القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

الهلع يسيطر على مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بعد إصابات بفيروس كورونا


السبت، 15 آب، 2020

يسيطر الخوف والهلع على مخيم اللاجئين الفلسطينيين قرب مدينة صيدا اللبنانية، بعد الارتفاع الملفت لعدد المصابين بفيروس كورونا (كوفيد-19).

ومخيم عين الحلوة هو أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان، ويزيد عدد سكانه عن الـ75000 لاجئ فلسطيني، وتبلغ مساحته نحو 2.9 كلم مربع، ما يعني أن الكثافة السكانية عالية جدا.

وبالقرب من المخيم يوجد عدة تجمعات سكنية يعيش فيها مهجرون فلسطينيون من مخيمي النبطية وتل الزعتر المدمرين نتيجة للحرب الأهلية في لبنان.

دقت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا” الخميس، ناقوس الخطر جراء النتائج التي أظهرتها فحوصات الـPCR التي أجريت لحوالي 50 شخصا في مخيم عين الحلوة وفي غيره من المخيمات الفلسطينية حيث تبين إصابة 15 شخصا بالفيروس توزعوا على الشكل التالي: ثماني إصابات في مخيم عين الحلوة ليرتفع العدد إلى ثلاثة عشر إصابة، وثلاث إصابات خارج المخيم وإصابتان في مخيم كفربدا قرب مدينة صور وإصابتان في مخيم برج البراجنة قرب بيروت.

وذكرت "الأونروا” في بيان لها، أن الأرقام الإجمالية في آخر تحديث لها بلغت 148 حالة في أوساط اللاجئين الفلسطينين على الأراضي اللبنانية منذ بداية الأزمة وقد سجلت 4 وفيات، واعتبرت أن ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا في صفوف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ظاهرة خطيرة جدا لأسباب تتعلق بالكثافة السكانية وتردي الوضع الصحي والظروف العامة التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون داخل مخيماتهم البائسة، وجددت مناشدتها إلى جميع اللاجئين الفلسطينين للالتزام باقصى درجات الحيطة والحذر واحترام تدابير الوقاية وأهمها التباعد الجسدي ووضع الكمامات وعدم المصافحة أو لمس الوجه والابتعاد عن الأماكن المكتظه لأن الفيروس اصبح منتشرا جدا ولا سبيل للوقاية منه إلا عبر التحلي بالمسؤولية الفردية والجماعية.

ولفت مدير قسم الصحة في وكالة "الأونروا” الدكتور عبد الحكيم شناعة إلى أن الأمور أصبحت في مرحلة حساسة جداً بعد تسجيل عدة إصابات كورونا داخل مخيم عين الحلوة وبالتالي هذا يفرض على الفلسطينيين في المخيم القيام بالحجر الذاتي لأنفسهم وعدم الخروج من المنزل إلا للضرورة القصوى.

وطالب الدكتور شناعة بإغلاق كافة المقاهي وأماكن التجمعات في المخيم وعدم خروج الأطفال من المنازل والحفاظ على التباعد الإجتماعي والالتزام بإرتداء الكمامة لكي نحد قدر الامكان من انتشار فيروس كورونا وعدم التهاون في هذه المرحلة الخطرة.

من جهتها، رأت اللجان الشعبية الفلسطينية في لبنان، أن وتيرة الإصابات بفيروس كورونا كوفيد-19، تتصاعد في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، وأكدت أن هذه المخيمات أصبحت الآن في دائرة الخطر لطبيعة المخيمات حيث البيوت متلاصقة أضف إلى ذلك الاكتظاظ السكاني.

ورغم النداءات المتكررة من المؤسسات الصحية واللجان الشعبية إلا أن الاستهتار في أخذ الاحتياطات اللازمة درءاً لهذا الوباء ما زالت قائمة حتى أن مكاتب الفصائل الفلسطينية والمؤسسات الأمنية والتنظيمية تعج بالشباب علما أن هذه المكاتب معنية في الارشاد والتوعية للفلسطينيين في المخيمات ومن واجبها المبادرة بأخذ الاحتياطات اللازمة علاوة على التجمهر في الشوارع، وضرورة إقفال الأندية والمقاهي والامكان العامة والالتزام بمعايير السلامة العامة بارتداء الكمامات وغسل اليدين بالماء والصابون والتأكيد على التباعد والالتزام بالمسافة الآمنة.

بدورها، أشارت إدارة مستشفى الشهيد محمود الهمشري شرق مدينة صيدا إلى أن نتائج الفحوصات التي أجرتها خلال الأيام القليلة الماضية بينت أن هناك 8 إصابات مؤكدة في صفوف الفلسطينيين داخل مخيم عين الحلوة.

وطلبت من المرضى الذين تأكدت إصابتهم بفيروس كورونا بأن يقومو بحجر أنفسهم لمدة 14 يوما وعدم الإختلاط بأي شخص كان، وأن أي شخص لا يستطيع أن يحجر نفسه في منزله ستتكفل وكالة "الأونروا” بنقله إلى مركز الحجر التابع لها في سبلين جنوب العاصمة اللبنانية بيروت.

ولفتت إدارة مستشفى الهمشري إلى نقل شخصين فلسطينيين، أكدت إصابتهم بفيروس كورونا إلى مركز الحجر التابع لوكالة "الأونروا” في سبلين لكي يتم حجرهم هناك لمدة 14 يوم.

انتشار فيروس كورونا داخل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين وارتفاع عدد المصابين بهذا الوباء يشكل خطرا داهما على حياة الفلسطينيين، ويثير المخاوف والتساؤلات، هل يتفشى فيروس كورونا كوفيد-19 بشكل واسع داخل المخيمات ما يهدد حياة اللاجئين الفلسطينيين، خاصة بعد النتائج الايجابية التي أظهرتها فحوصات الـPCR للمخالطين المصابين بهذا الفيروس، وهل الخطر أصبح داهماً؟.

أسئلة كثيرة بدأت تطرح في الشارع الفلسطيني بعد ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا وبعد نتائج الفحوصات التي بينت انتشار الفيروس بشكل واسع، لذلك، سارعت اللجنة التنسيقية الصحية الفلسطينية لمنطقة صيدا لعقد اجتماع طارئ في مستشفى الهمشري ضم وفد من "الأونروا”، ومدير مستشفى الهمشري الدكتور رياض أبو العينين ووفود من الدفاع المدني الفلسطيني واللجان الشعبية وجمعية الشفاء وجمعية الهلال الأخضر والنداء الإنساني.

وتوقف المجتمعون أمام التفشي الخطير والمتزايد لفيروس كورونا المستجد وانتشاره داخل المخيمات الفلسطينية وخصوصا أنه في الآونة الأخيرة تم اكتشاف حالات جديدة مؤكدة داخل مخيم عين الحلوة، والحالات المكتشفة قد خالطت العديد من أبناء المخيم.

ودعت اللجنة الصحية الفلسطينية في بيان بعد الاجتماع، سكان المخيمات التقيد والإلتزام بقرارات وزارة الصحة ودائرة الصحة في "الأونروا” والمؤسسات الصحية العاملة في الوسط الفلسطيني، ومنع إقامة حفلات الأعراس والمناسبات والإحتفالات، وإقفال المساجد وبيوت العزاء واقتصار الجنائز على عدد محدد.

كما دعت إلى إقفال المقاهي وأماكن التسلية والترفيه والمؤسسات والبرامج الترفيهية الصيفية التي تقيمها المؤسسات والأنشطة، وعدم الخروج من المنازل إلا في الحالات الضرورية الطارئة وعدم التجول في الأسواق إلا للتزود بالحاجات التموينية وبقدر الضرورة.

وطالبت اللجنة الصحية بإتخاذ إجراءات السلامة الشخصية من ارتداء الكمامة والقفازات والتباعد قدر الإمكان.

وختمت اللجنة بيانها، بالتأكيد على أن المخيمات الفلسطينية في لبنان أصبحت اليوم في قلب عاصفة فيروس كورونا والخطر يدهمها بشكل ملفت وعلى الجميع أخذ الأمور بجدية وحذر وعدم التهاون والتساهل.

المصدر: عبد معروف - القدس العربي