انتفاضة القدس تجمع الطيف الفلسطيني في
مهرجان حماس «بالوحدة والأنتفاضة نحمي القدس والأقصى»

محمد
السعيد/ لاجئ نت
تحت عنوان «بالوحدة والأنتفاضة نحمي القدس والأقصى» وبدعوة من حركة المقاومة الإسلامية «حماس» لبت الآلاف من جماهير الحركة لنداء الذي اطلقته لحضور المهرجان
الداعم للمقاومة وانتصاراً للقدس والأقصى وذلك في مدينة صيدا بحضور السفير
الفلسطيني في لبنان الأستاذ أشرب دبور وبمشاركة«فتحاوية» ممثلة بأمين سر حركة «فتح» وفصائل «منظمة التحرير الفلسطينية» في لبنان فتحي أبو العردات، وقائد الامن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء
صبحي أبو عرب، وقائد القوة الامنية المشتركة اللواء منير المقدح، العميد محمود عبد
الحميد عيسى «اللينو»، كما حضر المهرجان المسؤول السياسي لـ «الجماعة الاسلامية» في الجنوب الدكتور بسام حمود، ولفيف من العلماء وممثلي القوى الفلسطينية
الوطنية والاسلامية اللبنانية والفلسطينية وحشد من ابناء مختلف المخيمات الفلسطينية
في لبنان.
كان في استقبال المشاركين اضافة إلى بركة،
نائب المسؤول السياسي لحركة «حماس» في لبنان الدكتور أحمد عبد الهادي «أبو
ياسر» وأعضاء القيادة «عبد الحليم مشهور، رأفت مرّة، ياسر علي، زياد حسن، ممثل
منطقة صيدا أبو أحمد فضل، ممثل منطقة صور جهاد طه، ممثل مدينة صيدا أيمن شناعة، ممثل
المية ومية رفيق عبدالله، ومسؤول الإعلام في صيدا وليد كيلاني».
تضمن المهرجان عدة وصلات إنشاديه لفرقة
امجاد للفن والتراث، وفريق الوعد للفن الإسلامي والمنشد عامر الأشقر، كما شهد المهرجان
عدة عروض مسرحية تحكي ثبات النساء المقدسيات في وقفة مع «انت النصر بوقفتك» بالإضافة إلى تسليط الضوء على عمليات الطعن التي يقوم بها الشباب الفلسطيني
في الانتفاضة الأخيرة. وقد زينت الأجواء ما رفعه المشاركون من أعلام فلسطينية موحدة
على وقع الأناشيد الثورية والجهادية التي ألهبت الحضور.
كلمة حركة المقاومة الإسلامية «حماس» ألقاها ممثل الحركة في لبنان الأستاذ علي بركة شدد فيها على التمسك بحق
العودة إلى فلسطين معتبراً ان الانتفاضة والمقاومة هي طريق العودة وإقامة الدولة المستقلة
وعاصمتها القدس الموحدة مشيراً إلى ان الشعب الفلسطيني في لبنان بكل فصائله واتجاهاته
حريص على السلم الاهلي في لبنان والمحافظة على أمن المخيمات واستقرارها، وشدد على
إقامة ا فضل العلاقات الأخوية مع الدولة اللبنانية والشعب اللبناني»، مطالباً «الحكومة بضرورة اقرار الحقوق المدنية والاجتماعية للشعب الفلسطيني
وإعادة إعمار مخيم نهر البارد، ووكالة «الاونروا» تحسين خدماتها»، كما رفض بركة «الزج بالوجود الفلسطيني بالأزمات في المنطقة والمذهبية منها او استخدامها
لمشاريع مشبوهة وهي ليست صناديق هي محطات نضالية على طريق العودة إلى فلسطين».
من جهة أخرى، رأى بركة أن «الانتفاضة اعادت
القضية الفلسطينية إلى الصدارة وصوبت البوصلة نحو القدس وستقهر الجيش الصهيوني الذي
لا يقهر». وأكد «إن انتفاضة القدس
هي الرد الطبيعي لشعبنا الفلسطيني على جرائم الاحتلال الصهيوني، وخصوصاً إحراق العائلات
وتدنيس المقدسات ومصادرة الأراضي».
وأضاف «إن هذه
الانتفاضة المباركة جاءت لنؤكد أن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن المسجد الأقصى المبارك
أبداً، ولن يتركه وحيداً ولن يسمح بتقسيمه أو الاستيلاء عليه لبناء الهيكل المزعوم
مكانه»، كما أكد بأن « إن هذه الانتفاضة المباركة أكدت
أن الشعب الفلسطيني موحد في الداخل والخارج في وجه الاحتلال ولن يسمح للعدو في الاستفراد
بأهلنا في القدس أو في الضفة أو في القطاع أو في الأراضي المحتلة عام 1948، فعدونا
واحد ومعركتنا واحدة، فإما النصر وإما الشهادة».
وفي نهاية خطابه قدم بركة نائب رئيس
المكتب السياسي لحركة حماس الأستاذ اسماعيل هنية لكلمة عبر تقنية الـ«الفيديو كونفرنس»
شدد فيها أنه أنه لا توجد قوة
في الأرض قادرة علي إخماد جذوة الانتفاضة، مشيرًا إلي أن «انتفاضة القدس» ستستمر حتي
تحرير المسجد الأقصي المبارك، وقال هنية : «نحن أمام منعطف تاريخي وأمامنا فرصة استثنائية
انطلقت من الأقصي والقدس للدفاع عن مسرى رسولنا صلى وأن المساس بالأقصي يعني تفجير
الغضب بوجه الاحتلال».
وأضاف هنية : «إن
محاولات تقسيم الأقصي واستمرار حصار غزة لن تمر إلا علي دمائنا» وذلك ردنا علي استباحة القدس الأقصي واستمرار بناء المستوطنات واستمرار حصار
غزة والاعتداء علي أبناء شعبنا.
وتابع هنية: إن
«الانتفاضة أسقطت كل التحليلات التي كانت تقول إن زمن الانتفاضات قد ولَي، وهناك من
يعتقد أن شعبنا مل الانتفاضات وأنه لن ينهض مجددًا بعد مسيرةٍ طويلة من الحروب والسور
الواقي والاستفراد بشعبنا الفلسطيني، لتأتي الانتفاضة كل المعادلات وتقلب الفكر الانهزامي
والتحليلات اللامعقولة في أن شعبنا يريد الحرية من الاحتلال».
ورد هنية علي رئيس
السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذي وصف «انتفاضة القدس» بأنها «انتفاضة شباب فاقد
الأمل»، بالقول: «يُخطئ من يعتقد أن هذه الانتفاضة هي انتفاضة المحبطين واليائسين،
بل هي انتفاضة المنتصرين الواثقين بالوصول إلي المسجد الأقصي وواثقين بوعد الله تعالي».
وقال هنية : «الانتفاضة
أسقطت كل التحليلات التي كانت تقول إن زمن الانتفاضات قد ولَي، وهناك من يعتقد أن شعبنا
مل الانتفاضات وأنه لن ينهض مجددًا بعد مسيرةٍ طويلة من الحروب والسور الواقي والاستفراد
بشعبنا الفلسطيني، لتأتي الانتفاضة لنقض كل المعادلات وتقلب الفكر الانهزامي والتحليلات
اللا معقولة في أن شعبنا يريد الحرية من الاحتلال».
ولفت إلي أن «انتفاضة
القدس» «وحدت الشعب الفلسطيني والأرض في الوطن والمنافي والشتات، فقد كانت الشرارة
من الأقصي، لكن صداها وصل لكل المناطق الفلسطينية». مضيفًا بأن الانتفاضة الحالية «نجحت في ضم
كل الفصائل في المواجهة مع الاحتلال والانصهار في بوتقةٍ واحدة، فيما فشلت فيه الأعوام
الماضية التي كانت شاهدةً علي الانقسام الفلسطيني».
وأشار هنية إلي
«أن الانتفاضة جاءت في ظروفٍ بالغة التعقيد علي المستوي المنطقة وانشغال الشعوب بآلامها
وانشغال المنطقة بالصراعات»، لافتًا إلي أن «الانتفاضة تمكنت من تجاوز الخلافات
الداخلية والتوحد لضرب العدو بقوس واحد».
وأضاف: «إن الخلافات
في ساحتنا الفلسطينية ليست علي اقتسام السلطة أو النفوذ أو الحكومة؛ إنما في السير
علي طريق المفاوضات التي أتاحت للاحتلال بالاعتداء علينا وبناء المستوطنات، لذلك وجدنا
أن الشعب توحد بهذه الانتفاضة».
وأكد هنية أن حركة
«حماس» جاهزة لأي مشروع يتبني المقاومة نهجًا له، وهي مستعدة للاتفاق علي استراتيجية
موحدة لحماية استمرار الانتفاضة، التي رأي أنها ستنتهي بالتحرير والوصول إلي المسجد
الأقصي المبارك، داعيا الشعب الفلسطيني بكل فصائله وقواه للتمسك بحماية الانتفاضة والعمل
علي استمرارها وتصاعدها حتي تحقق هدفها بالحرية والعودة والاستقلال.
ولفت إلي أن «أفضل
سلاح يمتلكه هذا الشعب هو سلاح الثقة بالله وبالشعب القادر علي تجاوز عُقدة التسليح
وأنه بإبداعاته الفردية والجماعية قادر علي صنع الانتفاضة تلو الأخري نحو التحرير».
وشدد علي أنه «لا
توجد قوة في الأرض قادرة علي إخماد جذوة الانتفاضة أو كبح جماح شبان يرفضون الذل والهوان
والقيود «الإسرائيلية» علي الأقصي والاحتلال عامةً».
وقال: «علينا تعزيز
ثقافة المقاومة والممانعة في وجه الاحتلال وتعميق الوحدة الفلسطينية التي تتجلي بوادرها
ف الميدان، ونريد أن نكون صفًا واحدًا في مواجهة الاحتلال».
و وجه اسماعيل
هنية في كلمته تحية للبنان وشعبه علي دعم القضية الفلسطينية، ومعتبرًا أن لبنان هو
«بلد الصمود في خط المقاومة والممانعة»، وقال : «إن شعبنا
في لبنان الذي يعيش الانتفاضة اليوم بقي وفيًا لفلسطين متمسكًا بثوابته ومبادئه وقدسه
وأرضه رغم بعد المسافة وأن هذا الحق لا يضيع بالتقادم وأن العودة لأرض فلسطيني لا مساومة
عليها».