القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

انتصار غزة يطلق مبادرات إسلامية لوقـف الشـحن المذهبي في المنطقة

انتصار غزة يطلق مبادرات إسلامية لوقـف الشـحن المذهبي في المنطقة
 

الثلاثاء، 27 تشرين الثاني، 2012

تعتبر اوساط اسلامية مطلعة ان معركة غزة ونتائجها وما كشفته من معطيات حول دور ايران و«حزب الله» وسوريا في دعم قوى المقاومة الفلسطينية، «شكلت تطورا استراتيجيا قد يؤدي الى تغيير مجرى الاحداث في المنطقة واعادة تصويب وجهة الصراع من صراع اسلامي - اسلامي او عربي - ايراني او شيعي - سني الى صراع بين قوى المقاومة من جهة، والقوى الساعية الى دفع المنطقة نحو صراع مذهبي شامل من جهة اخرى.

وتضيف الأوساط نفسها أن هذه المعركة «قد تفتح الباب امام اطلاق مبادرات جديدة تشبه المبادرة التي اطلقها «الاخوان المسلمون» في سوريا بعد حرب غزة في اواخر العام 2008 وبداية العام 2009 والتي تضمنت انهاء ما أسميت «جبهة الخلاص الوطني» التي ضمت اضافة الى «الاخوان»، نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام وشخصيات سورية معارضة، وقد عمد «الاخوان» السوريون انذاك، الى دعوة الرئيس بشار الاسد الى تبني مشروع اصلاحي متكامل واطلاق سراح المعتقلين السياسيين واعادة المبعدين الى خارج سوريا».

وبرغم اختلاف الظروف السياسية والميدانية بين معركتي غزة الاولى والثانية، فان الاوساط الاسلامية تتحدث «عن مرحلة جديدة تعيشها المنطقة كلها ستدفع «الاخوان المسلمين» الى اعادة ترتيب اولوياتهم في ظل ما يواجهونه من تحديات في كل الدول التي نجحوا في تحقيق نجاحات انتخابية او وصلوا الى الحكم فيها، سواء بسبب اخطائهم في ادارة المرحلة الانتقالية او بسبب الحملة السياسية والاعلامية المنظمة والممولة التي يتعرضون لها من عدد من دول خليجية لافشال تجربتهم والحيلولة دون تمدد تجربتهم الى الخليج العربي».

وتكشف مصادر قيادية اخوانية ان «الاخوان المسلمين» يواجهون في عدد من الدول الخليجية حملة اعتقالات واسعة «بحجة انهم يعملون للامساك في الحكم في هذه الدول، كما يتم التضييق على نشاطاتهم السياسية والدعوية والاعلامية في هذه الدول، وفي المقابل، يتم توجيه الدعم الى المجموعات السلفية في اكثر من دولة عربية لمواجهة «الاخوان» وزيادة الضغط عليهم».

وتعترف المصادر الاخوانية بارتكاب «الاخوان» اخطاء سياسية وخصوصا في مصر وتقول انها كانت تفضل عدم تصدي «الاخوان» للرئاسة والحكم، ولكنها تشير الى ان ما حصل كان فوق ارادة «الاخوان» وان التحديات التي حصلت هي التي دفعتهم للتصرف بهذه الطريقة.

اما عن تقييم معركة غزة، فتؤكد مصادر اسلامية مطلعة «ان هذه المعركة كشفت عن عدم صحة ما كان يقال عن وجود محور جديد يضم قطر وتركيا ومصر و«حماس» و«الأخوان» والسعودية يعمل ضد محور «حزب الله» وايران وسوريا، فحركة «حماس» كانت في قلب هذه المعركة الى جانب «حركة الجهاد الاسلامي» وقوى المقاومة الفلسطينية الاخرى وان دور «حزب الله» وايران كان اساسيا في دعم قوى المقاومة تسليحا ومالا وتدريبا، وتؤكد أن ما جرى في غزة سيشكل دفاعا استراتيجيا مستقبليا عن «حزب الله» وايران.

وحسب المصادر نفسها، فان معركة غزة والتطورات في مصر ستدفع «الاخوان المسلمين» الى اعادة البحث في اولوياتهم السياسية والاستراتيجية وقد تدفعهم مجددا لاعادة تزخيم الحوار مع ايران و«حزب الله». وتقول المصادر «ان مسؤولا ايرانيا ابلغ احد قياديي «الاخوان» ان ايران تملك 33 سنة تجربة في الحكم وادارة الصراع ومواجهة التحديات وان من مصلحة «الاخوان» الاستفادة من هذه التجربة والبحث عن اشكال التعاون مع ايران بدل الاندفاع في صراعات غير صحيحة او الرهان على دول لا ترغب في نجاح تجربة «الاخوان» الجديدة بل هي تفضل السلفيين عليهم، وهذا ما اكتشفه الاخوان في الاشهر الأخيرة».

وفي المقابل، تدعو المصادر الاسلامية «حزب الله» والقيادات الشيعية في المنطقة العربية وخصوصا المرجعيات الدينية والسياسية في العراق الى القيام بمبادرات عملية للتخفيف من الاحتقان المذهبي من خلال وقف بعض التصرفات الاستفزازية وخصوصا في الدول ذات الغالبية السنية والقيام بجهود سياسية حقيقية لمعالجة الازمات في لبنان والعراق والبحرين وسوريا عبر تقديم تنازلات سياسية تساهم في معالجة «الخوف السني» والعمل لانجاز مصالحات شاملة في كل المنطقة بدل الرهان على تفاهمات دولية واقليمية سواء مع اميركا او مع تركيا على حساب بقية الدول العربية».

المصدر: قاسم قصير - السفير