القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

تسوية "عين الحلوة"... تطويق الشهابي وهلال

تسوية "عين الحلوة"... تطويق الشهابي وهلال


الخميس، 18 آب، 2016

فرضيتان من المتوقع ان تُبنى عليهما معالم الفترة المقبلة في مخيم عين الحلوة: فامّا انّ مرحلة التسويات قد بدأت بما يترجم ارتفاع عدد الاشخاص المطلوبين الذين سلموا انفسهم الى مخابرات الجيش، تزامناً مع حل تجمع "الشباب المسلم" نفسه، او انّ خلاصة سلبية يمكن استنتاجها باحتمال خلافات اكبر قد تتعمق بين المجموعات الاسلامية المتشددة في المخيم والفصائل الفلسطينية من جهة، وبين هؤلاء والمحيط من جهة اخرى.

انتهى دور "الشباب المسلم" في مخيم عين الحلوة، خلاصة اولية يمكن استنتاجها بعد ان أعلن التجمع حلّ نفسه في بيان وزعه، على خلفية قيام مجموعة من المطلوبين من تجمعات مختلفة بتسليم انفسهم الى الجيش. في الظاهر، يعكس بيان التجمح الهدف من حلّه، بما اُعتبر حاجة الى "منع اي فرصة من استغلال هذا الاسم من اجل مآرب سياسية"، وما دون ذلك يبقى مرتبطاً بضرورة الاجابة عن سؤال محوري عن الجهة المسؤولة عن امن المخيم، وذلك اثر تنامي دور المجموعات الاخرى الاكثر تشدداً، والتي لمّا تزل تشكل وقوداً يتخوف منه لاشعال المخيم وخارجه.

تسويات

وفق تطور دراماتيكي، تسير الامور في مخيم عين الحلوة. البحث في سجلات الاسماء التي تسلم انفسها الى مخابرات الجيش، دونها الكثير من التفاصيل المرتبطة ببقية الشخصيات التي لا تزال عصية على التسويات في المخيم. من بين هؤلاء بلال بدر وعماد ياسين، احد ابرز الاسماء المرتبطة بجرائم ارهابية، وآخرون ممن لم تشملهم لغايته سلة التسويات التي يتم التداول بها، وتقتصر على اشخاص يؤدون الادوار الثانوية، مقابل المهام الاجرامية الملقاة على عاتق آخرين.

الثنائي الاخطر

تتحدث مصادر امنية مطلعة عما تعتبره الانتقال الى مرحلة جديدة داخل المخيم، ربطاً بمجموعه التطورات الاخيرة وابرزها حل تجمع "الشباب المسلم" نفسه، وذلك لوصول المجموعة الى حائط مسدود من الخلاف على الاسماء المقيّدة بالتسويات وغير المقيّدة بها، "فماذا عن بدر وياسين، الثنائي الاخطر في المخيم، ويمكن اضافة اسماء اخرى اليها وابرزهم هلال هلال ممثل تنظيم داعش في المخيم، وكذلك عبد فضة، والاخير هو المسؤول عن معظم الاغتيالات التي تمّ تنفيذها داخل المخيم، وهو من الاشخاص التابعين الى بلال بدر؟".

"جند الشام"

وكان احد الاشخاص المتهمين بالانتماء الى "جند الشام"، قد سلّم نفسه الى استخبارات الجيش، امس، ويُدعى غالب حجير وهو عم المطلوب بلال بدر اضافة الى احمد وشراع بدر وهما شقيقا بلال بدر بعد ان سلما نفسيهما الى مخابرات الجيش في صيدا، وبذلك يرتفع عدد الذين سلموا انفسهم الى اربعة، مع ابن شقيق الشيخ اسامة الشهابي، الذي سلم نفسه الى معلومات الامن العام اللبناني في صيدا عند حاجز مخيم عين الحلوة.

وكان قد سجل امس الاول اقدام كل من فادي رازيان ودرويش الرز على تسليم نفسيهما الى مخابرات الجيش عند حاجز تعمير التحتاني في المخيم، وهما من انصار الارهابي احمد الاسير وفتح الاسلام. وبذلك فانّ وتيرة التوقيفات قد ارتفعت بشكل متزايد، وخصوصاً بعد التنسيق المشترك مع الجيش والفصائل الفلسطينية وتقديم ما يشبه التسهيلات لكل من يرغب في تسليم نفسه. يأتي ذلك متزامناً مع اخلاء سبيل شقيق فضل الشاكر، الامير السابق لجند الشام ابو العبد الشمندور الذي كان قد سلم نفسه قبل ايام قليلة من تاريخ اطلاق سراحه.

تفكيك المجموعات

وبحسب المصادر فانّ المطلوب هو تفكيك هذه المجموعات وعلى رأسها "الشباب المسلم"، بحيث كان الهدف الاول من انشائها هو اعادة تنظيمها ومنحها قوة وازنة بعد جمعها في تنظيم موحد، "كي لا تتعرض الى التفكك، وذلك كان بداية بايعاز من الشيخ جمال خطاب، مسؤول "الحركة الاسلامية المجاهدة" في المخيم قبل سنوات".

وكان "الشباب المسلم" يضم اشخاصا من مختلف التجمعات والتنظيمات الموجودة داخل المخيم، ولكنّ التجمع تحول في الفترة الاخيرة الى تنظيم يضر بوجود "جند الشام"، الذين يعتبرون اول المتضررين من حملة التوقيفات التي تحصل داخل المخيم. وهؤلاء اضافة الى آخرين يشكل وجودهم حاجة اساسية الى اللاعبين بأمن المخيم، حيث يتم استخدامهم من اجل اعمال تخريبية داخل المخيم وخارجه، وذلك كلما شهد لبنان على ازمات محلية او خارجية مرتبطة بتطورات الاحداث الحاصلة في سورية.

محاصرة الشهابي

الى ذلك، وبحسب التحليلات المطروحة ربطاً بحل "الشباب المسلم"، فانّ اول المتضررين من جملة التوقيفات والاحداث الاخيرة هما الشيخ اسامة الشهابي وهلال هلال، بحيث يتوقع ان "يجري تطويقهما، بشكل يطوق الخناق عليهما لتسليم نفسيهما على غرار ما حصل مع الآخرين".

بيان التجمع

وكان "الشباب المسلم" قد وزع بياناً اعلن فيه انّه بعد الدراسة والبحث كان الغاء التجمع، لمصلحة الظرف الحالي التي تقضي بذلك. وورد في البيان "نهدف من هذه الخطوة بداية الحفاظ على أهلنا وأعراضنا في المخيم ثم منعُ أيِ فرصة من أيِ جهة تستغِل هذا الإسم من أجل مآرب سياسية دنيوية لا تخدم الا المتربصين بنا". وإذ يعتبر المعنيون في التجمع بانّه كان لمصلحة اهل المخيم، لذلك "اجتمعنا واليوم نرى من يُريد استغلال التجمع لضرب اهل المخيم بعضه ببعض ونحن نعلم بأن درء المفاسد مُقدم على جلب المصالح لذلك أقدمنا على هذه الخطوة درءًا للمفسدة المُتوقَعة". ونظراً الى الهجمة الاعلامية على المخيم، "نحن نعاهد اهلنا ان نبقى مدافعين عنهم ولن يروا مِنا إلا كل خير ولسوف نتعاون سوياً على البِر والتقوى ونسعى دائما لأن نقف في وجه كلِ المشاريع التخريبية التي تسعى لتدمير المخيم وتهجير أهله ولن يكون هذا الأمر إن شاء الله".

المصدر: زينب زعيتر - البلد