القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

بـ«الفقر» و«الحجر».. هكذا يستقبل فلسطينيو لبنان عيد الأضحى


الجمعة، 31 تموز، 2020

في كل عام، وقبل أسبوع على الأقل من قدوم عيد الأضحى، تصدح مساجد مخيم البداوي (شمال لبنان) بالتكبير، معلنة اقتراب موسم الفرح والأضاحي، إلا أن هذا العيد لا يشبه الأعياد الماضية.

حجر وفقر

أسباب حزن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، هذا العام كثيرة؛ فقد قررت الحكومة اللبنانية العودة إلى الإغلاق التام بدءًا من يوم غد الخميس وحتى يوم الاثنين القادم، أي أن الفلسطينيين في لبنان سيقضون عيدهم الثاني هذا العام في بيوتهم، بسبب الحجر، وذلك إثر ارتفاع عدد المصابين بفيروس "كورونا" في لبنان إلى 4 آلاف و23، وارتفاع الوفيات إلى 54.

أما على الصعيد المالي، فالحركة التجارية شبه متوقفة في مخيم البداوي، وقاطنو المخيم لا يملكون المال لشراء مستلزمات العيد، كالزينة والملابس والألعاب، بعد ارتفاع سعرها، نتيجة انخفاض سعر صرف الليرة اللبنانية أمام الدولار الذي يساوي حاليا 8 آلاف ليرة، فيما معدلات البطالة والفقر تزداد هي الأخرى.

"حماس" تدعو إلى التضامن والتكافل الاجتماعي

مسؤول حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في مخيم البداوي، مهدي عساف، وصف الأوضاع والظروف الاجتماعية في المخيم، بـ"المأساوية والمزرية".

وأضاف خلال حديثه مع "قدس برس": "حالات الفقر تزيد يومًا بعد يوم، والبطالة وصلت في صفوف سكان المخيم إلى أكثر من 80%، وعليه نحاول جاهدين بالتعاون مع المؤسسات الخيرية والاجتماعية مساعدة الناس قدر الإمكان".

وتابع عساف: "نحن على أبواب عيد الأضحى، واللاجئون لا يملكون أموالًا لشراء ملابس العيد، بسبب ارتفاع أسعارها بشكل جنوني، نتيجة للتدهور الاقتصادي في لبنان، وتراجع القدرة الشرائية، فالعملة اللبنانية اليوم تكاد لا تكفي لشراء ربطة خبز وكيلو بطاطا لا أكثر".

وأردف: "هذه المؤشرات خطيرة جدًّا، وقد تتسبب بسرقات وحوادث أمنية، ما يتطلب منّا كفصائل أن نقدم دورًا أكبر، لحماية اللاجئين والمخيمات على حد سواء".

وأوضح عساف: "تأتي هذه الظروف، فيما الفصائل الفلسطينية شبه مفلسة، إلا أنها تسعى إلى تأمين مساعدات عبر مؤسساتها الاجتماعية لمساعدة أهلها في المخيمات قدر الإمكان".

وطالب عساف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بتحمل مسؤولياتها وتفعيل دورها أكثر لإنقاذ الشعب الفلسطيني، وأن لا تكتفي بتوزيع مبلغ مالي بسيط أو توزيع معقمات على الناس.

مهنة الأفران تضررت

والتقت "قدس برس" خلال جولتها في المخيم، بمحمد أبو تيم (صاحب مخبز) الذي أوضح أن ارتفاع أسعار السلع أثر على عوائده من المخبز؛ فعلبة الجبن وفقا لـ"أبو تيم" ارتفع سعرها من 35 ألف ليرة (4 دولارات) إلى 185 ألف ليرة (20 دولار)، إضافة إلى ارتفاع أسعار الزعتر والزيت.

وتابع "أبو تيم": "لم أرفع أسعار منتوجاتي، واعتمدت على خطة ارتفاع الطلب على المناقيش والربح القليل، وذلك بهدف مؤازرة الناس ومساعدتهم خلال هذه الفترة، خاصة أن الفطور يعدّ شيئًا رئيسيًّا عند أهالي المخيم".

من يشتري اللحم؟

أما أحد أصحاب محال بيع اللحوم، والذي فضل عدم الكشف عن اسمه، فحدّث "قدس برس" عن انهيار مهنة اللحامين في لبنان، وقال: "مهنّة اللحامين، هي أكثر المهن التي تأثرت نتيجة للأزمة الاقتصادية، البيع متوقف بسبب ارتفاع سعر اللحمة".

وأضاف: "اللحمة قد ارتفع سعرها من 14 ألفًا للكيلو الواحد لتصل إلى 50 ألف ليرة، وعليه لم أعد أشتري اللحمة، فالمواطنون هم أنفسهم توقفوا عن شرائها".

وتابع: "اعتدنا قبيل عيد الأضحى أن نجمع العجول أمام محلي لذبحها، أو أن تقوم الناس بتوصيتنا على اللحم خلال هذه الفترة، إلا أنني وعلى سبيل المثال لم أبع كيلو لحم واحد حتى هذه الساعة".

ويعاني لبنان، من ارتفاع مستويات البطالة، ومشاكل اقتصادية متعددة، نتج عنها انهيار سعر صرف الليرة أمام الدولار، وتدهور القدرات الشرائية عند المواطنين، واللاجئين الفلسطينيين في لبنان.