد معاناة النزوح والتشرد ورووا لبعضهم روايات الألم .
ناصر قاسم
وفي مقابلة أجراها مراسل وكالة القدس للأنباء، مع النازح الفلسطيني عبد ناصر قاسم، القادم من مخيم "سبينه" الى مخيم نهر البارد، وعدد أفراد أسرته خمسة أشخاص ويستأجر بيتاً في المخيم القديم في منطقة الدامون، يقول إن الوضع سيئ جداً، وهو من يدفع إيجار البيت، ولا يتلقى مساعدة من أحد، لا نقدية ولا تمويل غذائي.. منذ حوالي خمسة أسابيع، تقوم المؤسسات بتسجيل العائلات النازحة، ولكنها تذهب ولا نرى شيئاً منها إلا مساعدة غذائية أتتنا في شهر رمضان). ويتابع بقوله: إن التعليم معلق الى الآن من قبل الأونروا، مع أنها وافقت على فتح المدارس لتدريس الطلاب النازحين. وأضاف: علينا أن نذهب كل 15 يوماً الى الأمن العام لمدة 3 مرات لنجدد الإقامة. وبعد المرة الثالثة، ندفع مبلغاً محدداً عن كل فرد. ويضيف أن العمل ممنوع لأن الدولة اللبنانية لا تمنح تصريح عمل للفلسطيني السوري للعمل في المخيم القديم، وفي ذات الوقت يعمل السوري داخل المخيم القديم معززاً مكرماً."
يوسف عبد الحليم
أما النازح يوسف عبد الحليم من مخيم "اليرموك"، الذي يستأجر منزلاً على خط البترول وعدد أفراد أسرته ستة أشخاص، فيصف الوضع "بالمزري" .. وهو لا يعمل ولا أحد يدفع له الإيجار، "مع أن اللجنة الشعبية قامت بعملية تسجيل.. وفي ذات الوقت لم يقدم أحد أية مساعدات.. وأيضاً الطبابة نعاني حتى نعالج في مراكز الأونروا."
صلاح مرعي خليل
النازح صلاح مرعي خليل، من مخيم "اليرموك" في سوريا، ويقطن في حي الكورنيش في المخيم الجديد وعدد أفراد أسرته خمسة أفراد، عاطل عن العمل، كحال غيره، ويدفع الإيجار من جيبه، ويصف الحال بالصعب مضيفاً أنه لم يتلق أية مساعدة من أحد، مع العلم أن الجميع يأتي ويسجل ويأخذ بيانات واحصاءات، وقال: "اليوم موعد دفع الإقامة 250 ألف ليرة لبنانية عن الأسرة كافة".
حسنة خليل
أما النازحة حسنة خليل الجنداوي من مخيم اليرموك"، جاءت الى مخيمات الشمال حيث تقطن عند ابنتها في نهر البارد وعدد أفراد أسرتها ثمانية أشخاص، فتصف حالها بأنه صعب للغاية: "حتى الأسعار .. هناك فرق كبير بين سوريا ولبنان وأن كل شيء غالي الثمن من الطبابة الى الإيجار والطعام".
أمين سر اللجنة الشعبية
وفي مقابلة أجراها مراسل القدس للأنباء مع أمين سر اللجنة الشعبية الدوري، محمد العامر، قال: إن اللجنة الشعبية تقوم بتسجيل أسماء النازحين لتتعامل معهم في المستقبل، وتتواصل مع مؤسسات المجتمع المدني لتقديم المساعدات لهم، وأن هناك بعض المؤسسات قدمت مساعدات غذائية لكنها لا تلبي حاجات النازحين. وبعض المؤسسات والفصائل قدمت مساعدات مثل منظمة التحرير الفلسطينية، ودار الأرقم، ومؤسسة النجدة.
وعن القضايا الأخرى، يقول: "أما التعليم لم يبدأ الى الآن.. وفي موضوع الطبابة تعاملت الأونروا مع النازحين كما كانت تعاملهم في سوريا. أما الوضع القانوني فيتم التواصل مع الأمن العام للحصول على إقامه دائمة والدولة تسهل عملية عودتهم الى سوريا وتحبذ عودتهم."
ومن المتوقع أن يزداد عدد النازحين في حال استمرار الأزمة في سوريا. ولغاية الآن، ليس هناك خطة لتعامل معهم من قبل الأونروا ولا من الفصائل.
الوعود كثيرة، والاجتماعات التي تعقدها وكالة الأونروا واللجان الشعبية ومؤسسات المجتمع المدني متواصلة. لكن ولغاية الآن، لم يصل الى النازحين شيئاً سوى كم هائل من الوعود، والنذر اليسير من المساعدات التي لا تسد رمقاً، ولا تطعم جائعاً، ولا تؤوي لاجئاً، ولا تداوي مريضاً. المطلوب تحرك جاد لحل قضية أهلنا النازحين من سوريا الى لبنان. لأن المشكلة إذا تفاقمت أصبحت أكثر تعقيداً، وسيصعب حلها ساعتئذ أكثر بكثير مما هي عليه الآن
المصدر: القدس للأنباء