القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 25 كانون الأول 2025

انتخاب 15 عضواً لإقليم لبنان برئاسة شناعة

انتخاب 15 عضواً لإقليم لبنان برئاسة شناعة

فريق عمل «مُنسجم» وتعزيز «الأمن الوطني»


الأربعاء، 25 كانون الأول، 2013

اختار أعضاء المؤتمر الثالث لحركة «فتح» في لبنان قيادة الإقليم لولاية العامين المقبلين، تتويجاً لاختتام أعمال المؤتمر الذي حمل اسم «الشهيد القائد أبو علي إياد» (وليد أحمد عمر – عمروش فلسطين)...

وتكمنُ أهمية عقد هذا المؤتمر أنه يأتي على بعد أيام من الذكرى الـ 49 لانطلاقة الثورة الفلسطينية (1 كانون الثاني 1965) مع الطلقة الأولى لـ «قوات العاصفة» الجناح العسكري لحركة «فتح»...

وهذا هو المؤتمر الثالث على الساحة اللبنانية، والثاني الذي ينعقد بعد المؤتمر العام السادس للحركة الذي عقدته في بيت لحم في الضفة الغربية خلال شهر آب 2009، وبعدما كان إقليم لبنان قد عقد مؤتمره الثاني في 9 تشرين الأول 2011. وحيث سبق عقد مؤتمر إقليم لبنان هذا، المؤتمر العام السابع للحركة، الذي من المقرر عقده خلال شهر آب 2014 في فلسطين في الضفة الغربية...

لقد أثبتت حركة «فتح» في لبنان الانضباط الكامل، وذلك من خلال عقد المؤتمرات في مواعيدها، وهذا تأكيدٌ على تجديد الحياة الديمقراطية داخل أطر الحركة، علماً أن استحقاقها هي كل عامين وفقاً للنظام الداخلي للحركة في الأقاليم...

وجاءت انتخابات قيادة إقليم لبنان – أي التنظيم - لمدة سنتين لتضع النقاط على الحروف، بعدما كثرت الأقاويل والاستهدافات بأن الحركة منقسمة على نفسها. وقد غذّى هذا الواقع البعض ممن حاولوا إضعاف الحركة لأهداف أصبحت معروفة التوجهات ولتعطيل مسيرة العمل...

وكانت حركة «فتح» أمام خيارين:

1- انتخاب لونٌ واحد وإقصاء من له وجهات نظر و«مناكفة» لأدائه.

2- إستيعاب كل من يؤكد التزامه بنهج حركة «فتح»، ويتعهد بطي الصفحة السابقة التي سبقت المؤتمر.

وأسفرت نتائج الانتخابات، عن فوز قيادة جمعت عدداً من الكوادر، حيث بات الإقليم يضم المخضرمين والشباب، وهو ما تتطلبه المرحلة الدقيقة، التي أمسّ ما يكون فيها الحاجة إلى تكاثف وتعاون الجميع، بخاصة أن الآفات بدأت تتغلل في صفوف الشباب في المخيمات والتجمّعات الفلسطينية، ووصلت لبعض المقرات الحركية، وهو ما يستوجب علاج جذري لاستئصال هذه الآفة...

يُمكن القول أن «فتح» في اليوم التالي للانتخابات هي غيرها عما سبق المؤتمر، حيث أجمع الأعضاء المنتخبون للإقليم أنهم سيعملون كفريق واحد «مُتجانس» و«متفاهم»، وليس «مُتناكف»، وهو ما تعاهدوا عليه خلال زيارة أضرحة شهداء الثورة الفلسطينية في بيروت، بعد الجلسة الأولى التي عقدها أعضاء الإقليم، وجرى فيها اختيار الحاج رفعت شناعة أميناً لسر الإقليم لولاية العامين المقبلين...

وبهذا فإن «فتح» ستكون بحلّة جديدة، سيتبعها خطوات لتعزيز دور «قوات الأمن الوطني الفلسطيني»، بعد النجاحات التي حققتها سفارة دولة فلسطين في لبنان وعلى رأسها السفير أشرف دبور لمواكبة متطلبات المرحلة، وبعد الزيارة التاريخية للرئيس محمود عباس «أبو مازن» إلى لبنان خلال شهر تموز 2013، والتي تعتبر الأولى له للبنان بعد اعتراف العالم بدولة فلسطين في أعلى منبر دولي في «الأمم المتحدة»...

وكان تأكيد من عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» المشرف على الساحة اللبنانية للحركة عزام الأحمد واضح وصريح بأن لا تسويات في جعبته، وعلى الجميع الالتزام بالأطر التنظيمية الداخلية، وأنه «تعلمنا في حركة «فتح» أن نتعامل مع الواقع الفاسد لنقضي عليه لا نتلوث به». وهذا كلام حاسم بشأن بعض ما يجري، ويتردد، ومحاولات توجيه رسائل بأهداف متعددة، بخاصة ما سبق انعقاد المؤتمر ونخلل عقده، وما يُمكن أن يليه، من قنابل وعبوات انفجرت في نقاط محددة في مخيم عين الحلوة، والتي وصفت بأنها كانت رسائل مكشوفة الأهداف والغايات!...

حضر حفل افتتاح المؤتمر، الذي عقد يوم الأحد 22 كانون الأول 2013 في «قاعة الرئيس ياسر عرفات» في سفارة دولة فلسطين في بيروت، فاعليات دبلوماسية تمثل سفارة جمهورية مصر العربية، وسفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فضلاً عن حضور حزبي لبناني، وعن الفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية، ولجان شعبية وأهلية وشخصيات.

وقد أشرف على أعمال المؤتمر عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» مسؤول الأقاليم الخارجية الدكتور جمال محيسن وعضو المجلس الثوري للحركة مسؤول الأقاليم العربية الدكتور سمير الرفاعي.

وبعد جلسة الافتتاح والكلمات وعلى وقع الأناشيد الثورية الحماسية التي أعادت إلى الأذهان اللحظات الأولى لانطلاقة العمل الفدائي الفلسطيني، وتسمية المؤتمر باسم الشهيد أبو علي إياد، صاحب المقولة المشهورة: «نموت واقفين ولا نركع»، جرت أعمال المؤتمر التي استهلت بعد الجلسة الافتتاحية بعرض تقرير عن أعمال إقليم لبنان، ومداخلات لعدد كبير من الأعضاء، ونقاشات حول كيفية تطوير الأداء الفتحاوي، قبل أن يفتح باب الانتخاب، بمشاركة 165 عضواً، من أصل 168، حيث تنافس على 15 مقعداً 39 مرشحاً.

تنافس وليس «مناكفات»

وكان التنافس على أشدّه خصوصاً بشأن المراكز الأخيرة من اللائحة، والتي فرقت فيها الأصوات على صوتٍ بين أكثر من متنافس، حارمةً بعض الطامحين الفوز.

وفي النظام الداخلي لحركة «فتح» احترام وتقدير كبير للمرأة الفلسطينية لذلك فإنه يعتز بوجود وحصول المرأة على 20% في كافة المراكز الحركية، ولهذا فقد فازت 3 نساء في عضويتها، وهو ما يُشير إلى القوة التي تمثلها - أي خمس أعضاء قيادة التنظيم.

وبعد فرز الأصوات، أعلنت نتائج الفائزين الـ 15، وهم: الحاج رفعت شناعة ونال (128 صوتاً)، عاطف عبد العال (116 صوتاً)، منذر حمزة (114 صوتاً)، الدكتور محمد داود (101 صوت)، زهرة الربيع (99 صوتاً)، الدكتور رياض أبو العينين (95 صوتاً)، غسان عبد الغني (91 صوتاً)، حسين فياض (81 صوتاً)، المهندس منعم عوض (80 صوتاً)، آمال الخطيب «أم ساري» (79 صوتاً)، أبو إياد الشعلان (76 صوتاً)، طالب الصالح (75 صوتاً)، عليا العبد الله (74 صوتاً)، محمد زيداني «أبو أحمد» (73 صوتاً) والدكتور سرحان سرحان (69 صوتاً).

ويوم الاثنين عقدت الجلسة الأولى لأعضاء قيادة الإقليم الفائزين بحضور الأحمد ومحيسن وعدد من المسؤولين، تم خلالها تسمية الحاج رفعت شناعة أميناً للسر وفقاً لاقتراح أعضاء الإقليم، على أن يتم لاحقاً تعيين نائب لأمين السر.

وتم التأكيد على أن يكون العمل داخل الإطار التنظيمي، تنسيقي وليس «منكافات».

وبعد الانتهاء من الجلسة الانتخابية قام الأحمد ومحيسن وسفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور، وأمين سر قيادة الساحة لحركة «فتح» فتحي أبو العردات وأعضاء قيادة الساحة والرفاعي وشناعة وأعضاء قيادة الإقليم، بزيارة أضرحة شهداء الثورة الفلسطينية في مقبرة الشهداء في بيروت.

وبإنجاز حركة «فتح» لهذه الخطوة، وبعد دمج كافة الأطر العسكرية في «بوتقة واحدة» ضمن «قوات الأمن الوطني الفلسطيني» بقيادة اللواء صبحي أبو عرب، وما سيتم من تفعيل لها، فإن الكثير يعوّلون على دور هام للحركة، الفصيل الرئيسي في الثورة الفلسطينية، بخاصة أن المرحلة المقبلة تتطلب تتضافر أوسع للجهود داخل الحركة ومع الفصائل الفلسطينية، والعلاقات مع مختلف الأطر اللبنانية الرسمية والأمنية والحزبية.

«اللـواء» التي واكبت الانتخابات كان لها لقاءات مع عددٍ من القيادات الفلسطينية للوقوف على آرائهم بشأن عقد المؤتمر العام الثالث لإقليم لبنان في حركة «فتح»:

الأحمد

عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» المشرف على الساحة اللبنانية للحركة عزام الأحمد أشار إلى «أن عقد مؤتمر إقليم لبنان له نكهةٍ خاصة، تختلف عن أي مؤتمر في أي إقليم آخر، بخاصة في ظل الأوضاع الراهنة والتحديات التي تواجه القضية الفلسطينية والأمة العربية، وتواجه أيضاً لبنان الشقيق، الذي سنبقى كفلسطينيين مدينين له الى الأبد، ونقول لولا احتضان لبنان للثورة الفلسطينية المعاصرة لما استمرت ثورتنا، ولما نجحنا في إعادة تكوين الشخصية الوطنية الفلسطينية المستقلة، والتي نعتبرها أهم إنجاز استراتيجي بعد نكبة العام 1948».

وشدد الأحمد على «إننا تعلمنا في المحاضرة رقم 1 لماذا أنا «فتح»، أن نتعامل مع الواقع الفاسد لنقضي عليه لا لنتلوث به، وهكذا علمتنا «فتح» ورواد «فتح» بقيادة الرئيس الخالد «أبو عمار» الذي ذهب بجسده لكن صورته وروحه وأفكاره باقية أمانة في أعناقنا حتى نستطيع أن نحقق ما سعى له هو والشهداء والمناضلين والأسرى، ونقول نعاهدهم أن نبقى على الطريق حتى نحقق كل المبادئ والأهداف التي انطلقت من أجلها ثورتنا الفلسطينية المعاصرة».

وأكد «لقد تعلمنا أن طريقنا متعرج لا يسير في خط مستقيم، وكما كان يردد شهيدنا الخالد «أبو عمار»، نحن نسير ليس في حدائق ورود وإنما في مناطق كلها أشواك ومتاعب، ورغم كل ما يدور وما نعيش من واقع صعب، إلا أننا حافظنا على أنفسنا وصمودنا، وقادنا خليفة ياسر عرفات، الرئيس «أبو مازن» بحنكة حققت الكثير من الإنجازات للقضية الفلسطينية، وفي طليعتها اعتراف العالم بدولة فلسطين في الأمم المتحدة».

ورأى أنه «لا وهم عندنا كقيادة فلسطينية أننا سنصل إلى شيء من المفاوضات الحالية، فما زالت الإدارة الأميركية مُرتهنه بالموقف الإسرائيلي، ولو أراد الرئيس الأميركي باراك أوباما أن يمارس ما أعلنه في «جامعة القاهرة» لعمل على ذلك في ولايته الأولى، ولكن المقترحات الأخيرة رفضناها جملة وتفصيلاً بالكامل وهي الخطة الأمنية، والحل الاقتصادي، تعني حل الدولة ذات الحدود المؤقتة، والتي نرفضها، وبالتالي لا وهم لنا، ولكن علينا أن نتعامل مع الواقع، ونأخذ نصائح أشقاءنا الصادقين الذي يسعون فعلاً معنا لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن أرضنا».

وختم الأحمد: «إن الرد الحقيقي على الفشل القادم في المفاوضات، هو إنهاء الانقسام في الساحة الفلسطينية، لأنه إذا أردنا فعلاً أن نتسلح، فإن حدتنا أقوى سلاح من كل الصواريخ، وأقوى من كل المدافع، ونأمل بجهود كافة الفصائل والقوى أن نستعيد وحدتنا وننهي الانقسام، فلسنا بحاجة إلى حوارات جديدة إطلاقاً، علينا أن ننفذ ما وقعنا عليه بعيداً عن أي تأثير خارجي خارج الساحة الفلسطينية».

محيسن

عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» ومسؤول الأقاليم الخارجية الدكتور جمال محيسن أشار إلى «أن عقد مؤتمر العام السادس، انسجاماً مع النظام الداخلي كل عامين أن ينعقد مؤتمر أقاليم، وسيعقد مؤتمرنا السابع العام المقبل، انسجاماً مع النظام الداخلي للحركة بعد مرور 5 سنوات، وهذا تكريس للحياة الديمقراطية داخل الحركة».

وشدد على «أن أهمية عقد هذا المؤتمر هي على أرض لبنان، ونحن نعشق لبنان وهذه الأرض الطيبة، إننا نعتز بكل أمتنا العربية التي قدّمت التضحيات من أجل القضية الفلسطينية، لكن هناك طعم آخر لأرض لبنان الطيبة التي تلاحم عليها الدم الفلسطيني مع اللبناني ليسجل أكبر أسطورة في الصمود أمام الجيش الإسرائيلي».

وأضاف: «إن عقد هذا المؤتمر يأتي في وقت يتعرّض فيه شعبنا في الوطن لمزيد من الجرائم الصهيونية التي تستهدف مجمل مشروعنا الوطني، حيث تتم الاعتداءات الإسرائيلية على مقدساتنا الإسلامية والمسيحية، ويهود الاحتلال القدس، ويتعرّض المسجد الاقصى لأخطر تقسيم للزمان والمكان، والقدس بحاجة اليوم إلى صلاح الدين الايوبي جديد ليحررها».

وأكد محيسن أنه «لدينا ثقة أن الشعب الفلسطيني يمتلك القدرة والإرادة ليسقط هذا الغزو الإسرائيلي، حيث ستبقى فلسطين عربية وإسلامية ومسيحية، وسيعود اللاجئون الفلسطينيون من الشتات إلى أرض الوطن».

أبو العردات

أمين سر حركة «فتح» وفصائل «منظمة التحرير الفلسطينية» في لبنان فتحي أبو العردات أوضح «إننا نستلهم اليوم اسم هذا المؤتمر من وحي روح الشهيد أبو علي إياد، بعد أن أنجزنا مؤتمرات المناطق بكل شفافية ضمن إطار من المناقشة والحوار والتقييم لكل التجربة الماضية، على هدى رمز فلسطين وصانع فجرها الشهيد الرئيس ياسر عرفات، ونمضي على خطى خليل الوزير وشهداء اللجنة المركزية المعاصرة».

وأكد «إننا نسير على نهج حركة «فتح» بقيادة الرئيس محمود عباس «أبو مازن»، حيث ينعقد المؤتمر في سفارة دولة فلسطين الآتية حتماً لكل الفلسطينيين، أينما وجدوا ليطوّروا هويتهم».

ورأى أبو العردات «انها ليست فقط الحركة الأطول عمراً والأكثر اشعاعاً والأعمق جذوراً، وليس من أهميتها كحركة قدّمت شهداء كثر على درب فلسطين، وأكثر عدد من المعتقلين، ولا تبرز الحركة أيضاً أنها الحركة التي ناضلت من أجل فلسطين وكانت الأكثر انفتاحاً واعتدالاً، بل تبرز أهميتها من خلالها أنها حركة الشعب الفلسطيني، وهي ستسمر في نضالها وحمل الراية من أجل فلسطين وعلى درب فلسطين حتى تحقيق العودة».

بركة

ممثل حركة «حماس» في لبنان علي بركة قال: «نهنئ الأخوة في حركة «فتح» في لبنان بانعقاد مؤتمرهم الإقليمي، ونتمنى لهم التوفيق والنجاح في خدمة القضية الفلسطينية بشكل عام والشعب الفلسطيني في لبنان بشكل خاص».

وأشار إلى «أن انعقاد مؤتمر إقليم لبنان، دليل صحة في الحركة، وخصوصاً في حركة «فتح»، مؤكداً على ضرورة التواصل المستمر والتنسيق الدائم بين «حماس» و«فتح» وبين كافة الفصائل في لبنان، من أجل تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني بشكل عام، وتحقيق أولويات شعبنا الفلسطيني في لبنان بشكل خاص، خصوصاً المحافظة على المخيمات الفلسطينية وتحييدها عن الصراعات الداخلية اللبنانية، وكذلك المطالبة بحقوق الشعب الفلسطيني في لبنان، وخصوصاً الحقوق المدنية والإنسانية واعمار مخيم نهر البارد».

وأضاف: «نحن في حركة «حماس» نؤكد أن أيدينا ستبقى ممدودة إلى الأخوة في حركة «فتح» وخصوصاً في قيادة لبنان من أجل منع الفتنة اللبنانية - الفلسطينية أو السنية – الشيعية، وكذلك سنعمل من أجل تفعيل القيادة الموحّدة للفصائل الفلسطينية في لبنان، لأن الفلسطينيين في لبنان هم ضيوف في هذا البلد، وعلى جميع الفصائل الفلسطينية أن تعمل كتفاً إلى كتف، وجنباً إلى جنب، من أجل حماية الوضع الفلسطيني والدفاع عن حقوق اللاجئين في لبنان، والانتقال بالسفينة الفلسطينية إلى بر الأمان، في ظل ما يجري في المنطقة من أحداث دموية قاسية، وما يجري على مسار التسوية الفلسطينية – الإسرائيلية، نؤكد على ضرورة التمسّك بحق العودة وعدم التنازل عن اي من حقوق الشعب الفلسطيني الثابتة والأساسية، ونطالب الأخوة في حركة «فتح»، وخصوصاً قيادة لبنان، بأن يبقوا على عهد منطلقات «فتح» الأساسية، «فتح» التي انطلقت في العام 1965 من أجل تحرير فلسطين، ومن أجل المحافظة على المقاومة الفلسطينية، ومن أجل مواصلة طريق الشهداء الأوائل الذين سقطوا على طريق تحرير القدس وفلسطين، وفي مقدمتهم الشهيد «أبو علي» إياد، حيث أطلقت حركة «فتح» اسمه على المؤتمر الذي انعقد في بيروت، وأن نبقى على عهد الشهداء جمعياً من أبو علي إياد، أبو جهاد، أبو يوسف النجار، الشيخ أحمد ياسين، فتحي الشقاقي، أبو علي مصطفى وإلى الشهيد ياسر عرفات».

وختم بركة: «نحن في حركة «حماس» مع وحدة حركة «فتح» ومعالجة كافة الإشكالات داخل حركة «فتح»، ونعتبر أن وحدة أي فصيل فلسطيني هي قوة للقضية الفلسطينية».

فيصل

عضو المكتب السياسي لـ «الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين» ومسؤولها في لبنان علي فيصل رأى «أن انعقاد المؤتمر الثالث لحركة «فتح» في لبنان يأتي في ظل ظروف عاصفة تجتاح المنطقة وترخي بظلالها على مزيد من التعقيد في الأزمة اللبنانية، وتؤثر بارتداداتها على الوجود الفلسطيني في لبنان، الأمر الذي يتطلب من الأخوة في حركة «فتح» التصدي لمجموعة من المهام تقع في مقدمتها الحفاظ على الموقف الفلسطيني الحكيم والصائب والمُجمع عليه فلسطينياً، وترسيخ سياسة الحياد الإيجابي الرافض لأي انجرار أو توظيف في آتون الأزمة اللبنانية، باعتبار ذلك يمثل مصلحة مشتركة للشعبين الشقيقين، ويصون الوجود الفلسطيني في لبنان وأمنه واستقرار في إطار صيانة أمن لبنان واستقراره ووحدته وسيادته، وبما يعزز العدالة الاجتماعية للفلسطينيين بإقرار حقوقهم الإنسانية، وهو ما يعزز العلاقات الأخوية الفلسطينية - اللبنانية ويدعم صمود اللاجئين في نضالهم من أجل التزام حق العودة عملاً بالقرار 194، وبصون الهوية الوطنية الفلسطينية وتجسيدها على أرض الواقع بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 حزيران وبعاصمتها القدس».

وأمل «أن تحتل مهمة ثانية الشراكة الوطنية في «منظمة التحرير الفلسطينية» في دفع القرار وإدارة مقدرات الشعب الفلسطيني بما يعزز الوحدة الوطنية، وصمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الإفقار والحرمان والنيل من كرامته ووجوده جزءاً هاماً في نقاشات ونتائج المؤتمر».

وتمنى فيصل على «حركة «فتح» إعادة تقييم تجربة المفاوضات بما يؤدي لوقفها والانسحاب منها، كونها محكومة بالفشل جراء السياسة المتطرفة لحكومة «إسرائيل»، وإعطاء الأولوية لإطلاق المقاومة الشعبية بكل أشكالها، والعودة لممارسة الدبلوماسية الفورية بالانضمام لكل مؤسسات «الأمم المتحدة» لمحاسبة «إسرائيل» وعزلها دولياً، حفاظاً على الثوابت الوطنية التي أرسى دعائمها البرنامج الوطني لـ «منظمة التحرير الفلسطينية»، وأطلق صرخته الرئيس الشهيد ياسر عرفات في الأمم المتحدة».

وأضاف: «نأمل للأخوة في حركة «فتح» النجاح في انعقاد المؤتمر، الذي يوفر مناخاً ديمقراطياً، ومنصة حوار داخلي ووطني للوصول لأفضل النتائج التي تقدم حلولاً لمشكلات شعبنا في لبنان، والتي من شأنها أن ترفع سقف النضال الفلسطيني من أجل حقوقه الوطنية والاجتماعية، وتعزز روح الوحدة الوطنية على روح الانقسام البغيض، وتدفع بالعلاقات الفلسطينية خطوات هامة إلى الأمام، وتوفر المناخ لأفضل العلاقات الأخوية الفلسطينية – اللبنانية».

وختم فيصل: «وكلنا ثقة من قدرة إخوتنا في حركة «فتح» للتصدي لهذه المهام كما عوّدتنا «فتح» على الدوام، بروح الوحدة مع جميع الفصائل والقوى لتجاوز الصعاب والفتح على المستقبل، وعلى تقرير المصير بالدولة المستقلة والعودة».

المصدر: هيثم زعيتر اللواء