انتفاضة في المخيمات ضد الاونروا

الخميس، 14 كانون الثاني، 2016
أُغلقت أمس كافة المكاتب والمؤسسات التابعة
للأونروا، وأُخرج منها موظفوها، بسبب التحركات التي قام بها اللاجئون الفلسطينيون احتجاجا
على سياسة تقليص الخدمات الصحية. أشعلت هذه الانتفاضة وفاة عائشة نايف واضرام محمد
خضير (مخيم برج الشمالي شرق صور) النار بنفسه، ما أدى إلى اصابته بحروق بالغة في جسمه.
يُذكر أن خضير يعاني مرض التلاسيميا الذي
يستدعي تحويله إلى المستشفى من قبل الانروا، الا أن هذا لم يتم بعد قرار تقليص الخدمات.
لم تقتصر التحركات على مخيم برج الشمالي،
وتوسعّت أمس دائرة الاحتجاجات والتحركات التصعيدية لتشمل كافة المخيمات. في عين الحلوة
جرى اغلاق مكتب مدير خدمات الاونروا في مخيم عين الحلوة وأُخرج الموظفون منه، كما أغلقت
العيادات الصحية والمدارس واقفلت عيادة الاونروا في مخيم المية ومية، كما شهدت المخيمات
الفلسطينية في صور ومنطقتها، اضرابا شاملا، تخلله اقفال مدارس وعيادات الاونروا. الحال
نفسها في مخيم الجليل في بعلبك وسائر المخيمات.
اللجان الشعبية الفلسطينية أعربت عن غضبها
واستيائها مما وصفته «باهانة واذلال اللاجىء الفلسطيني بحرمانه أبسط حقوقه في تلقي
العلاج والاستشفاء»، واصفة قرارات الاونروا في ما يتعلق بالملف الصحي بغير المقبولة
وبأنها تسعى لتيئيس اللاجئين وتهجيرهم لانهاء حق العودة. وحمل بيان اللجان الاونروا
«المسؤولية عن وفاة عائشة حسين نايف وعمر محمد خضير وكل ما يتبعه من ازمات تعصف بالفلسطينيين
في لبنان»، معتبرة ان «ما يجري من الاونروا هو خطوة لتصفية حق العودة».
في مخيّم نهر البارد، أكد الحراك الشعبي
«التمسك بمطالبه التي تهم كافة أبناء الشعب الفلسطيني في لبنان، وهي المطالب الصحية
والإغاثية والتعليمية، وأن هذا هو حق لنا لدى وكالة الأونروا»، داعيا إلى «عدم تناسي
مطالب أهالي مخيم نهر البارد المظلوم والمحروم كافة حقوقه، وأبرزها الإسراع في إعادة
إعماره، وإعادة قيمة بدل الإيجار إلى العائلات التي لا تزال منازلها مهدمة، وإعادة
العمل بخطة الطوارىء التي التزمت بها الأونروا، والإلتزام بالتعاقد مع المستشفيات التي
كانت الأونروا متعاقدة معها عام 2013، ومطالبة الفصائل بالضغط على الأونروا لإجراء
ما يلزم، لتحديد ومعرفة كيفية هدر الأموال التي صرفت من أجل إعمار مخيم نهر البارد».
الفصائل دعمت متأخرة انتفاضة الاهالي، بعدما
فضلت في الأيام السابقة التزام الصمت. ولكن ازاء توسع دائرة الاحتجاج في كافة المخيمات،
بدأت الفصائل باصدار البيانات تباعا.
أشارت «حركة فتح» الى أن «ما تقدمه الأونروا
لشعبنا ليس منة من أحد وإنما هو حق لنا يجب أن نستلمه بشكل كامل»، مطالبة الاونروا
«بتأمين الخدمات المطلوبة كاملة، وبضرورة التراجع عن القرارات السابقة التي سببت الظلم
والأذى سواء لشعبنا في لبنان أو لإخوتنا الفلسطينيين اللاجئين من سوريا حيث يعيشون
أوضاعا مأسوية».
من جهته، رأى عضو المكتب السياسى للجبهة
الديمقراطية لتحرير فلسطين على فيصل ان «وكالة الغوث ومن خلفها الدول المانحة تمادوا
كثيرا في الاعتداء على حقوق شعبنا وهم واهمون ان اعتقدوا ان اجراءات الاونروا يمكن
ان تمر بدون تداعيات سلبية ستطال الدول المانحة نفسها»، داعيا «جميع الفصائل واللجان
الشعبية والحراكات الشبابية والمؤسسات على اختلافها على تنظيم اعتصام مركزي ومفتوح
امام المقر الرئيسي لوكالة الغوث في بيروت والتوجه نحو سفارات الدول الغربية».
المصدر: الأخبار