القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

تحذير من انفجار اجتماعي داخل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان


الإثنين، 14 أيلول، 2020

حذرت منظمات حقوقية فلسطينية في بيروت، من مجاعة سوف تهدد قريبا حياة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، بسبب الانهيار الاقتصادي والاجتماعي والصحي تؤدي إلى انفجار اجتماعي واسع النطاق.

وأشارت المنظمات الحقوقية في تقارير لها، إلى أن انهيار الأوضاع المالية والاقتصادية في لبنان وارتفاع نسبة البطالة وأسعار المواد الغذائية، والانتشار الواسع لفيروس كورونا (كوفيد -19) وما يتبعه من إجراءات وحجر منزلي، ترافقت مع تقليص حاد في المساعدات والخدمات التي تقدمها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" إلى جانب التخفيضات الكبيرة في المرتبات والموازنات التي تقدمها منظمة التحرير الفلسطينية لعناصرها ومؤسساتها ودوائرها العاملة في لبنان أدت إلى تطورات اجتماعية وصحية ونفسية بالغة الخطورة داخل المخيمات الفلسطينية.

وأكدت المنظمات الحقوقية على أن ارتفاع نسبة البطالة في صفوف الفلسطينيين، وتعقيدات الأزمة اللبنانية بالتزامن مع انهيار العملة الوطنية وإقفال أبواب العمل نتيجة تفشي فيروس كورونا (كوفيد -19) أدخل حياة اللاجئين الفلسطينيين في خطر محدق إن لم تتدخل المؤسسات والمنظمات الدولية المعنية بقضايا اللاجئين وحقوق الإنسان.

وحذرت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان "شاهد” من مجاعة سوف تواجه اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ما لم تتخذ "الأونروا” ومنظمات المجتمع الدولي، خطوات استباقية قبل الانهيار العام الذي بدأ يهدد الحياة داخل المخيمات الفلسطينية.

وأشارت المؤسسة الحقوقية، في تقرير لها إلى أن معاناة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان لم تكن وليدة السنوات أو الأشهر القليلة الماضية، بل هي قائمة منذ عقود طويلة من الزمن، بسبب القوانين الرسمية اللبنانية التي تحرم اللاجئ الفلسطيني من العمل والسكن، إلا أن تطورات الأزمة اللبنانية وتفشي فيروس كورونا والانهيار العام الذي يضرب لبنان ضاعف من معاناة اللاجئين الفلسطينيين خاصة بعد تهديد المصرف المركزي اللبناني برفع الدعم عن مواد غذائية واستهلاكية أساسية (الأدوية، المحروقات، الطحين، القمح، السكر، الأرز…).

انطلاقاً من ذلك تبرز مخاطر حقيقية تواجه اللاجئين لجهة عدم قدرتهم على شراء هذه السلع بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة أساساً. وما لم يكن هناك تحرك استباقي فإن اللاجئين الفلسطينيين على أبواب مجاعة سوف تفتك بما تبقى من بنية مجتمعهم في لبنان.

يعيش اللاجئون الفلسطينيون في لبنان أوضاعًا إنسانية ومعيشية صعبة للغاية بسبب غياب الحقوق الإنسانية والاجتماعية، وهذا طبعا أثر بشكل كبير جدا على أوضاعهم الإنسانيّة والمعيشية، وثانيا بسبب تقليصات الوكالة الأممية المستمرة في الخدمات والمساعدات، وثالثا بسبب الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها وزارة العمل اللبنانية في الحكومة السابقة لتضيف إلى هذا العبء عبئا إضافيا في الوضع الاقتصادي والإنساني والمعيشي على اللاجئين الفلسطينيين، ثم تأثير الانهيار المالي والاقتصادي في لبنان عليهم بشكل مخيف، وخصوصا في ظل تفشي جائحة كورونا.

كل هذه العوامل أثّرت على اللاجئين الفلسطينيين، وجعلتهم يعيشون أوضاعًا إنسانيّة واقتصاديّة ومعيشيّة في غاية القسوة، وأدّى ذلك إلى تزايد تعقيد وصعوبة الأوضاع العامّة داخل المخيمات والتجمعات الفلسطينية، فضلًا عن انتشار حالة اليأس والإحباط والتوجّه نحو الهجرة الشرعية وغير الشرعية وتردي الوضع الأمني والاجتماعي، بعد أن تحوّلت المُخيّماتِ إلى بؤر للفساد والمخدرات.

الوضع الاقتصادي المتدهور وتراجع قيمة الليرة اللبنانية أمام العملات الأجنبية، انعكس أيضا بشكل مباشر على أوضاع اللاجئين وهي أزمة خانقة ومستفحلة، خاصة أن أسعار السلع الغذائية والمواد الاستهلاكية ذاهبة نحو المزيد من الارتفاع والتي ارتفعت بنسبة 400 في المئة.

وحسب التقارير الحقوقية، فإن نسبة البطالة في صفوف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بلغت 90 في المئة، ونسبة الفقر بلغت حوالي 80 في المئة، لذلك حذرت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان "شاهد" من مجاعة سوف تواجه اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ما لم تتخذ "الأونروا” ومنظمات المجتمع الدولي خطوات استباقية قبل الانهيار العام الذي بدأ يهدد الحياة داخل المخيمات الفلسطينية.

وطالبت "شاهد" وكالة "الأونروا" بتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية تجاه اللاجئين والبدء بخطوات استباقية لمواجهة هذه الكارثة عبر إطلاق نداءات استغاثة للمانحين والمجتمع الدولي لتأمين تمويل طارئ يمكنها من تغطية احتياجات اللاجئين الأساسية.

ودعت المؤسسة "الأونروا" إلى استرجاع برنامج تقديم السلع العينية لعموم اللاجئين الفلسطينيين طيلة فترة الأزمة الحالية والمطالبة بعقد مؤتمر دولي للمانحين لتوفير الدعم المالي والاقتصادي الدائم للاجئين الفلسطينيين.

وحذر "اتحاد لجان حق العودة” من انفجار اجتماعي وشعبي قريب داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان جراء تراكم الأزمات المعيشية الصحية والخدماتية.

ودق الاتحاد في تقرير، ناقوس الخطر أمام هذا الواقع الذي وصلت إليه المخيمات محذرا من انفجار اجتماعي وشعبي بات قريباً ما لم يتم تدارك الأمر عبر الاستجابة لمطالب اللاجئين تجاه "الأونروا” بالشروع الفوري بتطبيق خطة طوارئ صحية وإغاثية شاملة ومستدامة تحاكي الواقع المستجد وتصون كرامة شعبنا.

كما طالب بالمحافظة على حق أبناء المخيمات في الاستفادة الكاملة من فرص العمل التي توفرها كافة المشاريع التي تقدم لتحسين أوضاع الأهالي في المخيمات خاصة في ظل الأوضاع والظروف الاقتصادية والمعيشية الحالية.

ودعا الاتحاد ، دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية إلى ممارسة دورها الريادي المرجعي في الوقوف إلى جانب اللاجئين في محنتهم وتوفير كل الدعم اللازم لهم في المحافل العربية والدولية والدولة اللبنانية المضيفة.

ودعت هيئة العمل الفلسطيني في لبنان وكالة "الأونروا” إلى تحمل مسؤولياتها بالشكل الصحيح والذي يتناسب مع ما يحصل صحياً وإغاثياً.

وحول الوضع المعيشي، طالبت الهيئة وكالة "الأونروا” إلى تفعيل خطة الطوارئ الإغاثية بطريقة تحفظ كرامة اللاجئ الفلسطيني وتضمن سرعة الإنجاز، وذلك نظراً لتردي الأوضاع الاقتصادية ووصولها الى حد العوز.

ويبدو من خلال التقارير والإحصائيات التي صدرت عن المنظمات الحقوقية الفلسطينية والدولية أن مخيمات اللاجئين الفلسطينيين تعيش واقعاً مأساوياً تزايد حدة بعد انهيار الأوضاع المالية والاقتصادية في لبنان، وتفشي فيروس كورونا، وتراجع المساعدات المالية التي تقدمها وكالة الأونروا ومؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية ، وإعلان المصرف المركزي اللبناني عن رفع الدعم عن مواد غذائية أساسية.

هذا ما أدى إلى مخاطر تهدد حياة اللاجئين الفلسطينيين، بعد أن أعربت المؤسسات المحلية والدولية عن قلقها من مجاعة قد تهدد حياة اللاجئين في المخيمات ما ينذر بانفجار اجتماعي ليس من السهل تحديد معالمه وأشكاله.