تخوفات من تحريك ورقة المخيمات الفلسطينية في لبنان
الخميس، 21 حزيران، 2012
أعربت أوساط معنية بالوضع في المخيمات لـ"الراي" الكويتية عن مخاوفها العميقة من ان تكون ثمة فعلاً عملية نقل لمحاولات زعزعة الوضع الامني في لبنان من محور داخلي الى محور داخلي - فلسطيني آخر بقصد تعميم حال التوترات وتوسيعها وإغراق لبنان في الارتباكات ومحاولات إشعال الفتن المتنقلة.
ولفتت هذه الاوساط الى ان التخوّف من تحريك ورقة المخيمات الفلسطينية في لبنان لم يكن ابن ساعته، حتى ان هذا التحرك لم يفاجئ اوساطاً رسمية وسياسية كثيرة كانت في أجواء التحضير لهذا التحريك منذ فترة غير قصيرة إما ربطاً بمداولات الجولة الثانية من الحوار الوطني المقررة في 25 الجاري، او بآفاق الوضع السوري الذي دخل مرحلة حاسمة في ظل ملامح تفاهم اميركي - روسي لم تتضح كامل تفاصيله، او بالاثنين معاً.
واضافت هذه الاوساط ان ما يسترعي الاهتمام في الاحداث التي حصلت خلال الساعات الاخيرة في نهر البارد وعين الحلوة، هو ان ثمة جهات فلسطينية بدت جاهزة لمهاجمة مواقع الجيش وحواجزه ما يعني ان قراراً ما كان متخذاً في استهداف الجيش اقله منذ حصول حادث مقتل الفلسطيني احمد قاسم في مخيم البارد الجمعة الماضية. ومع ان ثمة اصواتاً فلسطينية نفت ان يكون للاضطراب في البار"، اي علاقة بالأحداث التي شهدتها مناطق عكار وطرابلس في الفترة الماضية، فان الاوساط نفسها رأت ان ما جرى في الساعات الاخيرة يوحي بالعكس تماماً، بل ان ثمة معطيات تؤكد الربط بين المناخ السائد في الشمال وهذه الاحداث، ومن ثم جرى نقل الاضطراب الى عين الحلوة (حيث قُتل فلسطيني وجُرح 11 آخرين) بقصد تكبير الضغط على الجيش والسلطة اللبنانية ووضعهما امام امر واقع يصعب من الان قراءة طبيعة اهدافه لكنه يصبّ حتماً في خانة زعزعة الامن والاستقرار في لبنان.
ولفتت الاوساط في هذا الاطار الى ان ثمة رؤيتين برزتا لدى الجهات العسكرية والامنية في الساعات الاخيرة: الاولى تحمّل ضمناً جهات اسلامية لبنانية مسؤولية تحريض الفلسطينيين على الجيش استناداً الى مناخ التوتر المستمرّ بين هذه الجهات والجيش منذ مقتل الشيخ احمد عبد الواحد في عكار قبل اسابيع، اما الرؤية الثانية فتحمّل منظمات فلسطينية موالية للنظام السوري مسؤولية افتعال الاحداث والتحريض على الجيش والقوى الامنية مستندة الى زيارة زعيم الجبهة الشعبية القيادة العامة احمد جبريل لبيروت قبل فترة والتي أعقبها استقبال الرئيس السوري له في دمشق، بعد أن استقبله الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في طهران.
المصدر: الرأي الكويتية