القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

بركة: الانطلاقة استفتاء حقيقي على شعبية "حماس"

بركة: الانطلاقة استفتاء حقيقي على شعبية "حماس"
 

السبت، 17 كانون الأول، 2011

قال ممثل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في لبنان علي بركة، إن مهرجان الانطلاقة الأخير في قطاع غزة، يعد استفتاء حقيقيًا على شعبية حركة "حماس"، واصطفاف الجماهير الفلسطينية تجاه مشاريعها وإستراتيجيتها في التعامل مع العديد من القضايا.

وأضاف بركة في اتصال هاتفي مع "فلسطين": "إن الحشود البشرية وامتلاء مكان الاحتفال المخصص بهم يعد دليلًا جديدًا يضاف إلى التفاف الشعب الفلسطيني على حركة حماس، ويفند كافة المزاعم التي تشير إلى تغير سياستها بعيدا عن أهداف المقاومة".

وأحيا مئات الآلاف من عناصر حركة "حماس"، في ساحة الكتيبة الخضراء غرب مدينة غزة، أول من أمس، الذكرى الرابعة والعشرين لانطلاق الحركة، فيما قدر مراقبون من جهات مختلفة عدد المشاركين أكثر من 350 ألف شخص.

لا تفريط ولا تنازل

وأكد بركة أن حركته ومن خلال هذا المهرجان قد وجهت العديد من الرسائل الهامة للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، وأنها لا تزال ثابتة الخطى تجاه الثوابت الشرعية، وأنها أيضا لن تفرط أو تتنازل عن قضايا تحرير فلسطين، ونهج المقاومة المسلحة في سبيل طرد الاحتلال.

وأوضح :"تابع الجميع في الخارج هذا الاستفتاء، والذي وصل إليه شعبنا بشبابه وشيوخه ونسائه ليبايع قيادة الحركة، على مواصلة طريق الجهاد والمقاومة"، مثنيًا على موقف الشارع الفلسطيني من عدم تخليهم عن حركة "حماس" بالرغم من الأزمات الكبيرة التي ألمت بهم.

وبين بركة أن المهرجان قد أحدث صدىً كبيرًا في صفوف اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات الشتات وعلى وجه الخصوص بلبنان، بعد كلمة رئيس الوزراء إسماعيل هنية، والتي أكد فيها على عدم تخلي الحركة عن حق العودة والوقوف إلى جوار هموم اللاجئين.

كما عد مطالبة هنية للحكومة اللبنانية بضرورة أن تمنح اللاجئين حقوقهم الإنسانية، وأن تعيد إعمار مخيم نهر البارد، وأن تحسن أوضاعهم، بأنها "نقطة لها ما بعدها"، معبرًا عن أمله في تواصل الجهود الفلسطينية للتخفيف عن اللاجئين في المخيمات اللبنانية، وتحسين ظروفهم المعيشية.

وذكر بركة أن حركته وبعد أربعة وعشرين عامًا من انطلاقتها تسير وفق نهج واضح لا لبس فيه، من حيث الوقوف إلى جانب قضايا أبناء الشعب الفلسطيني سواء في الداخل أو في الخارج، فيما أنها ما زالت متمسكة بتحرير الأرض من الاحتلال الإسرائيلي، عبر المقاومة المسلحة.

استعادة الحقوق

وجدد بركة تبني حركته لخيار المقاومة المسلحة في استعادة الحقوق، والأرض المحتلة، وعدم التخلي عن أرض فلسطين التاريخية، وقال :"لا زلنا على عهد تحرير فلسطين والقدس والمسجد الأقصى والذي لا يمكن أن يتم إلا بالمقاومة المسلحة والمعركة العسكرية والتي لا يفهم العدو إلا لغتها".

وقال :"إن استراتيجية حماس أيضًا في الوقت الراهن تكمن في تحقيق الوحدة الوطنية، وحماية خيار المقاومة، والاستمرار بها، وبناء جسور من العلاقات المتينة مع الأمة العربية والإسلامية، والاستفادة من الربيع العربي في سبيل محاصرة الكيان الصهيوني الغاصب.

وشدد بركة على تبني "حماس" لخيار المصالحة كخيار استراتيجي، على اعتبار أنها مصلحة فلسطينية، وأن استمرار الانقسام لا يستفيد منه غير دولة الاحتلال الإسرائيلي، فيما أنها تدعو باستمرار إلى الالتزام في تنفيذ اتفاق القاهرة.

وعبر عن أسفه لبطء سير المصالحة نحو الخطوات العملية، مشيرًا إلى أن ذلك ناتج عن ضغوط تمارسها أطراف خارجية على السلطة الفلسطينية وحركة "فتح"، أملًا في بقاء الوضع على ما هو عليه من انقسام وتراجع للقضية الفلسطينية على مختلف الصُعد.

اجتماعات القاهرة

وفي سياق متصل؛ قال إنه يأمل أن تسفر اجتماعات القاهرة القادمة عن نتائج حقيقية ملموسة على صعيد المصالحة، مشيرًا إلى أن الاجتماع الرئيسي بين قيادة حركته، و"فتح"، سيكون في الثامن عشر من الشهر الجاري، فيما ستعقد الفصائل الفلسطينية اجتماعا آخر بعد الاجتماع الأول بيومين.

وذكر أن حركة "حماس" والجهاد الإسلامي، ستشاركان ضمن اجتماع مخصص للإطار القيادي لمنظمة التحرير، والذي يهدف لبحث إعادة دور المنظمة، ووضع آليات لإعادة بنائها وفق المصالح الفلسطينية وقضية الشعب العادلة.

وأكد على أن اجتماعات القاهرة "ستكون حاسمة وستؤسس لمرحلة جديدة، ونأمل أن تنجح، في وضع الأسس، ووضع القضية على السكة الصحيحة"، مشددًا على ضرورة استباق الاجتماعات بخطوات مهيِّئة لها من قبل السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.

وفي نفس الشأن، طالب بركة السلطة الفلسطينية في رام الله، بوقف الاعتقالات السياسية، والإفراج العاجل عن المعتقلين، والتوافق الوطني مع الكل الفلسطيني في عدم اعتماد خط المفاوضات كخط استراتيجي في سياستها مع الاحتلال لإرجاع الحقوق المسلوبة.

ودعا في ذات الوقت إلى تهيئة الأجواء أيضا في سبيل تحقيق انتخابات تشريعية ورئاسية في شهر مايو/ أيار القادم، من خلال فتح مؤسسات الحركة، وإطلاق الحريات، والسماح بممارسة الحركة أعمالها في الضفة من دون تمييز مع الفصائل الأخرى.

حالة طبيعية

وبخصوص ملف علاقة حركته مع سوريا، وتطرق بعض وسائل الإعلام إلى وجود قرار لإجلاء كافة القيادات منها، رد بركة بقوله :"إن علاقة حركة حماس في سوريا علاقة متينة، ونقدر احتضانها للحركة، ونحن مع الحل السياسي السلمي للأزمة الداخلية في سوريا والذي يؤمن تحقيق الوحدة والاستقرار، ويحقن دماء الناس، ويحقق تطلعات الشعب السوري".

واستطرد قائلًا: إن الأزمة أثرت على مجمل الأوضاع في سوريا، المعيشية والاقتصادية والسياسية، وهذا التأثير طال أعمال حركة حماس في سوريا"، مشيرا إلى أن ذلك أنتج حالة طبيعية في عدم قيام كوادر الحركة بدورهم وأعمالهم.

وأضاف :"لم تعد كوادر الحركة تقوم بأعمالهم نتيجة للأوضاع الداخلية، وليست نتيجة لأي ضغوط أخرى، وهذا الشأن دفع عددًا من الكوادر الإدارية لمغادرة سورية غير المقيمين فيها كأبناء قطاع غزة والمناطق الأخرى، والعودة إلى بيوتهم".

المصدر: صحيفة فلسطين