القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

انطلاق العام الدراسي "السوري" في صيدا: سلاحنا العلم.. وبه نبني الوطن

انطلاق العام الدراسي "السوري" في صيدا: سلاحنا العلم.. وبه نبني الوطن
 

الثلاثاء، 16 تشرين الأول، 2012

يكفكف الطالب محمد نور دموعه وهو يلتحق مع عشرات الطلاب السوريين من اترابه في احد مدارس صيدا ليكمل تعليمه الثانوي، اذ هجرته الاحداث الامنية في سوريا قسرا عن مدينته درعا بعدما استشهد والده قاسم نور بالقصف في 7 اب من العام الجاري، فوفد محمد تاركا عائلته الى مصيرها المجهول الى اعمامه.. في صيدا وقرر ان يتخذ من العلم سلاحا لاعادة بناء وطنه.

بين اترابه، يجلس محمد على مقاعد الدراسة في مبنى مؤسسة "الثقافة والعلوم" في المية ومية ـ صيدا التي تحولت على عجل الى مدرسة لاستقبال الطلاب السوريين من مرحلتي المتوسطة والثانوي، يمسك بكتاب وقلم، قبل ان يخط على اللوح ايات من القران الكريم صابرا ومحتسبا، قائلا "لا حول ولا قوة الا بالله، لقد التحقت بالمدرسة خوفا من ضياع العام الدراسي وكلني ثقة بان العلم افضل سلاح لمحاربة الجهل والتخلف واعادة بناء الوطن الذي يمر بمرحلة قاسية".

على ذات المقاعد، يجلس العشرات من الطلاب، لكل واحد منهم حكاية وذكريات اليمة مع النزوح عن بلدته، فيما القاسم المشترك الوحيد انهم قرروا ان يتحدوا الصعاب ويتعلموا وينجحوا في اعادة اللحمة وبناء الوطن.

في مبنى المدرسة المؤلف من اربعة طوابق وعشرات الغرف، انطلق العام الدراسي الجديد في يومه الاول بمنهاج سوري بعد تأخر عن اللبناني بنحو اسبوعين، بذل خلالهما المسؤولون التربويون جهودا كثيفة لتأمين الكتب والقرطاسية والهيئتين الادارية والتعليمية وكل ما يلزم، فانتظم اكثر من 210 طلاب ومازال الكثير على لائحة الانتظار، فيما تقرر ان يبدأ اليوم الدراسي من الساعة الثامنة صباحا حتى الواحدة والنصف بمعدل ست حصص.

صعوبة وتفهم

ويؤكد مدير القسم الثانوي وسيم الوفي "ان عقبات كثيرة كانت تعترض الطلاب، تم تذليلها وتوفير الكتب وفق المنهاج السوري فانطلق العام الدراسي بنجاح"، مشيرا الى اننا سنواجه بالتأكيد صعوبة في افهام الطلاب المنهاج على غرار ما كان يجري في المدارس السورية، اذ تغير عليهم المناخ والاجواء فضى عن انهم رفعوا اداريا ولا نريد ان يخسروا العام الدراسي".

وفيما تكفلت بعض المدارس الرسمية والخاصة في صيدا بإستيعاب طلاب السوريين من المرحلة الابتدائية والروضات ما دونها، ومدارس "الاونروا" استيعاب الطلاب الفلسطينيين النازحين، اوكلت عملية الإشراف الإداري على المدرسة، إضافة إلى الاهتمام بالإدارة التربوية والهيكلية التعليمية اللازمة لتأمين انتظام العام الدراسي إلى إدارة مدارس الإيمان التابعة للمركز الثقافي الإسلامي وجرى اتفاق مع "مؤسسة الثقافة والعلوم" لاستقبال الطلاب، فيما تمّ اختيار 17 استاذاً سوريا كمرحلة أولى، ليتولوا تدريس الطلاب وفق المنهاج السوري".

نجاح وامال

ويؤكد مدير مدارس "الايمان" رئيس "اتحاد المؤسسات الإغاثية" في صيدا كامل كزبر لـ "صدى البلد"، انه اليوم الاول من العام الدراسي ولدينا اكثر من 210 طلاب موزعين من الصف السابع حتى الثالث الثانية وهي المدرسة الوحيدة التي استقبلت الطلاب من المرحلتين المتوسطة والثانوية اما باقي الطلاب فقد وزعوا على بعض المدارس الرسمية والخاصة وما يميز ان مدارس الايمان بالتعاون مع المركز الثقافي الإسلامي ان الكادر التعليم يهو سوري وكذلك المنهاج ولدينا مجموعة كبيرة من الطلاب المقبلين على امتحانات رسمية واملنا كبير ان تتعامل وزراة التربية مع هذا الملف بشكل جدي وتحفظ لهؤلاء الطلاب حقوقهم في الترفع لعام دراسي، على امل العودة الى بلدهم، علما ان هؤلاء الطلاب سيسجلون على لوائح المدارس التي استوعبتهم لتقديم الامتحانات الرسمية لشهادتي "البريفية" والبكالوريا الثانية ولكن ضمن ترتيب خاص يأخذ بعين الاعتبار انهم طلاب سوريين، وقد بذلت رئيسة لجنة التربية الثقافة النيابية النائب بهية الجريري جهودا كبيرة لتحقيق هذا الهدف ونتوقع اصدار مرسوم بداية الشهر القادم بهذا الخصوص.

ونوه كزبر بالتعاون القائم وحل مشكلة الطلبة الوافدين إلى المدينة ومخيماتها، بالتنسيق مع وزارة التربية، ووكالة "الأونروا" و"اتحاد المؤسسات الإغاثية" في صيدا، وبلدية المدينة، و"مؤسسة الحريري"، و"الشبكة المدرسية لصيدا والجوار".

احصائية طلابية

واشارت آخر الاحصائيات الى وجود 1220 طالباً وطالبة سورية في صيدا ومخيماتها الفلسطينية، التحق منهم 700 في تسع مدارس خاصة في المدينة بدءا من العاشر من الجاري، تقاسمتهم وفقاً للمراحل العمرية، بنما الطلاب الفلسطينيين الوافدين من سوريا يفوق عددهم 500 طالب تم استيعابهم في مدارس "الأونروا" في مخيمي عين الحلوة، والمية ومية وفي صيدا ولكنهم بدأوا يشكون من عدم انتظام الدروس والتحقاهم في مدارس في دوام بعد الظهر واعطائهم نشاطات لا منهجية.

المصدر: البلد | محمد دهشة