تشييع السعدي بهدوء في مخيم عين الحلوة
الإثنين، 05 تشرين الثاني، 2012
شيّعت "حركة فتح" و"قوات الأمن الفلسطيني" وعائلة السعدي، وفصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" أمس، الكادر في "قوات الأمن الوطني الفلسطيني" النقيب عماد السعدي، الذي توفي أمس الأول متأثراً بجراحه، إلى مثواه الأخير في مقبرة درب السيم، بحضور قيادات قوات الأمن الوطني الفلسطيني، و"فتح"، و"القوى الإسلامية"، وفصائل المنظمة، و"اللجان الشعبية"، و"قوى التحالف الفلسطيني"، وحشد من أبناء المخيم. وكان لافتاً الهدوء الذي تميز به التشييع، ولم يحصل ما يعكر صفو الأمن باستثناء الإحدى وعشرين طلقة، التي أطلقت كتحية لوداع السعدي.
وأشارت مصادر فلسطينية إلى أن "الهدوء الذي تميز به التشييع كان ثمرة اجتماعات ولقاءات بين مختلف قيادات المخيم، على أمل أن يسفر التحقيق في جريمة الاغتيال إلى وضع اليد على ملف الجريمة ومعرفة الجناة وتسليمهم إلى القضاء، بناء لوعود أعطيت لفتح، وقيادة قوات الأمن الفلسطيني وعائلة السعدي". وكان موكب التشييع قد انطلق من مسجد شيخ عمر الموعد "الجميزة" إلى مثواه الأخير في مقبرة درب السيم. وبعد التشييع تقبلت عائلة السعدي و"فتح"، وقيادة الأمن الوطني التعازي في منزل شقيق المغدور في المخيم.
وكانت الإدارة الطبية في "مركز لبيب الطبي" في صيدا، قد أعلنت عن وفاة السعدي متاثراً بإصابة بليغة في رأسه، أتلتفت معظم الدماغ. وقد توفي السبت بعدما كان في حالة موت سريري داخل غرفة العناية المركزة. وفور الإعلان عن الوفاة لم تسجل ردود فعل أمنية في المخيم باستثناء حالات الغضب والحزن لدى أوساط عائلته وعشيرة السعدي، ولدى حركة فتح وقوات الأمن الوطني. وقد أشار القيادي في "حركة فتح" منير المقدح إلى تشكيل لجنة تحقيق في مخيم عين الحلوة، للكشف عن هوية من ارتكب الجريمة، وصولاً إلى اعتقالهم وتسليمهم إلى القضاء اللبناني، لافتاً إلى اتخاذ "قرار برفع الغطاء عن أي شخص متورط في العملية". اشارة الى انه تمت الاستعانة بكاميرات المراقبة لدى "عصبة الأنصار" الموجودة على مقربة من مسرح عملية الاغتيال.
يذكر أن "حركة فتح" وعائلة السعدي قد اتفقتا على تشييع جثمان السعدي أمس، خلال اجتماع ليل أمس الأول، عقد في دارة مسؤول الوحدة الخاصة في "حركة فتح" في عين الحلوة وشقيق المغدور فادي السعدي، بحضور قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب، والعميد محمود عيسى الملقب "اللينو"، وعائلة السعدي حيث تداول المشاركون في معطيات عملية الاغتيال والأدله المتوفرة حول الجناة. كان هناك إجماع على ضرورة سوق هؤلاء إلى العدالة لمحاسبتهم على الجريمة التي اقترفوها. وأكد المجتمعون حرصهم على أمن مخيم عين الحلوة واستقراره، مطالبين جميع القوى الوطنية والإسلامية في المخيم بأخذ دورها في الضرب بيد من حديد على يد كل مخلٍّ بالأمن، وعلى من تسوّل له نفسه القيام بأي جريمة قتل أو اغتيال في المخيم. ونوّه المجتمعون بمواقف القوى الوطنية والإسلامية والفعاليات التي أدانت حادثة الاغتيال.
وكان المسؤول في "عصبة الأنصار" الشيخ أبو طارق السعدي، قد أكد على ضرورة مشاركة القوى الإسلامية في التحقيقات الجارية حول مقتل السعدي.
المصدر: محمد صالح - السفير