القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

بداخلي قضية" رسائل إرادةٍ شابّة من المخيم.. في مشروع تخرجٍ جامعيّ

بداخلي قضية" رسائل إرادةٍ شابّة من المخيم.. في مشروع تخرجٍ جامعيّ


الثلاثاء، 05 حزيران، 2018

مشاهدٌ عدة تختصر صورة المخيم أمام العالم وفي الإعلام اللبناني: رصاصٌ طائش، فلتان أمني، خيمة اعتصام، شباب عاطلٌ عن العمل، بنى تحتية مهترئة، تعويضات عن الأضرار، ترميم منازل، معارك، فصائل، سياسة...

هي كلماتٌ وصورٌ نسمعها ونراها باستمرار عن ذلك المخيم الذي يتوسّط مدينة صيدا جنوبي لبنان، نتيجة الأحداث الأمنية التي شهدها طوال السنين الماضية، والتي جعلت من المخيم مسلساً يختصر في مشاهده الكثير من "الإرهاب" في أعين البعض!

لكنّ الشباب الفلسطيني يعي أنّ المخيم لم يكن يوماً كما يُراد له أن يكون؛ مأوى لعابري سبيلٍ يُخلّون بأمنه وأمن أبنائه، بل لطالما كان معقل الثورة وولاّداً للفدائيين والمقاومة والصمود، في حكاياتٍ حفظها الشباب عن ذاكرة آبائهم الذين كبِروا في صفوف المقاومة الفلسطينية.. كلّ ذلك دفع بالشاب الفلسطيني "براء لمحمد" أن يعكس الوجه الآخر للمخيم، وجهاً ينبض حياة، وتفاؤل وإرادة وقضية حيّة.

فمن خلال مشروع تخرّجه من كلية الإعلام بالجامعة اللبنانية الدولية في صيدا، أعدّ براء (22 عاماً) فيلماً أطلق عليه عنوان "بداخلي قضية"، تناول فيه نماذجاً لشباب فلسطينيين من أبناء المخيم استطاعوا أن يكونوا ما يحبّون ويصلوا لمبتغاهم سواء في مجالات الطب أو الرياضة أو الفن..

ويشير براء لـ"شبكة العودة الإخبارية" أنّه أراد من خلال الفيلم أن يعكس صورةً أخرى للمخيم، صورةً جميلةً تدحض تلك الصورة التي يُظهر فيها الإعلام مخيم عين الحلوة على أنه معقلاً لإرهابيين وخارجين عن القانون، خاصةً بعد تشييد "جدار الفصل العنصري" على طول الحدود بين المخيم ومدينة صيدا.

ففي المخيم همٌّ شابَ وكُسِر بإرادة الشباب.. وفي المخيم أبطالٌ وشباب لديهم رسائلاً سامية وأهداف كبيرة وطموحاتٍ للوصول إلى المنصات العالمية، استطاعوا من خلالها أن يكسروا الصورة النمطية عن سكّان المخيم في أذهان الشعب اللبناني الشقيق، يقول براء.

هذا وأظهر الفيلم أنّ الرياضيين الفلسطينيين في مخيمات لبنان أثبتوا أنّهم جديرون بتمثيل وطنهم في المحافل الدولية، حيث حصدوا العديد من الميدالياتٍ الذهبية والبرونزية.. وكان آخرهم الشاب أحمد أبو ليلى، الذي تُوِّج بالمركز الأول في إحدى البطولات العالمية القتالية في إسبانيا متغلّباً على أبطال روسيا ورومانيا واسبانيا..

والتاريخ نفسه أثبت للجميع أنّه لا بدّ أن يتمرّد الشباب على الواقع ويُنجزوا ما يحلمون به ليثبتوا للعالم أنّ لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة.. فكيف إذا كان هؤلاء الشباب هم لاجئون في مخيمٍ وأصحاب قضية..

المصدر: هبة الجنداوي- شبكة العودة الإخبارية