النهار: محاولة اغتيال مسؤول عسكري في «فتح» أشعلت
محاور عين الحلوة

الإثنين، 24 آب،
2015
كما لم يكن مفاجئاً قبل نحو شهر اغتيال مسؤول
كتيبة شهداء شاتيلا في حركة فتح طلال البلاونة،المعروف بـ طلال الاردني قرب أحد مقاره
داخل مخيم عين الحلوة، وفي وضح النهار، لم يكم مفاجئاً اليوم محاولة اغتيال المسؤول
العسكري في حركة فتح، مسؤول (كتيبة شهداء ابو حسن سلامة) سعيد العرموشي داخل المخيم
وفي وضح النهار ايضاً.
تفاصيل محاولة الاغتيال
بعد ظهر يوم السبت وخلال تنظيم حركة فتح جنازة
احد عناصرها يوسف جابر،والذي قتل يوم الجمعة برصاص رفيقه في حادث فردي، اطلق مسلحون
مجهولون النار باتجاه المسؤول العسكري في حركة فتح سعيد العرموشي خلال وجوده مع مجموعة
من مرافقيه في الجنازة قرب حي حطين في الشارع التحتاني.وفيما نجا العرموشي من اي اصابة،
اصاب الرصاص ثلاثة من مرافقيه هم وليد الباشا ونزار عثمان وايمن التيجاني الملقب بايمن
العجل،واثر ذلك حصل اطلاق نار بشكل عشوائي، ما لبث ان تطور الى اشتباكات عنيفة بين
عناصر حركة فتح والعناصر السلفية والاسلامية المتشددة بدأت في الشارع التحتاني، وحي
الطوارئ وحطين، ثم توسعت وامتدت لتشمل معظم احياء ومحاور المخيم واستخدمت فيها مختلف
انواع الاسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية وتخللتها محاولات اقتحام وتقدم متبادلة لمواقع
واماكن تواجد الطرفين. واعتبرت الاشتباكات الاعنف منذ مدة طويلة، بخاصة ان اجواء التوتر
والاحتقان كانت لا تزال قائمة في المخيم منذ اغتيال طلال الاردني، وفشل قيادة حركة
فتح من الرد على اغتياله او توقيف مطلق النار عليه الاسلامي بلال بدر كما وعد مسؤول
قوات الامن الوطني الفلسطيني في مخيمات لبنان صبحي ابو عرب بعد ايام على الحادثة.
وادت الاشتباكات التي استمرت نحو 15 ساعة بشكل
متواصل وعنيف ومتقطع وخفيف احياناً الى مقتل ثلاثة عناصر واصابة 20 اخرين غالبيتهم
من حركة فتح، كما الحقت اضرارا مادية جسيمة في العديد من المنازل والمحال التجارية
والسيارات وشبكتي الهاتف والكهرباء.واجبرت كالعادة العديد من العائلات بخاصة النساء
والاطفال للخروج من بيوتهم سيرا على الاقدام باتجاه صيدا واماكن اكثر امناً،فيما اتخذ
الجيش اللبناني على حواجزه الثابتة عند المداخل الرئيسية الاربعة للمخيم تدابير واجراءات
احترازية، واقفل لبعض الوقت المداخل المؤدية الى داخل المخيم وسهل عمليات خروج النازحين،
علما ان بعض رصاص القنص طال مواقعه بخاصة في محلة تعمير عين الحلوة، كما طال الاتوستراد
الشرقي لجهة الحسبة في صيدا.
عرف من القتلى مصطفى صالح وربيع مشعور، ومن الجرحى
مسؤول كتيبة شهداء شاتيلا احمد النصر الذي جرى تعيينه مكان طلال الاردني،بلال اصلان،
غسان ابو العسل، محمد حسنين، وائل درويش،صالح ابو العردات، طارق بدران، محمد عوض، حسين
الهندي، حاتم ابو سويد وائل الصرصور، ممدوح الشهابي وهو شقيق الشيخ اسامة الشهابي.
تثبيت وقف اطلاق النار
وظهر اليوم توصلت اللجنة الامنية الفلسطينية العليا
اثر اجتماعات واتصالات متواصلة منذ الصباح في مسجد النور في المخيم من تثبيت قرار وقف
اطلاق النار بشكل نهائي وانسحاب المسلحين من الشوارع, ونظمت مع الحراك المدني والشبابي
تحرك ميداني في مناطق الاشتباكات، واعادت تثبيت عناصر القوة الامنية المشتركة فيها.
وكانت جرت اكثر من محاولة امس لوقف اطلاق النار
من قبل القيادات الفلسطينية الوطني والاسلامية، شارك فيها مدير مخابرات الجيش اللبناني
في الجنوب العميد خضر حمود مع المسؤولين الفلسطينين لم يلتزم فيها المسلحون، وخصوصاً
السلفيين منهمالذين واصلوا اطلاق النار ورصاص القنص طوال الليل وفي ساعات الصباح الاولى.
كما اجرت النائبة بهية الحريري اتصالات مع العميد
حمود ومع مسؤول قوات الامن الوطني ابو عرب وبعض القيادات الفلسطينية، وتمنت العمل سريعا
على وقف اطلاق النار ونزع فتيل التفجير حفاظاً على امن وسلامة المخيم واهله.
وادان امين عام التنظيم الشعبي الناصري اسامة
سعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها العرموشي،ورأى أن هذه المحاولة الآثمة إنما تشكل
حلقة في مسلسل عمليات الاغتيال والتخريب التي يشهدها مخيم عين الحلوة. وهي تهدف إلى
تفجير الأوضاع في المخيم وصولاً إلى تخريبه وتدميره.
المصدر: النهار