القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

تصريحات باسيل عن اللاجئين الفلسطينيين: تلاقٍ مع "صفقة القرن"

تصريحات باسيل عن اللاجئين الفلسطينيين: تلاقٍ مع "صفقة القرن"


الجمعة، 16 آذار، 2018

عاد وزير الخارجية اللبناني ورئيس "التيار الوطني الحر"، جبران باسيل، إلى اعتماد خطابتصعيدي ضد اللاجئين الفلسطينيين في بلاده، ونجح في تحويل مشاركته في مؤتمر دعم"وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" (أونروا) المنعقد في روما إلى منصة للمطالبةبإسقاط صفة اللجوء عن بعض الفلسطينيين المسجلين في لبنان.

ودعا باسيل، في كلمته التي ألقاها قبل ظهر اليوم الخميس، إلى "شطب كل لاجىء فلسطينيمن قيود "أونروا" في حال تغيبه عن الأراضي اللبنانية، أو في حال استحصاله على جنسيةبلد آخر"، وبرر هذه الدعوة بـ"تخفيف الوكالة الدولية من أعبائها المالية من جهة، ولكيتساهم في تخفيض أعداد اللاجئين في لبنان من دون التعرض لحق العودة الذي هومقدس".

ورغم اعتبار باسيل أن "حق العودة مقدس"، إلا أن المسؤول الإعلامي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، رأفتمُرّة، اعتبر، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "موقف باسيل يتعارض مع حماية حق العودة، ويتزامن مع الحديثعن "صفقة القرن" التي تريد إنهاء كل الملفات السياسية والإنسانية والاجتماعية والتاريخية التي تُشكل بمجموعهاالقضية الفلسطينية العادلة".

وأشار مُرّة إلى أن "تصريحات باسيل حالياً تُسهل تصفية ملف اللاجئين، الذي يُشكّل- وباعتراف رعاة الصفقة-أعقد ملف في القضية الفلسطينية"، واستنكر "إطلاق مثل هذه التصريحات في وقت نشهد جهداً دولياً مقابلاًلدعم وكالة "أونروا" وتثبيت حق العودة".

وعلى الصعيد الداخلي اللبناني، أشار المسؤول الإعلامي لـ"حماس" إلى أنه "لا يوجد أي مبرر لبناني للمطالبة بإسقاطصفة اللجوء عن أي فلسطيني في لبنان، بعد أن أثبتت كل المراحل السياسية الأخيرة أن موقف الفلسطينيين فيلبنان لم يتغير، إن كان في مجال التمسك بحق العودة أو احترام سيادة لبنان، وعدم السماح بتحويل المخيماتالفلسطينية إلى مصدر إقلاق للأمن اللبناني".

وذكّر مُرّة بأن "الإحصاءات التي أعلنتها لجنة الحوار اللبناني- الفلسطيني (التابعة للحكومة اللبنانية) بشأن عدداللاجئين الفلسطينيين تُثبت أننا لا نُشكّل أي خطر على الداخل اللبناني".

وتضمنت مواقف باسيل في روما أيضاً تخوّفاً من "استنساخ تجربة الفلسطينيين على السوريين. فكيف لمجتمعدولي عاجز عن الإيفاء بالتزاماته تجاه الأونروا أن يطلب من لبنان إدماج النازحين السوريين، فيما هو يلغي المنظمةالتي تُعنى باللاجئين الفلسطينيين، وكأنه ينبئنا أن السيناريو نفسه سيتكرر: النازح واللاجىء يبقى على أرضنا، فيماالوعود تتبخر تاركة لبنان وحيداً (في تحمّل الأعباء والنتائج)"، على حد تعبيره.

واعتبر وزير الخارجية اللبناني، أيضاً، أن "لبنان لم يحضر إلى هذا المؤتمر ليستجدي مالاً، بل ليطالب بحقٍ شرعيلشعبٍ بالعودة إلى وطنه وبحدٍ أدنى من مساعدته هو إلى حين ذلك، تجنباً لمزيد من الفقر والتطرف يتغلغل فيمجتمعاتنا جميعاً".

يشار إلى أنّ الفريق السياسي لباسيل يُروّج لسياساتٍ عنصرية في التعاطي مع اللاجئين الفلسطينيين والسوريين فيلبنان، من خلال تحميلهم مسؤولية مختلف الأحداث الأمنية التي حدثت في لبنان، ومن خلال منع تحسينمستوى المعيشة في المخيمات بالحدود الدنيا، بحجة "عدم توفير أسباب الاستقرار والراحة للاجئين في لبنان،والحفاظ على الشكل المؤقت لإقامتهم"، وهو ما يتزامن مع خفض المساعدات المقدمة من قبل "أونروا" بسببنقص التمويل، ما يؤدي إلى تعقيد الأوضاع الإنسانية والصحية والاجتماعية للاجئين في لبنان، وحصر التعاملالرسمي اللبناني معهم بالشق الأمني والعسكري فقط.