«بيـت أطفـال الصمـود»:
العائلـة المتماسكـة
الأربعاء، 22 آب، 2012
في الثاني عشر من آب الجاري، تطفئ «المؤسسة الوطنية
للرعاية الاجتماعية والتأهيل المهني - بيت أطفال الصمود»، شمعتها السادسة والثلاثين،
رافعة شعار «الوفاء للشهداء». فمنذ تأسيسها في العام 1976 تكفّلت المؤسسة بأطفال شهداء
فلسطين، وما زالت ترعاهم حتى الساعة.
لا يغيب اسم المؤسسة عن أي حدث خاص بالقضية الفلسطينية،
كمؤسسة إنسانية تهتم برعاية الأطفال الفلسطينيين الذين فقدوا الوالدين أو أحدهما. وتسعى
إلى رفع مستوى الأسرة اقتصادياً ومهنياً، عبر تنظيم برامج خاصة بالشباب والنساء، كما
تهدف إلى تحرير الثقافة والتراث الفلسطينيين، وحفظهما للأجيال المقبلة.
ورمضانياً، تصرّ المؤسسة للعام الثاني على التوالي،
وانطلاقاً من سياستها الهادفة إلى «العائلة المتماسكة»، إرسال حصص من المؤنة الى ربات
المنازل في المخيمات الفلسطينية، كي يحضّرن لأطفالهن ما شئن من أطباق، بدلاً من دعوة
هؤلاء الأطفال إلى خارج المخيمات وتوزيع وجبات الطعام عليهم.
وفي هذا العام تولى متبرع فلسطيني مقيم في كندا،
من مخيم «نهر البارد»، بتقديم كسوة العيد والقرطاسية المدرسية لأطفال الشهداء في المخيم.
ويذكر أن المؤسسة تعتمد بشكل كبير على المتبرعين والممولين لتوفير خدماتها ولإطلاق
برامجها.
ومن مشاريع الخدمات الاجتماعية التي أطلقتها المؤسسة،
مشروع «إسعاد الأسرة»، و«الخدمات التربوية»، و«الخدمات الصحية» التي تتضمّن عيادات
أسنان، و«مراكز الإرشاد الأسري»، و«الصحة النفسية والعصبية»، و«التدريب والتأهيل المهني»،
بالإضافة إلى مشاريع نسوية تؤمن فرص عمل للنساء في المخيم. وفي كل عام تصدر ملصقاً
حول خدماتها تحت شعار «العطاء المستمر». وتذكّر من خلاله بأهم الخدمات التي وفّرتها
على مختلف الأصعدة. وفي كل عام تتكفل عدداً جديداً من الأطفال، ورعايتهم في رياضها
الموزعة على المخيمات الفلسطينية كافة. كما تعمل على تأمين العلاج لأطفال كانوا قد
خضعوا للفحص والعلاج في عيادات الأسنان الخاصة بها. ويستفيد في كل عام مئات الاطفال
من خدمات خمسة مراكز إرشاد أسري للصحة النفسية، وبرنامج التدريب المهني. كذلك تسعى
المؤسسة الى دمجهم في برنامج دروس التقوية، وتأمين فرص عمل لعدد من السيدات في مشروع
التطـــريز، وتأمين عدد كبير من التلاميذ في صفـــوف للمتسرّبين من المدارس، بالإضـــافة
الى إدخالهم في عشر فرق رياضية.
وتركّز المؤسسة في مسيرتها على الجانب الثقافي من
خـلال مشــروع التربية الوطنية، الذي يتم من خـلاله إشـراك الأطفـال في فرقـة دبــكة
موسـيقى وغــناء ومــسرح، وفي النـشاطات الصـيفية والمخيــمات.
«بيت أطفال الصمود»
مؤسسة إنسانية لرعاية الأطفال الذين فقدوا الوالدين أو أحدهما، ممن يعيشون في المخيمات
الفلسطينية في لبنان. تسعى إلى رفع مستوى الأسرة اقتصادياً ومهنياً عبر برامج خاصة
بالشباب والمـــرأة لتأكـــيد الهــوية الفلسطينية عبر حفظ التراث الفلسطيني للأجيال
القادمة.
وكانت ظروف الحرب الأهلية في لبنان وما نتج منها
من مجازر وتهجير للسكان، هي الحافز الأساسي لإنشاء المؤسسة، ففي العام 1976 وإثر تكرار
حصار مخيم تل الزعتر ومخيم جسر الباشا، وأثناء الحصار الأخير لمخيم تل الزعتر الذي
دام أكثر من شهرين، تشكل فريق عمل من الأمانة العامة للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية
ومجموعة من الاختصاصيين اللبنانيين والفلسطينيين في الحقلين التربوي والاجتماعي لإيجاد
حل لمشكلة الأطفال فاقدي الوالدين من المخيمين المذكورين، وتقرر استقبال الأطفال في
مبنى خاص أعدّ لهم في منطقة بئر حـسن بالقرب من مخيم شاتيلا.
المصدر: زينة برجاوي - السفير