تحديات مشروع شبكة الصرف الصحي في مخيم الرشيدية

الإثنين، 02 شباط، 2015
مخيم الرشيدية احد اكبر مخيمات اللجوء الفلسطيني في لبنان و اقربها
الى الوطن السليب فلسطين يبعد عن رأس الناقورة 17 كلم و يضم حوالي 27000 نسمة اكثرهم
من سكان الجليل الفلسطيني المحتل هاجروا منه عام 1948 واستقر السكان في المخيم القديم
في بداية الخمسينات و المخيم الجديد في بداية الستينات ومنذ ذلك التاريخ لم تقام اي
بنية تحتية في المخيم في مجال الصرف الصحي حيث يستخدم السكان الحفر الصحية اسفل منازلهم
وبعض اقنية المياه التي تصب في البحر للتخلص من المياه الآسنة، مما يخلق خطر بيئي خطير
على البحر , والمخيم يعد المصدر الرئيسي لتلوث
شاطىء البحر من جنوبي مدينة صور حتى منطقة رأس العين .
ولكن الأخطر تلك الحفر الصحية
التي تضاعف عددها بشكل كبير في المخيم والمترافق مع نمو السكان بشكل كبير ووجود مخيم
الرشيدية بشكل مباشر فوق اهم خزان وينابيع مياه الشفة التي تغذي المخيم ومدينة صور
و ضواحيها مما يهددها بالتلوث بسببها و يشكل خطر مباشر على صحة سكان منطقة صور بالاجمال.
ومن هنا كان للجنة تحسين مخيم الرشيدية التي تعد اطار تشاركي مكون
من مؤسسات المجتمع المدني و اللجان الشعبية و الاهلية و الانروا وتعد من اهم الاطر
التي تخطط لتحسين حياة سكان المخيم ان تضع مشروع الصرف الصحي من اولويات المشاريع التي
تسعى لتنفيذها في المخيم ومن اهمها اعادة تاهيل المنازل و اعادة تاهيل شبكة المياه
و بناء سد بحري واعادة تأهيل كافة طرق المخيم.
مشروع شبكة الصرف الصحي انطلق العمل الرسمي به في 15.12.2014 وسينتهي
في 30.6.2016 وتقوم بتنفيذة شركة عظاظا بتمويل من الحكومة الالمانية . ويشرف على عملها
طاقم هندسي من الانروا الذي بدورة يعمل تحت اشراف اطار المراقبة للمشروع المكون من
مجموعة من المندوبين عن المؤسسات و اللجان الشعبية والاهلية ويساندهم عدد من الاخصائيين
في مجال الهندسة .
كما تم اقرار تشكيل اطار اعلامي للتواصل مع السكان و اطلاعهم على
عمل المشروع وتنفيذ المتفرعات في احيائهم للحد من الازعاج للسكان.
المواصفات للمشروع والاشكاليات التي تم اثارتها عليه والتي تتصدر
احاديث سكان المخيم ومن هنا كان لقاء لجنة تحسين المخيم مع المشرف على تنفيذ مشاريع
البنية التحتية في الانروا المهندس رشيد عجاوي في مكتب الهندسة و تم الاتفاق معه على
التالي:
يتم تسليم كامل تصاميم المشروع للجنة تحسين مخيم الرشيدية من اجل
اعادة دراستها من مهندسين مختصين وفي حال تبين اي خلل بأقطار القساطل يتم اعادة تغييرها وفق ما يقرره المهندسين
.
يحق للجنة تحسين مخيم الرشيدية او من ينوب عنها الاطلاع على اي تصاميم
و خرائط في قسم الهندسة المختص بالمشروع على مدار الساعة.
تقيد المتعهد بان يكون عمال المشروع من سكان المخيم بنسبة لاتقل
عن 90% .
تسمية مدير للمشروع من الانروا بالاضافة لمهندسين اضافيين لمراقبة
عمل المتعهد.
اصلاح فوري لاي ضرر يحدث في شبكات المياه و القساطل الخاصة للسكان
وردم الحفر ووضع علامات على الاماكن الخطرة .
معوقات العمل في المشروع متعددة ومن اهمها عدم سماح الجيش بادخال
بعض المعدات و التجهيزات الخاصة بالمشروع مما يؤدي الى خلل في مراحل التخطيط والتنفيذ.
تعدي بعض الافراد على الشركة المنفذة من خلال وضع بعض العوائق امامها
لمصالح شخصية او فرض انفسهم على المشروع وفق مصلحتهم الخاصة مع عدم مراعاة ضوابط العمل
في الشركة مما يؤدي الى تبديد موارد المشروع وخسارة في جودة العمل.
غياب اي مرجعية امنية لحماية عمل المشروع مما يعرض الشركة المنفذة
لتوقيف اعمالها من بعض الافراد ويسبب لها خسائر مالية غير متوقعة وهذه ما حدث اكثر
من مرة منذ بداية المشروع.
سكان المخيم يؤكدون على
اهمية المشروع ولكن يحتجون على عمل الشركة حيث سجل في اكثر من منطقة عن تجاوزات بعدم
اصلاح الاعطال الفورية وتركها لعدة ايام او سوء اعمال الصيانة اوترك الحفر في الشوارع
لعدة ايام دون اقفالها.
هناك بث آراء كثيرة ضد المشروع بهدف تحريض السكان ومعللين ذلك بما
حدث في مخيم عين الحلوة والمشاكل البارزة في تنفيذ المشروع هناك و خاصة ان الشركة و
المسؤولين هم نفسهم الذين ينفذونه في المخيم.
والملاحظ ان الكثير من المعلومات التي تستهدف المشروع تستند لمصدر
من الانروا لم يرغب بذكر اسمه.
وفي الختام نؤكد ان المشروع هو ذو اهمية استراتيجية للمخيم ولسكانه
وان على كل انسان حريص على المخيم ان يعمل على تنفيذ المشروع وفق المعايير والحاجة
الفعلية للمخيم .دون غش او سمسرة او امتيازات شخصية.
المصدر : دنيا الوطن