بالوثائق .. "الأونروا" تنوي طمس الثوابت
وترسيخ وجود الاحتلال في مناهجها

الإثنين، 20 آذار، 2017
كشف مصدر خاص من داخل أروقة "الأونروا"
لوكالة الرأي الفلسطينية أن دائرة التعليم في وكالة الغوث قررت إجراء عدة تعديلات على
المناهج الدراسية الفلسطينية الجديدة خاصة من الصف الأول إلى الصف الرابع الابتدائي،
تمرر من خلالها أفكار تعمل على طمس التاريخ والهوية والثوابت الفلسطينية.
وأكد المصدر - الذي فضّل عدم ذكر اسمه – لـ"الرأي"
أن الرئاسة العامة لوكالة الغوث في عمان أرسلت للمقر الإقليمي فيقطاعغزةنشرات
خاصة تحتوي على تفاصيل لحذف وتعديل بعض الموضوعات التي يتم تدريسها في مواد (التربية
الإسلامية، الرياضيات، التنشئة الوطنية، واللغة العربية) للصفوف من الأول حتى الرابع
للمرحلة الأساسية الفصل الدراسي الثاني من العام 2017 كمرحلة أولى والمرحلة الإعدادية
والثانوية كمرحلة ثانية.
المقاومة والاختلاط والثوابت
وأضاف المصدر ووفقا للمستندات والوثائق التي
حصلت "الرأي" على نسخة منها، أن عمليات الحذف والتعديل ترتكز على ثلاث قضايا
هي: العنف بقصد (المقاومة)، والجندر بقصد (الاختلاط)، وإلغاء ذكر القضايا السياسية
التي تتعلق بالثوابت الفلسطينية.
وقال: "إن هناك ورش عمل عقدت قبل يومين
مع عشرات المعلمين التابعين لمدارس الوكالة بهدف تدريبهم وإطلاعهم على مجمل التعديلات
المطلوب الالتزام حرفيا بها خلال الحصة الدراسية والتي وصلت إلى 58 تعديلًا".
تهديد ووعيد
وأكد المصدر أنه تم تهديد كل من لم يلتزم بالخطة
الجديدة بتحويله إلى التحقيق ووصولا للفصل النهائي من الخدمة إذا اقتضى الأمر.
وبين المصدر أن الهدف من هذه التعديلات هو حذف
ومحو كافة الرموز والمعالم الوطنية الفلسطينية وضرب الأساس الفلسفي والقيمي والوطني
للمناهج، وعلى رأسها حذف خريطة فلسطين ومسماها أيضا، وترسيخ وجود الاحتلال "الإسرائيلي"
على الأرض الفلسطينية وأنه صاحب حق.
وأضاف أن التعديلات تهدف أيضًا إلى عدم إظهار
رمزية مدنية القدس كعاصمة لدولة فلسطين وأيضا مسماها من كافة الموضوعات المنهجية، وأنها
مدينة للديانات السماوية الثلاث فقط وتمييع الوجود الإسلامي فيها، وعدم التطرق للحواجز
"الإسرائيلية" التي تمنع المسلمين من الوصل إلى مدنية القدس.
تمويه المفاهيم
وأشار المصدر إلى أن التعديلات تسعى أيضًا إلى
حذف واستبدال أي نص يتعلق بممارسات الاحتلال القمعية ضد الشعب الفلسطيني، مثلجدار
الفصل العنصريوالاستيطان وهدم البيوت وعمليات القتل اليومي والاعتقالات وأسماء
المعتقلات "الإسرائيلية"
وعدم الاحتفال بيوم الأسير ولا ذكر اسم
"الأسرى" وعدم ارتباط منطقة الأغوار بفلسطين، وحذف التراث الفلسطيني وغيرها
الكثير.
وقال المصدر: "إن هذه التعديلات لا تنسجم
مع ثقافة المجتمع الفلسطيني، وتهدف إلى غسل دماغ الطلبة الفلسطينيين ومسح ثقافة الأجيال
أو ارتباطهم بوطنهم وقضيتهم"، مبينا أن ذلك "يرسخ ثقافة التطبيع والتعايش
السلمي كحل للصراع، وتنفر الطلبة من المقاومة الفلسطينية التي حق مشروع وفق القوانين
الدولية".
تشويه مسيرة شعب
وبحسب المصدر فإن المنهاج المعدل يتعمد تشويه
مسيرة النضال الفلسطينية عبر التاريخ الفلسطيني وتشويه قضية اللاجئين من خلال ادعاء
أن الشعب الفلسطيني فر من دياره دون الإشارة إلى المجازر والتهجير القصري للفلسطينيين
والذي قامت به عصابات الإجرام الصهيونية "الإسرائيلية".
وحذر المصدر من الانخداع من خطط تغيير المنهاج
الفلسطيني، تحت اسم "التطوير"، بما يتماشى مع المصالح "الإسرائيلية"
والأمريكية في المنطقة، مما يشكل خطراً كبيراً على مسيرة التعليم الفلسطيني ومستقبل
الطلبة الفلسطينيين.
وشدد المصدر على أن المناهج من المفترض أن تبقى
تدافع عن القضية الفلسطينية والمشروع الوطني، وتدعو للتمسك بكل الحقوق وعدم التفريط
بها، لكي تبني جيلا فلسطينيا يعلم أين الحق وأين الباطل، وأين هي الحقوق والثوابت التي
لا يمكن التنازل عنها مهما كانت الضغوطات.
استمرار للمسلسل
يذكر أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين
"الأونروا" في الأردن قررت إعادة تدريس ما يسمى بالمحرقة اليهودية
"الهولوكوست"، لطلاب مدارسها من اللاجئين الفلسطينيين في العام 2012م.
كما ويشار إلى أن إخفاء خريطة فلسطين التاريخية
في إحدى مدارس (الأونروا) فيقطاع غزةمسبقا أثناء زيارة قام بها الأمين
العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في تموز من العام الماضي قد أثار حالة من الغضب الشعبي
على إدارة المنظمة الدولية.
وقد تواصلت وكالة الرأي يوم الأربعاء
15/3/2017م مع المستشار الإعلامي والناطق باسم وكالة الغوث عدنان أبوحسنة للرد على
الموضوع، والذي أكد بدوره أنه سيرد على هذه الوثائق صباح الخميس 16/3/2017م، ولكنه
لم يرد على عشرات الاتصالات والرسائل النصية التي أرسلت له.
المصدر: الرأي