القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

امتحان جديد.. حراك أمني "مشبوه" في مخيم عين الحلوة

امتحان جديد.. حراك أمني "مشبوه" في مخيم عين الحلوة


الجمعة، 03 أيار، 2019

تحت عنوان مخيم عين الحلوة... امتحان امني جديد، كتب محمود زيات في "الديار": من جديد يطل "الحراك الامني" من بوابة مخيم اللاجئين الفلسطينيين في عين الحلوة، الذي اجمعت جهات قيادية فلسطينية ولبنانية على وصفه بـ "المشبوه"، ليلفت انظار المراقبين والمتابعين، لما يشكله الملف الامني في المخيمات الفلسطينية في لبنان من اثارة سياسية وامنية، على المستويين الداخلي والخارجي، وسط خشية عبرت عنها اوساط سياسية فلسطينية ولبنانية، من استهداف جديد لملف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، تحت عنوان "التفجير الامني" في المخيمات.

التوتر الامني الذي يلف مخيم عين الحلوة منذ يوم الجمعة الماضي، على اثر عملية اغتيال مُدبَّرة نُفذها اسلاميون متشددون في وضح النهار وفق اتهام وجهته جهات امنية فلسطينية،، واستهدفت الفلسطيني محمد ابو الكل وهو احد عناصر حركة "فتح" و"الامن الوطني الفلسطيني"، ادخل "عاصمة" الشتات الفلسطيني في لبنان في خيارات مفتوحة، منها اللجوء الى الخيار العسكري... ما لم تنجح المساعي والاتصالات لتسليم الجناة، وهو خيار ترى فيه اوساط قيادية فلسطينية انه خلافي في الساحة الفلسطينية، لكنه اقل كلفة من خيار الفلتان الامني والابقاء على مسلسل الاغتيالات وجر المخيم بالجملة في تفجيرات، ولا طاقة للساحة اللبنانية على تحمل تداعياته على الامن الوطني اللبناني، ولا قدرة للفلسطينيين على دفع ثمنه.

وبالتزامن مع الاستنفارات العسكرية القائمة بين قوات الامن الوطني الفلسطيني وحركة "فتح" وفصائل اخرى من جهة، ومجموعات عسكرية من الاسلاميين المتطرفين المتمركزين في حي حطين عند الطرف الجنوبي للمخيم، جاء تأكيد من قيادة القوة المشتركة الفلسطينية، التي تجمع فصائل عدة، ومن بينها «عصبة الانصار الاسلامية» المنخرطة في لعب دور امني اساسي في القوة المشتركة مع حركة ««فتح» والفصائل الاخرى، على الحفاظ على امن المخيم وتحمل المسؤولية في ملاحقة الفاعلين واعتقالهم وتسليمهم للعدالة ومواجهة القتلة والعابثين بالامن والمحافظة على امن المخيم واستقراره، ايا كانت التضحيات والاعباء، والدعوة الى خلق ضغط شعبي من اجل تنفيذ قرار تسليمهم الى القضاء اللبناني، كسبيل لتجنيب المخيم اللجوء الى اي عمل عسكري، ووفق الاوساط نفسها، فان هذا التوجه يشكل اجماعا فلسطينيا من كافة القوى الوطنية والاسلامية الحريصة على قضية الشعب الفلسطيني، وعلى امن المخيم وامن الجوار اللبناني، والا ما معنى تشكيل قوة امنية من كافة القوى، لهدف واضح وصريح... حفظ الامن في المخيم وملاحقة المجرمين والقتلة وكل متورط باي عمل امني او اخلال بامن المخيم والجوار.

وبرأي الاوساط، فان اي تدهور امني يطال ساحة المخيمات الفلسطينية في لبنان، سيحمل الكثير من التداعيات المعقدة، بالنظر الى الظروف الخاصة والدقيقة التي تمر بها المنطقة، في ضوء الاستهداف الاميركي والاسرائيلي المدعوم مما يسمى "عرب الاعتدال" للقضية الشعب الفلسطيني ولاطراف المقاومة في فلسطين ولبنان، في اطار ما يطلقون عليه "صفقة القرن"، والتي يبدو ان ملف اللاجئين فيها له الحيز الاكبر في حلقات التآمر على القضية الفلسطينية لانهائها، وتنبه من ان ثمة من يسعى الى ارضاء الاجندة الاميركية في المنطقة، بتوترات امنية ترتبط بالوجود الفلسطيني في لبنان، من هنا تأتي الجدية التي يظهرها تحرك القيادات الفلسطينية في المخيمات الى الامساك بالوضع الامني، ومحاصرة اي محاولة لتفجير هنا او اشتباك هنا، لخلق توتيرات امنية تؤذي الوجود الفلسطيني وتلحق الضرر بقضية اللاجئين وحق العودة، وتسهم في خلق مناخ معاد للشعب الفلسطيني، وقد سمعنا في الماضي بعض الابواق التي شنت حملات عنصرية ضد اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان.

وبحسب ما تراه الاوساط القيادية الفلسطينية، فان كافة القوى الفلسطينية امام امتحان حقيقي في تحمل المسؤولية في حماية اكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان، والذي غالبا ما يكون على موعد مع حادث امني... وضحايا جدد يسقطون في الليل... وفي وضح النهار.

وكان قائد الامن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي ابو عرب، استعجل العمل على تسليم منفذ عملية الاغتيال الى القضاء اللبناني كي تتخذ العدالة مجراها، مؤكدا تصاعد وتيرة الاستنفار التي تقوم بها "قوات الأمن الوطني الفلسطيني" في مخيم عين الحلوة بهدف تسليم القاتل، وان قرار الحسم العسكري آخر خياراتنا، ولكن إذا اضطرنا الأمر فأن قواتنا مستعدة لإلقاء القبض عليه، مشيرا الى ان القاتل يتخذ من سكان حي حطين الذي يتوارى فيه دروعا بشرية.

بالمقابل، ببرز موقف "تحالف القوى الفلسطينية" الذي يضم حركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي" وتنظيمات اخرى، غابت عنه الحماسة للجوء الى خيار الحسم العسكري في ملف الاغتيال، وان كان شدد على ضرورة تسليم الجناة الى الجهات الامنية المختصة، لكنه و"من روح المسؤولية وحيث ان الاخوة في حركة "فتح" و"الامن الوطني" هم من اول الحريصين على امن شعبنا، فاننا نناشدهم عدم شمول اي اجراء لحي بكامله، نتيجة فعل اجرامي قام به شخص موتور، وتكون النتائج كارثية".

وتداولت اوساط فلسطينية ببيان ذُيِّلَ باسم المعروفين سابقا بـجماعة "تجمع الشباب المسلم" المتهم بالارتباط بالتنظيمات الارهابية التي قاتلت في سوريا والعراق، وتورطت في عمليات تفجير داخل المخيم وفي مناطق لبنانية، منها تورطه في جولات توتير امنية داخل المخيم، حصدت العشرات من القتلى والجرحى وخلفت اضرارا جسيمة، اخرها كانت قبل عام في حي الطيرة، وهي الجهة التي ينتمي اليها المتهم بالمتورط في عملية الاغتيال، وحمل البيان "حرصا" على امن المخيم وسكانه، «وانه يسعى الى تجنيب المخيم اي عملية اغتيال او اشتباك، لان المتضرر الاول اهالي المخيم والمستفيد الاول اليهود ومن يقودون صفقة القرن"!.

المصدر: الديار