بري ومشعل يتوافقان على تجميد «جدار» عين
الحلوة

الإثنين، 05 كانون الأول، 2016
من المتوقع أن يتمّ سحب موضوع «جدار عين
الحلوة» من التداول النهائي خلال الساعات المقبلة، بعد الإعلان عن تشكيل «لجنة فلسطينية
خماسية» مهمتها إعداد الخطة الأمنية البديلة الكفيلة بحفظ أمن عين الحلوة، والتي ينتظرها
الجيش اللبناني خلال عشرة أيام.
وقالت مصادر مطلعة «إن موضوع الجدار دخل
في طور التجميد لأسباب أهمها دخول رئيس مجلس النواب نبيه بري على خط الاتصالات مع قيادة
الجيش مستمعاً الى هواجسها ومطالبها والظروف الأمنية الضاغطة التي استدعت بناء الجدار،
والحلول المقترحة لسحب هذا الموضوع من التداول نهائياً».
وعلم أن بري تلقى اتصالات فلسطينية أبرزها
من رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل الذي تمنى عليه التدخل لإلغاء فكرة
«الجدار» نهائياً، ونقلت مصادر فلسطينية عن بري استهجانه فكرة «الجدار» كلها، معتبراً
أن الكيان الإسرائيلي يدفع اليوم دولياً ثمن إقامة جدار الفصل العنصري من خلال قرارات
لمحاكم أوروبية تقضي بمحاكمة أو توقيف مسؤولين إسرائيليين وراء القرار، فكيف يمكن للبنان
أن يذهب إلى حيث يمكن أن يُضرّ بسمعته الدولية؟
وطمأنت القيادة الفلسطينية بري بنيتها الشروع
بإعداد خطة أمنية بديلة لحفظ امن المخيم.
من جهتها، عقدت «اللجنة الامنية الفلسطينية
العليا» اجتماعاً أمس برئاسة قائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي أبو عرب في عين
الحلوة، وأكدت في بيان «العلاقات الأخوية اللبنانية الفلسطينية والحرص الشديد على أفضل
العلاقات مع القيادة السياسية والجيش اللبناني».
وأعلن أمين سر قوى «التحالف» محمد ياسين
«أن القوى الفلسطينية قررت تشكيل «لجنة خماسية» تضمّ عضواً واحداً عن كل من «تحالف
القوى الفلسطينية» و «فصائل منظمة التحرير الفلسطينية» و «القوى الإسلامية» و «أنصار
الله» و «القوة الأمنية المشتركة»، مهمتها وضع مسودة خطة أمنية في المخيم.
وأكد «أن اللجنة شرعت في إعداد الخطة وهي
تنتظر عودة وفد حركة فتح من رام الله لعرضها، ومن ثم مناقشتها لاحقاً مع اللجنة الأمنية
الفلسطينية العليا لإقرارها وتقديمها إلى الجيش».
وكان المدير العام للأمن العام اللواء عباس
إبراهيم، جال في صيدا والتقى كلاً من الأمين العام لـ «التنظيم الشعبي الناصري» الدكتور
أسامة سعد والرئيس السابق لبلدية صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري ورئيس «الاتحاد العالمي
لعلماء المقاومة» الشيخ ماهر حمود.
واعتبر سعد أن المقاربة الصحيحة هي بتعزز
العلاقات اللبنانية الفلسطينية، وبتعزيز الأمن الوطني اللبناني وأمن الشعب الفلسطيني،
وتطويق أي محاولات تدخل لأطراف دولية وإقليمية.
وأكد البزري «أن الضرورات الحالية والمستقبلية
تستدعي نظرة شاملة منفتحة للأمن في لبنان مبنية على تكامل المفاهيم السياسية والاجتماعية
والأمنية».
وعُلم أن إبراهيم شدّد خلال الاجتماعات
الثلاثة على تكامل الأمن اللبناني والفلسطيني من جهة، وأن تكون مقاربة أي ملف في المخيم
في إطار مقاربة أشمل لا تستثني الأبعاد السياسية والمعيشية والأمنية والقانونية من
جهة ثانية.
وعقد لقاء جمع الشيخ حمود مع وفد من اللجان
الشعبية ولجان الأحياء والقواطع في عين الحلوة برئاسة أمين سر اللجان الشعبية عبد مقدح
أبو بسام.
وأبلغ حمود الوفد الفلسطيني بأن وقوفه الى
جانب إنشاء هذا الساتر نظراً لمساهمته الفعالة في قطع الطريق على تسلل الإرهابيين دخولاً
وخروجاً، وأكد للوفد اننا نحترم ردود الفعل التي تعارض إنشاء هذا الساتر وأن هنالك
من يريد أن يستغلّ ردود الفعل هذه لإحداث فتنة في العلاقة اللبنانية الفلسطينية، «لذا
أصبح من الأفضل التأكيد على تجميد العمل في هذا الساتر، والبحث عن بدائل أكثر فاعلية
من الناحية الأمنية».
وكان لافتاً للنظر صدور بيان عن الأمين
العام لـ«حركة انصار الله ـ المقاومة الإسلامية» جمال سليمان، أشار فيه إلى أنه إن
لم يوضع حد للانفلات الأمني فإنه فسيؤدي الى تدمير المخيم وتهجير أهله وزيادة الشرخ
والانقسام في البيت الفلسطيني وإثارة الفتن مع الجوار.
وطالب جميع الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية
«بمحاسبة كل من يعبث بأمن أهلنا»، داعياً الفصائل «إلى الضرب بيد من حديد على الأيادي
المخلّة بأمن شعبنا واستقراره قبل فوات الأوان».
المصدر: محمد صالح - السفير