بركة: بإمكان الفلسطينيين عدم الإنزلاق والمشاركة بالحرب اللبنانية
الثلاثاء، 17 نيسان 2012
أكد مسؤول "حماس" في لبنان علي بركة لـ"المستقبل" انه "كان بإمكان الفلسطينيين عدم الإنزلاق والمشاركة بالحرب اللبنانية، وكسب كل اللبنانيين الى جانب قضيتهم، وكان ينبغي ان نكون حكما ومساعدة الأشقاء اللبنانيين للوصول الى مصالحات فيما بينهم، مع التأكيد أن الحرب الأهلية في لبنان لم يكن سببها الفلسطينيون فقط، انما كانت هناك تدخلات خارجية كثيرة، خاصة اسرائيل التي عملت على جر المقاومة الفلسطينية الى الداخل اللبناني من خلال دعم جهات لبنانية وتأليبها على المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية".
ورأى ان "للتجربة الفلسطينية في لبنان سلبيات وايجابيات، وأبرز سلبياتها الانزلاق الى التدخل في الشأن اللبناني الداخلي، ودخول الفصائل في مشاكل مع الأحزاب اللبنانية، وهنا لا أعني فقط الأحزاب المسيحية، بل أيضا مع أحزاب ضمن ما كان يعرف بالأحزاب الوطنية سواء في الجنوب، حيث اشتبكت الفصائل الفلسطينية وحلفاء في الحركة الوطنية اللبنانية في 1980 و1981 مع حركة "أمل"، وأحد الاسباب الخلاف على الموقف من الثورة الإيرانية، وكذلك في صيدا او بيروت"، مؤكدا "وجود تجاوزات قامت بها منظمة التحرير بين 1969 و1982، "، مضيفا انه "رغم كل شيء، حافظت على جذوة المقاومة مشتعلة، وحافظت على القضية الفلسطينية، وحملت الراية من الأردن إلى لبنان ثم نقلتها الى فلسطين، بعد الإجتياح الصهيوني إلى لبنان في العام 1982، وكانت النقطة الاساسية في انتقال المقاومة الى داخل فلسطين، اندلاع انتفاضة الحجارة في العام 1987، بالتالي لا يمكن الحكم على تجربة المقاومة الفلسطينية في لبنان، على انها تجربة فاشلة، لكن بالتأكيد كانت هناك سلبيات كان يمكن تلافيها، وكانت هناك ايضا ايجابيات كان يمكن تعزيزها".
واشار بركة الى ان "لحركة "حماس" سياستها في التعامل مع الدول العربية المضيفة، وهي ان لا نتدخل في الشأن الداخلي للدول العربية، وللأسف منظمة التحرير تدخلت في الشؤون الداخلية في لبنان، وساعدت فريقا على فريق، فيما كان ينبغي لها أن تكون على مسافة واحدة من الجميع، وان تكسب الجميع الى جانب القضية الفلسطينية"، مؤكدا ان "اي مقاومة اذا لم تكسب المجتمع المحلي الى جانبها لن تنجح، لأن المقاومة تحتاج إلى بيئة حاضنة، وقد ظهر الأثر السلبي لخسارة منظمة التحرير البيئة اللبنانية الحاضنة خلال الإجتياح الإسرائيلي في العام 1982، فلم يكن الشعب اللبناني في الجنوب الى جانب المقاومة الفلسطينية، بل ان الجنوبيين فرحوا للتخلص من انزياح السلاح الفلسطيني عن كاهلهم، الذي اساء لاهل الجنوب قبل الاجتياح وبالمقارنة، فإن أهل الجنوب أنفسهم، كانوا ينظرون الى الفدائيين عندما وصلوا الى مناطقهم في 1969 على أنهم ملائكة نزلوا من السماء الى المخيمات والى القرى اللبنانية"، مضيفا "لقد شارك اللبنانيون في العمل الفلسطيني المقاوم وقدموا الشهداء في المواجهات مع اسرائيل، لكن في نهاية المطاف وبسبب التجاوزات التي حصلت بين 1975 و1982، خسرنا الكثير من التأييد اللبناني".
المصدر: النشرة