تشكيل شبكة امان لبنانية
فلسطينية لضمان عدم اختراق امن صيدا ومخيماتها
.jpg)
السبت، 06 نيسان، 2013
أعربت مصادر فلسطيينة لـ
"صدى البلد"، عن قلقها من الاوضاع الامنية التي تسود بعض المخيمات الفلسطينية
في لبنان وتحديدا في عين الحلوة والتي وصفتها بانها "كالجمر تحت الرماد"،
نتيجة الاحداث الامنية الجارية في سوريا والخلافات اللبنانية الداخلية، كاشفة عن مساعي
بعيدة عن الاضواء لتحصين.. الامن وتجنيبها اي تداعيات سلبية للازمتين اللبنانية والسورية.
كشف ممثل حركة "حماس"
في لبنان علي بركة عن تفاهم بين الفصائل الفلسطينية في لبنان لاعادة ترتيب البيت الفلسطيني
وتحصين امن المخيمات بدء بترتيب اللجان الشعبية وصولا الى اللجان الامنية"، مؤكدا
ان امن المخيمات جزء لا يتجزأ من امن لبنان الذي اكثر بلد عربي سيتأثر بما يجري في
سوريا والذي سينعكس على المخيمات الفلسطينية.
وحذر بركة خلال مهرجان
سياسي نظمته حركة "حماس" في قاعة مسجد "خالد بن الوليد" في عين
الحلوة لمناسبة اسبوع الشهداء الابرار ووفاء لخنساء فلسطين ام نضال فرحات وذكرى يوم
الارض.. من الوقوع في نار الفتنة الطائفية والمذهبية لأن المستفيد الوحيد هو العدو
الصهيوني، قائلا "علينا كفلسطينيين المساهمة في اطفاء نار الفتنة والمسؤولية على
الجميع لبنانيين وفلسطينيين"، مؤكدا الحرص الفلسطيني على امن لبنان وسلامته والتمسك
بحق العودة ونهج المقاومة.
ودعا بركة إلى تشكيل شبكة
امان لبنانية فلسطينية لضمان عدم اختراق امن صيدا والجنوب من اي فئة كانت لما لهذه
المنطقة من اهمية فهية بوابة الجنوب وعاصمتها وفيها عاصمة الشتات مخيم عين الحلوة"،
مضيفا "ولا بد لشبكة الامان هذه ان تعمل على توطيد العلاقات بين مختلف القوى لتشكل
شبكة امان للمنطقة".
بالمقابل، أكد سفير فلسطين
في لبنان اشرف دبور أن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان لن يكونوا سوى عاملاً إيجابياً
في تثبيت السلم الاهلي اللبناني وهم على مسافة واحدة من كل الاطراف في لبنان، معتبرا
ان انجاز موضوع الحقوق الانسانية للاجئين الفلسطينيين يسير ببطء بسبب الاوضاع التي
يمر فيها لبنان، لكن العمل على نسج العلاقات مع الشعب اللبناني لم يتوقف يوما.
وقال السفير دبور خلال
تفقده ورشة عمل تجمع الشباب اللبناني والفلسطيني أن القيادة الفلسطينية تتابع عن كثب
كل المواضيع التي تتعلق بالشأن الفلسطيني في لبنان بالتفصيل، وتقوم بإجراء الاتصالات
مع الجهات اللبنانية المختلفة عند أي طارئ كما انها تعمل ضمن برنامج على النهوض بالوضع
المعيشي للاجئين الفلسطيين في لبنان عبر عدة مشاريع منها صندوق الطالب الفلسطيني في
لبنان، صندوق الضمان الصحي، صندوق الاستثمار، مشروع التكافل الاسري.
بينما اكد مسؤول العلاقات
السياسية في حركة الجهاد الإسلامي في لبنان شكيب العينا على ضرورة "تجنيب المخيمات
في لبنان الدخول في التجاذبات الداخلية، خصوصا على الساحتين السورية واللبنانية، لأن
العدو الصهيوني يريد إنهاء المخيمات وتصفية الفلسطينيين وشطب حق العودة، ولا يجوز للشعب
الفلسطيني أن يكون جزءًا من النزاعات الموجودة داخل الساحات العربية؛ فهذا مخطط صهيوني
يهدف الى تمرير مشاريع التوطين والتصفية وشطب حق العودة"، مؤكدا اننا "نرفض
تسمية المخيمات بالبؤر الأمنية، بل هي منصات ثورية جهادية، وجهتها فلسطين، وقد آن الأوان
لإعطاء شعبنا حقوقه المدنية من أجل الصمود في وجه المشاريع الصهيونية".
هاجس النزوح
والى جانب الهاجس الامني،
وفيما واصل اللاجئون احياء ذكى الارض وسط تأكيد على التمسك بحق العودة ورفض التوطين،
بقي موضوع النازحين من سوريا الى المخيمات الفلسطينية مدار اهتمام ومتابعة مع بدء وكالة
الاونروا اليوم الثلاثاء توزيع مساعدات مالية، فيما لفتت زيارة قام بها ممثل النائب
بهية الحريري وليد صفدية الى عين الحلوة حيث تفقد النازحين في مجمع الشيخ زايد، التابع
لجمعية بدر الثقافية الاجتماعية الصحية حيث تم ايواء 36 عائلة، بينما المبنى بحاجة
الى استكمال بعض اجزائه ليستوعب 60 عائلة أخرى، وقد نصبت عشرة خيام في جواره لايواء
عائلات نازحة من سوريا لم تجد لها مأوى، والتقى صفدية القائد الفتحاوي اللواء منير
المقدح الذي حذر من تفاقم مشكلة الايواء بالنسبة للفلسطينيين النازحين من سوريا والذين
بلغت اعدادهم في المخيم اكثر من 2000 عائلة وقد سكن عشرات منها في الخيام مفترشين الأرض"،
محملا وكالة "الأونروا" تقصيرها في تقديم الخدمات للنازحين الفلسطينين من
سوريا.
البدائل المطروحة
كشف قائد "قوات الأمن
الوطني الفلسطيني في لبنان" اللواء صبحي أبو عرب عن أن عدد العائلات الوافدة إلى
مخيم عين الحلوة في صيدا في جنوب لبنان من سوريا "تخطى الـ2400 عائلة"، لافتا
إلى "مساع حثيثة تمت خلال اليومين الماضيين لمحاولة إيجاد بدائل في مخيمات أخرى"،
محملا وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) والحكومة اللبنانية مسؤولية التقصير
في مساعدة النازحين.
وأوضح اللواء أبو عرب أن
مخيمات صيدا وبيروت "اكتظت بالنازحين بما يتخطى القدرة الاستيعابية للمخيمات"،
مشيرا إلى أن تلك المخيمات "تخلو اليوم من أي منزل للإيجار، أو مكتب أو قاعة"،
لافتا إلى أن مخيم عين الحلوة وحده "بات يؤوي 2400 عائلة والعدد مرشح للازدياد".
وأكد أبو عرب أن تفاقم
الأزمة في المخيم "دفعنا للبحث عن بدائل"، موضحا أن القضية طرحت على نطاق
رسمي مع مسؤولي "الأونروا" في الجنوب وبعض القيادات الفلسطينية. وقال:
"نبحث الآن عن خطوات عملية، مثل توزيع عدد من القادمين حديثا على مخيمات أقل اكتظاظا
في الجنوب، مثل مخيمات الراشدية، القاسمية، البرغلية، البرج الشمالي، في صور وغيرها...
كما تم طرح فكرة تأمين بيوت جاهزة ووضعها في بساتين مخيم الراشدية كمكان مؤقت لاستضافة
النازحين من سوريا".
وإذ أشار أبو عرب إلى
"تقصير في توفير المساعدات للنازحين الفلسطينيين من مخيمات سوريا"، دعا
"الأونروا" للبحث عن حلول، ورفع الصوت عاليا لتأمين المساعدات للنازحين السوريين.
المصدر: صدى البلد