برج البراجنة: الوضع أفضل
.jpg)
الأربعاء، 25 أيلول، 2013
يعيش في مخيم برج البراجنة والأحياء الملاصقة له، مثل حي «الكراد»
و«البعلبكية»، حالياً، أكثر من 250 عائلة سورية وفلسطينية نازحة من سوريا. تستأجر
هذه العائلات شققاً لا يتجاوز عدد غرفها، أحياناً، الواحدة، وهي تزيد، بذلك،
ازدحام المخيم.
يؤكد العامل السوري أنس محمود (32 عاماً)، وهو يسكن داخل المخيم مع زوجته
وطفليه ووالدته، أنّ «أرخص إيجار لأسوأ غرفة يصل إلى 250 ألف ليرة، بينما يصل
إيجار المنزل المؤلف من ثلاث غرف إلى خمس، إلى 525 ألف ليرة».
يذهب معظم السوريين يومياً إلى أشغالهم خارج المخيم، في المعامل المحيطة أو
في ورش البناء. ويشير أنس إلى أنّ «سوريي المخيم يسجلون في سجلين أمنيين الأول
لـ«حزب الله» والآخر للجنة الأمنية الفلسطينية. وإذ يعتبر نفسه «ضيفاً على الضيوف»
في لبنان، يحاول دائماً أن يتغاضى عن «التمييز» الذي يتعرض له من جانب «بعض
الفلسطينيين واللبنانيين». لكنّ صمته يتوقف عند حدود معينة. فهو يتحدث عن «اختلاس»
إحدى الجمعيات من خارج المخيم، وهي توزع مساعدات نقدية على النازحين عبر قسائم
خاصة بهم، «الكثير من تلك المساعدات، وتوزيع النزر اليسير منها فحسب».
من جهتهم فإنّ أكثرية الفلسطينيين النازحين من سوريا هم من مخيمي النيرب
قرب مطار حلب، واليرموك في دمشق، وقد تعرض المخيمان لجولات عدة من القتال والقصف
في العامين الماضيين. يختلف وضع هؤلاء النازحين عن السوريين في كونهم مسجلين لدى
«الأونروا».
وإذ يعتبر أنس أنّ «وضع النازح السوري إلى المخيم لا يختلف أبداً عن وضع
النازح الفلسطيني من سوريا»، يؤكد أبو بدر أنّ «حزب الله قدم للنازحين، سوريين
وفلسطينيين، مساعدات تموينية متقطعة». بينما يستقبل الفلسطينيون إخوانهم «السوريين
والنازحين الفلسطينيين من سوريا، وغيرهم من الجنسيات من عمال جنوب شرق آسيا، بدافع
إنساني»، وفق أنس. أما الشاب الفلسطيني نايف (28 عاماً)، وهو عاطل عن العمل،
فيعتبر أنّ وضع النازحين، سوريين وفلسطينيين، أفضل بكثير من وضع الفلسطينيين في
مخيم البرج، نظراً إلى «ما يصلهم من أموال من أقاربهم».
لا يجد أنس نفسه مرتاحاً، في إقامته داخل المخيم، أو في تجوله بين المخيم
وخارجه، ومروره على الحواجز كلها، بالرغم من أنّه بات خبيراً بأزقة عدة في المخيم
لا نقاط أمنية فيها. ويخاف أنس على عائلته من استمرار الحال على ما هي، لذلك يسعى
لإعادة الجميع إلى بلدته في حلب، بالرغم من سوء الوضع الأمني هناك، ليعود بعدها،
وحده إلى لبنان، من أجل العمل وتأمين لقمة عيش عائلته.
المصدر: عصام سحمراني - السفير